نص إنشائي عن الماء (لطلاب الابتدائي)
المقدمة: بالماء تنتعش الطبيعة
سبحانَ ربي إذ قال: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يؤمنون} ما أعظمَ تلك الآية وما أعظم دلالاتها التي تحكي عظمة الخالق الذي أحيا الطبيعة وجعلها تنتعش بالماء!، فسقى الشجر والثمر والحيوانات وجميع النباتات، وجعل في الأرض مياهًا جارية تسقي الطرقات وتُغذي البحار والأنهار وتجعل الينابيع متدفقةً بالماء رقراقة تخرج من باطن الأرض حاملةً معها الخيرات والبركات التي تنتشر في الأرض وتعلن ميلادًا جديدًا كل يوم للحيوان والنبات والإنسان.
العرض: لا حياة دون ماء
لا يُمكن للحياة أن تستمر دون وجود الماء النقي والنظيف، فالأشجار تحتاجُ للماء لتستمر في دورة حياتها، وكي لا تُصبح الأرض جرداء قاحلة خالية من كل مظاهر الحياة الذي يعدّ الماء سببًا لها، كما أن الحيوانات تحتاج للماء من أجل أن تشرب وتسقي صغارها وتسبح وتنظف نفسها، وبالطبع فإن الإنسان يحتاج الماء في كلّ مناحي حياته من تنظيف وشرب وطبخ واستحمام.
يُعدّ الماء من العناصر الأساسية في جسم الإنسان ويقوم بأدوار مهمّة، فلا يُمكن للإنسان البقاء دون شرب الماء لمدّة تزيد عن بضعة أيام، حيث إنه من العناصر المهمّة التي تحتاجها الأجهزة والخلايا والأنسجة في الجسم من أجل القيام بوظائفها على أتمّ وجه، ويتم الحصول في الغالب على حاجة الجسم للماء عن طريق الشرب بأن يتم تناول كميات كافية منه، إلى جانب المشروبات الأخرى وغيرها من الأطعمة التي تحتوي على نسب جيدة من الماء مثل: الشوربات والعصائر الطبيعية والخيار والبرتقال وغيرها.
قد يتسبّب قلّة شرب الماء بالعديد من الأضرار ؛ حيثُ يُصاب الجسم بالجفاف الذي ينتج عنه العطش الشديد وجفاف الفم والجلد، إلى جانب الشعور بالتعب والإرهاق والدوخة وقلة التبول والتعرق بطريقة أقل من المعتاد، كما يتغيّر لون البول إلى اللون الغامق بسبب قلة نسبة الماء في الجسم، إلى جانب عدم نزول الدمع عند البكاء، ويتسبّب في حالات متقدّمة بالإغماء وتسارُع ضربات القلب وصعوبة في التنفس، وفي هذه الحالة فإنه ينبغي الحصول على دعم طبي.
أما عن فوائد الماء في الطبيعة، فهو ذو فائدة عظيمة لنموّ النباتات واستمرار حياتها؛ إذ يُساعد على فقدان حرارة النباتات من خلال عملية تُعرف بالنتح، كما أن للماءّ دورًا مهمًّا في نمو النباتات وتشكل البذور وظهور الثمار التي يتغذى عليها الحيوان والإنسان، تحتاج النباتات إلى العديد من المواد الغذائية التي يمكن الحصول عليها من خلال سقاية المزروعات بالماء ومن تلك المواد النشا، كما أن للماء مهمة عظيمة وهي المساعدة في إنبات بذور جديدة من تلك التي تسقط من الأشجار على الأرض.
فوائد الماء للحيوانات تتجلى في ضبط درجة الحرارة في جسم الحيوان؛ وذلك بسب تبخر الماء من الرئة والجلد، كما يساعد الحيوان على بلع طعامه وفي عمليتي الهضم والإخراج، إذ ينقل الماء المواد الغذائية إلى الدم وينشرها إلى أجزاء الجسم، ويوزع الحرارة في جسم الحيوان، كما تتكون دموع الحيوان من الماء بشكل أساسي، وبالتالي فإنّ أيّ نقص يحصل فيه يؤدي إلى مشاكل عديدة، كما يؤدي نقص الماء في جسم الحيوان إلى إصابته بالإمساك، ويمنعه من القدرة على التبول بشكل طبيعي، ويؤدي إلى حدوث لزوجة في الدم.
لذلك؛ ينغي على مُربّي الحيوانات الحفاظ على الثروة الحيوانية من خلال توفير الماء النظيف الذي لا يحتوي على أيّ طعم، وأن يكون الماء صافيًا وخاليًا من الملونات، وألّا يحتوي الماء على الأتربة وأن تكون درجة حرارته مناسبة للفصل، وأن تكون نسبة المياه فيها متوسطة، وألّا تحتوي على أي مواد سامة أو ميكروبات قد تؤدي إلى إصابة الحيوانات بالمرض، وخلاصة القول إنّه ينبغي تقديم المياه للحيوانات تمامًا كما تُقدّم للإنسان.
تُستخدم المياه أيضًا لغايات الترفيه؛ إذ يقوم العديد من الناس بزيارة المسابح في فترات الصيف الحارة، وفي بعض الدول يقوم السكان برشق الماء في أيام معينة من العام خلال الصيف، فيتبادلون رشق الماء على بعضهم بهدف اللعب والاستمتاع، كما يلجأ الكثير من الأهالي إلى عمل برك مائية من أجل إفساح المجال أمام أبنائهم للعب في الماء وتعلم السباحة أمام أعينهم، بعيدًا عن المسابح التي قد تكون ملوثة أو قد تتسبب بالغرق للعديد من الأطفال.
يدخل الماء في العديد من الصناعات؛ إذ يتم استخدامه في صناعة الورق، ويستخدم في تكرير النفط وفي تنظيف الفواكه والخضراوات وتحضير العصائر، كما يُعدّ من المكونات الأساسية في تحضير وتجهيز العديد من الأطعمة المعلبة منها، وقد نقصت نسبة المياه في الفترات الأخيرة بنسب كبيرة؛ إذ أصبحت لا تتوافق مع نسبة الاستهلاك البشري، بالإضافة إلى مشكلة تلوث المياه، وقد يُخشى من حدوث نقص حاد وكبير في نسبة المياه الصالحة للشرب، مما يؤدّي بالنهاية إلى حصول عجز مائي، ممّا يجلب الدمار للكوكب، كما أن عملية تحلية المياه المالحة تُعدّ من العمليات المكلفة للغاية.
الخاتمة: لا تسرف في الماء
ينبغي على كلّ إنسان عدم الإسراف في الماء إلى حدّ التبذير فقد رأى رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- رجلًا يتوضَّأ فقالَ له: لا تُسرِفْ لا تُسرِفْ لذا ينبغي العلم أنّ حاجة الإنسان والحيوان والنبات إلى الماء لا تعني الإسراف فيه والتبذير، وإنما الاقتصاد قدر الإمكان، فلو افترضنا مثلًا أنّنا قُمنا بسقاية النباتات بشكل مبالغ فيه فإنه سيؤدي إلى تلف جذوره، وبالتالي موت النبتة وانتهاء دورة حياتها، وإذا قدّمنا للحيوانات الماء الفائض عن الحاجة فإنّها ستتسخ سريعًا وسيضطر المالك إلى تغييرها باستمرار؛ لذا يتوجب على الإنسان الاقتصاد بالقدر الذي يتوافق مع احتياجاته.
إن كنت مهتمًّا بقراءة مقال مشابه، فقد يهمك مقال: موضوع تعبير عن الماء .