نشأة النظام الاشتراكي
نشأة النظام الاشتراكي
ظهر النظام الاشتراكي في البداية كنوع من أنواع المعارضة لانتهاكات وتجاوزات الفردية الرأسمالية و الليبرالية تحت ظل الاقتصادات الرأسمالية التي ظهرت مبكرًا في أواخر القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر، وتجدر الإشارة إلى أنه خلال هذه الفترة شهدت مجموعة دول أوروبا الغربية زيادة في عملية الإنتاج الصناعي، بالإضافة إلى مضاعفة وتيرة النمو الاقتصادي بشكل سريع، حيث تسبب ذلك في تركّز الثروة بيد مجموعة محددة من الأسر والأفراد، في المقابل خيم الفقر على الطبقات الاجتماعية الأخرى، وهذا تسبب بدوره في خلق نوع من الشعور بعدم المساواة في الاهتمامات الاجتماعية والدخل.
ويجدر التنويه إلى أنه من أشهر المفكرين بالنظام الاشتراكي هنري دي سان سيمون، وروبرت أوين، وكارل ماركس، وفلاديمير لينين، وغيرها من المفكرين الآخرين. ويعد المفكر فلاديمير لينين من أوائل المفكرين في التطرق لشرح وتوضيح أفكار المفكرين السابقين الاشتراكيين، حيث ساعد ذلك في ارتقى التخطيط للنظام الاشتراكي ليصبح على المستوى الوطني، حيث حصل ذلك بعد الثورة البلشفية عام 1917 ميلادي في روسيا.
ومن الجدير بالذكر أنّ النظام الاشتراكي مر بالكثير من المراحل، حيث إنه بعد الانهيار الذي حصل في التخطيط المركزي في الصين والاتحاد السوفييتي في القرن العشرين ميلادي تكاثفت جهود الكثير من المفكرين الحديثين الاشتراكيين مع تخطيط آلية ذات تنظيم كبير يعتمد على إعادة التوزيع، وأطلق عليها باسم الاشتراكية الديمقراطية أو الاشتراكية السوق.
مفهوم النظام الاشتراكي
يعرف النظام الاشتراكي بأنه عبارة عن عقيدة اجتماعية واقتصادية تسعى إلى تطبيق الملكية العامة للإنتاج كبديل عن الملكية الخاصة بالإضافة إلى السيطرة على الموارد الطبيعية والممتلكات، وتجدر الإشارة إلى أن النظام الاشتراكي يعتقد أن كل ما ينتجه الفرد هو عبارة عن ناتج اجتماعي للجميع، وأن كل فرد يساعد في إنتاج سلعة معينة من الحق أن يكون له جزء منها، كما يرى المفكرون الاشتراكيون أن تحقيق المساواة والحرية تحتاج إلى السيطرة الاجتماعية على جميع الموارد المتوفرة لتطور وازدهار للإنسان.
أنواع النظام الاشتراكي
يندرج تحت النظام الاشتراكي عدة أنواع متنوعة؛ وتتضمن هذه الأنواع ما يلي:
- النظام الاشتراكي الديمقراطي: في هذا النظام تكون فيها عناصر الإنتاج تدار من قبل العُمال، والتي تدار تحت حكومة منتخبة، حيث يستخدم في النظام الاشتراكي الديمقراطي مفهوم التخطيط الديمقراطي لجميع السلع، بالإضافة إلى أنه يسمح للسوق الحرة بحرية العمل من حيث توزيع وإنتاج السلع الاستهلاكية.
- النظام الاشتراكي التحرري: يفترض في هذا النظام أن الأفراد عقلانيون ومستقلون وذاتيون تمكنوا من إزالة قيود النظام الرأسمالية، حيث إنها تؤمن بالتسلسل الهرمي لنظام في كافة القطاعات، وبالتالي فإن الأفراد يتوجهون إلى النظام الاشتراكي لتلبية احتياجاتهم.
- النظام الاشتراكي الثوري: في هذا النوع من أنواع النظام الاشتراكي العمال حق في امتلاك عناصر الإنتاج وتدويرها عن طريق التخطيط المركزي ، ويجدر التنويه إلى أن التخطيط المركزي تعتمد على فكرة هدم النظام الرأسمالي.
- الاشتراكية الخضراء: تعرف الاشتراكية الخضراء بأنها من أنواع النظام الاشتراكي التي تهتم في المحافظة على الموارد الطبيعية مع تعزيز الاهتمام بقطاع الأغذية ووسائل النقل العام وأيضا المصادر المحلية، بالإضافة إلى أنها تهدف إلى ضمان توفير الاحتياجات الأساسية لكل فرد في المجتمع.
- النظام الاشتراكي السوق: في هذا النوع من النظام الاشتراكي تخضع عملية الإنتاج لسيطرة العمال، حيث إنهم هم الذين يقررون كيفية توزيع الموارد في السوق الحرة ، أو يمكن منحها لأفراد المجتمع الأمر الذي يؤدي بدوره في توزيع الموارد في السوق الحرة.
أسس النظام الاشتراكي
هناك مجموعة من المبادئ والأسس التي بني عليها النظام الاشتراكي، ولعل من أهم هذه الأسس نذكر ما يلي :
- الملكية العامة: تعرف الملكية العامة بأنها من أهم مبادئ وأسس النظام الاشتراكي، حيث إن للأفراد حقًا في امتلاك وسائل التوزيع والإنتاج سواء عن طريق الشركات التعاونية أو عن طريق الدولة ويجدر التنويه إلى أن الاستخدام الأساسي لوسائل الإنتاج يهدف إلى توفير الرفاه الاجتماعي وليس لغاية الربح.
- توفير الاحتياجات الرئيسية: يهدف النظام الاشتراكي إلى توفير الاحتياجات الرئيسية للأفراد في المجتمع من ناحية الصحة، والمأوى، والغذاء، والتعليم، والملابس من قبل الحكومة.
- السيطرة على الأسعار: يسعى اقتصاد النظام الاشتراكي في سيطرة الدولة على تنظيم المنتجات والتحكم في الأسعار عند طرحها في الأسواق، وهذا ساعد في حل مشكلة المنافسة التي واجهت النظام الرأسمالي.
- تحقيق المساواة والحرية: يساهم النظام الاشتراكي في تحقيق الحرية والمساواة الاقتصادية، وهذا بدوره ساعد في نهوض الاشتراكية وبروزها، كما سعت الاشتراكية إلى جعل المجتمع غير طبقي يخلق فيه المساواة لجميع الأفراد، حيث يحصل فيها الأفراد على تحقيق المساواة الاقتصادية دون تمييز.