نص إنشائي عن الماء (لطلاب الإعدادي)
المقدمة: الماء سرّ الكائنات
الماء هو المادة التي يحيا بها كوكب الأرض ولا يُمكن لأي مخلوق أن يستمر دونها حيوانًا كان أم نباتًا أم إنسانًا، قال الله تعالى في كتابه العظيم في سورة الأنبياء: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}، ولما قال الله تعالى في كتابه كل شيء فإنّه سبحانه بذلك يصف حاجة المخلوقات كافّة إلى الماء وكيف أنّ الدنيا تتجه إلى الفناء دونه، ولا يُمكن تعويضه لو انتهى بأي شكل من الأشكال، فهو السر الذي جعل الله تعالى الأرض قائمة به، وكل المخلوقات تحتاجه بقدر معين من أجل استمرارية الخليقة على هذه الأرض كما أراد الله تعالى ذلك.
العرض: هل سألت نفسك، كيف نحصل على الماء؟
الماء هو النعمة التي أسبغها الله تعالى على عباده من أجل استمرار الخليقة وإعمار الأرض، وكل شيء يحتاج إلى الماء؛ فالنباتات لا تنمو دونه والخضراوات لا تزهر إلا به، والحيوانات لا تعيش إلا من خلاله والبشر يفنون دونه وبذلك تنتهي الخليقة وتفنى الحياة، ولا بدّ لكل إنسان أن يستشعر المسؤولية تجاه المياه وأن يكون عضوًا إيجابيًا في المحافظة عليها.
لو سأل كل إنسان نفسه عن كيفية الحصول على المياه الصالحة للاستهلاك والاستعمال، لعلم أهمية المحافظة على تلك النعمة من الزوال، ولكن قد يجهل بعض النّاس الطريقة لذلك لا بدّ من الحديث عنها وذكرها في هذا المقام؛ من أجل أن يستشعر كل فرد المسؤولية داخله.
إنّ الطريقة الأولى التي يتمكّن الإنسان من خلالها من الحصول على مياه نظيفة من أجل الشرب والاستعمال هي: عملية الترسيب، وهي من أقدم العمليات التي تهدف إلى تنقية المياه من الشوائب ومن العوالق كافّة تلك التي تلحق بها، وتصفيتها من الملوثات حتى تصبح جاهزة للاستهلاك البشري.
تعد هذه الطريقة من أسهل طرائق معالجة المياه وتنقيتها من العوالق، لكن مع ذلك، فهي لا تضمن تنظيف المياه من الشوائب بشكل كامل، إلا أنّها صالحة في الأوقات الحرجة، ولكن فيما بعد فقد طُوّرت عمليات تنقية المياه من أجل ضمان حياة صحية بشكل أكبر، واختُرعت طرائق أخرى تتبع تلك العملية لضمان الجودة والنظافة.
يأتي الترشيح بعد الترسيب أي إنّه الطريقة الثانية التي تستخدم في تنقية المياه من الشوائب، عن طريق تمرير المياه من خلال مجموعة من الحبيبات الرملية التي تعلق الشوائب بها، ومع ذلك فإنّ هذه الطريقة لم تُعدّ من بين الطرق الآمنة في تنظيف المياه من العوالق كافّة.
أمّا التطهير فهي العملية الثالثة التي تتبعها الدول كافّة بعد كل من عملية الترسيب والترشيح التي تساهم في قتل الكائنات الحية الخطرة على حياة الإنسان في المياه، أي أنّها تقضي على الجراثيم الدقيقة التي لم تمت في عمليتي الترسيب والترشيح.
ومن أشهر المواد التي تضاف إلى المياه من أجل تنظيفها الكلور، ومع ذلك فإنّه يراعى إضافة كميات قليلة من الكلور إلى المياه من أجل ضمان التطهير وعدم تعريض الإنسان للخطر، وحتى لا يفسد الماء من خلال تغير مواصفاته أن يكون له طعم أو لون، أو حتى رائحة.
بعد أن تنتهي العمليات الثلاثة التي تضمن تطهير المياه من كلّ الشوائب تُنقل تلك المياه عبر مجموعة من الأنابيب التي تصل ما بين المحطات المعالجة للمياه والمنازل من أجل تخزينها في خزانات كبيرة أو في آبار مخصصة للمياه، وقد تكون تلك الخزانات موجودة تحت الأرض وقد تكون موجودة على مساواة الأرض، ومن ثم تُحفظ في مكان نظيف وآمن بعيد عن الأيدي؛ وبذلك يصل المياه إلى يد الإنسان نظيفًا آمنًا يتمكن من استعماله بشكل آمن دون أن يسرف في ذلك ولا أن يهدر الحياة التي أنعم الله بها على العباد.
إنّ مشكلة التلوث المائي باتت تشكل خطرًا حقيقيًا على حياة الإنسان بخاصة أنّ منسوب المياه الصالحة للشرب يزداد تناقصًا يومًا بعد يوم، وهو ما لا يُدركه كثر من النّاس ولو بقي الحال كذلك، فإنّ الحياة البشرية على وجه الأرض تُنذَر بالانتهاء؛ لذلك كان لا بدّ للإنسان من أن يحافظ على تلك النعمة التي وهبه الله إليها من خلال ترشيد استهلاك المياه والمساهمة في ذلك.
إنّ الماء يمر بمجموعة من العمليات المعقدة حتى يصل آخر المطاف إلى يد الإنسان فيستعمله في: الغسيل والشرب والتنظيف وقضاء الشؤون الخاصة فيه، وهو لا ينتبه إلى كثرة الأيدي والطاقات، التي تعبت من أجل وصوله إليه نظيفًا خاليًا من الشوائب والأمراض، إنّ المياه هي إكسير الحياة التي لا يُمكن أن تستمر دونها.
إنّ كثرة استهلاك المياه دون الانتباه إلى الكم والكيفية يؤدي إلى الهلاك المؤكد لا محالة، عدا عن التكلفة الباهظة التي تدفعها الحكومة من أجل تأمين عملية تطهير المياه كاملة وأخذ جزء بسيط من المال من النّاس لقاء تلك الخدمة، ولو علت أجور المياه لعلم كل إنسان كيف يتمكّن من المحافظة عليها!
الخاتمة: الماء حياة فلا تهدره
تتغير الحياة وتزداد صعوبتها يومًا بعد يوم، وفي كل مرّة يحاول الإنسان أن يتكيّف مع المتغيرات الجديدة؛ فالمياه في قديم الزمان كانت تأتي صافية صالحة للشرب من الأنهار فيستعملها النّاس، ويقضون حاجاتهم بها.
لكن الكثافة السكانية وازديادها بشكل كبير، نتج عنه اختلاف الأمور وازداد تلوث المياه وصار ملحّا تكرير المياه المستعملة وتنظيفها مرة أخرى وتعقيمها؛ من أجل إعادة استخدامها، وحريّ بالإنسان أن يشعر بتلك المسؤولية الملقاة على عاتقه، ويحافظ على المياه من الهدر؛ حتى لا يعاقبه الله تعالى ويحرمه من تلك النعمة، التي امتنّ بها على كثير من الناس وحرمها آخرين.
إن كنت مهتمًّا بقراءة موضوع تعبير مشابه، فقد يهمّك مقال: موضوع تعبير عن أهمية الماء .