نشأة الموسيقى وتطورها
نشأة الموسيقى وتطورها
عرف البشر الموسيقى منذ وجودهم على الأرض عن طريق الأصوات الطبيعية كضرب الحجارة ببعضها البعض مثلًا، ثم تطورت لاحقًا مع كثرة الاكتشافات التي طورها الإنسان وصولًا إلى الأدوات الموسيقية الخاصة لعزف الموسيقى، وفي هذا المقال سنقف على أهم المحطات الزمنية في تاريخ الموسيقى الغربية والعربية.
تطور الموسيقى العربية
الموسيقى هي مجموعة من الأصوات المتناغمة التي تشكل معًا مقطوعة واحدة عن طريق تفاعل الإيقاعات وبأوزان محددة،
وقد مرت الموسيقى العربية بالكثير من الطفرات حتى وصلت لما هي عليه الآن، وفيما يلي سنذكر الشكل الذي كانت عليه الموسيقى منذ العصر الجاهلي حتى يومنا هذا:
العصر الجاهلي
لدى العرب أذن موسيقية مميزة، حيث كانوا ينظمون الشعر بإيقاعات البحور الغنائية دون أن يعرفوها علميًا، وقد كان يحدث هذا بفطرتهم، فنظموا الشعر وأهازيج التنقل والرحلات، والآلات الموسيقية التي عرفت في ذلك الوقت كانت الطبول، وكانوا يستخدمونها في حروبهم دائمًا، إلا أن المعلومات التي وصلتنا عن الموسيقى في تلك الحقبة لا تزال بسيطة وبدائية.
العصر العباسي
كان من أزهى عصور الموسيقى وتحديدًا في عهد الواثق بالله، الذي أبدى اهتمامًا كبيرًا بالموسيقى والموسيقيين، وكان هو بنفسه موسيقيًا مميزًا وصاحب صوت حسن، وتم تأليف العديد من الكتب التي تتحدث عن الموسيقى في عصره، من كتاب الأغاني للأصفهاني وكتاب الموسيقى الكبير للفارابي.
العصر الأندلسي
من أكثر العصور العربية التي ازدهرت بها الموسيقى، وعرفت ألوانًا جديدة على العرب، وقد نتج هذا من الاندماج الكبير الذي كان في الأندلس بين العرب وغيرهم من الجنسيات والثقافات التي أغنت الموسيقى، فألفت الموشحات واستخدمت الآلات الموسيقية الجديدة كليًا على العرب، كالقيثارة مثلًا، وأصبحت الأندلس في تلك الفترة الدولة المصنعة والمصدرة للآلات الموسيقية.
العصر الحديث
تأثر العرب في العصر الحديث بالموسيقى الغربية كثيرًا، وأدخلوا على الموسيقى العربية ألوانًا جديدة، ومن أكثر الموسيقيين تأثرًا بالغرب محمد عبدالوهاب وعمر خيرت وسيد درويش وغيرهم كذلك، بل وأدخل بعضهم الكلمات الأعجمية إلى الأغاني، بالإضافة لاستخدام الآلات الموسيقية الغربية.
تطور الموسيقى الغربية
لا شك أن فترة ازدهار الأندلس كانت سببًا في انتعاش الموسيقى الغربية في ذلك الوقت، فمن الأندلس تم تصدير الآلات الموسيقية التي طورت لاحقًا بشكل كبير في أوروبا، أما مراحل تطور الموسيقى الغربية فهي:
العصور الوسطى
أي الفترة ما بين الحضارة اليونانية والنهضة الأوروبية، ولعدم اختراع الآلات الموسيقية في ذلك الوقت، فقد اعتمدت الموسيقى فقط على الأصوات البشرية، بالإضافة لتحكم الكنيسة في كل أصناف الحياة في ذلك الوقت.
عصر النهضة
بدأت بهذا العصر تباشير الحضارة بالتفتح، حيث شهد تطورًا واضحًا في كل المجالات العلمية والفنية وغيرها، وظهرت أسماء لامعة في الفنون عامة، ومن أكثر الآلات الموسيقية التي اشتهرت في تلك الحقبة الهاربسيكورد، والتي تم تطويرها لاحقًا لتصبح البيانو بالشكل الذي هو عليه الآن، ونتيجة استمرار سيطرة الكنيسة اتسم الغناء في ذلك الوقت بطابع ديني.
عصر الباروك
ظهر في هذا العصر أسماء كبيرة في عالم الموسيقى منعم باخ، وفيفالدي، وبدأ الصوت البشري بالانسحاب شيئًا فشيئًا وحلت الموسيقى محله وذلك بسبب تراجع دور الكنيسة وتحجيم سيطرتها على مؤسسات المجتمع المدني، وانتشرت ألوان الأوبرا في فرنسا وإنجلترا وإيطاليا.
الفترة الكلاسيكية
ظهر خلالها مجموعة من الموسيقيين العظماء أمثال موزارت وهايدن و بيتهوفن ، وكان الاعتماد الأكبر في هذه المرحلة على البيانو ولم يخلُ الأمر من استخدام آلات موسيقية أخرى كذلك.
القرن العشرون
اعتمدت الموسيقى بهذا العصر على التطور التكنولوجي كثيرًا، فظهرت الموسيقى الإلكترونية، ولمعت أسماء عديدة استطاعت الولوج إلى كل طبقات المجتمع ومن أشهرهم المؤلف الموسيقي ياني.