نشأة الإبستمولوجيا
تعريف الإبستمولوجيا
مصطلح الإبستمولوجيا تعود جذوره للغة اليونانية وهو مؤلف من مقطعين (episteme) وتعني العلم أو المعرفة ، و (logos) وتعني دراسة أو نظرية.
ومن هنا تكون ترجمتها إلى العربية نظرية العلوم، أو دراسة العلوم، ومصطلح إبستمولوجيا يدور في محورين: المحور الأول في الاصطلاح المعاصر ويعني الدراسة النقدية للعلوم والتي تهتم بدراسة العلوم وموضوعاتها وفرضياتها وأهميتها ونتائجها ويمكن القول بأن الإبستمولوجيا أصبحت تهتم في دراسة العلوم بعد أنّ كانت تتعلق بالوجود كاملاً.
والمحور الثاني هو الإبستمولوجيا في سياق الفلسفة وهي دراسة المعرفة والفرق بينها وبين العلم والإدارك وطرق تحصيل المعرفة وهو قسم من أقسام الفلسفة الثلاثة التي تهتم بدراساتها فلسفة (الإبستمولوجيا)، كما تقدم التعريف بها، و (الأنطولوجيا) وتعني تعلم الوجود والتي تهتم بدراسة ظاهرة الوجود وأصل الوجود والهدف منه، و(الأكسيولوجيا) وتعني علم المعايير أو علم الأخلاق وتهتم بدراسة المعايير كالحق والخير والجمال ماهيتها وما الأحكام المتعلقة بها.
نشأة الإبستمولوجيا
الإبستمولوجيا كفرعٍ من فروع الفلسفة تبحث في الإجابة عن الأسئلة: ما هي المعرفة؟ وهل المعرفة حقيقة أم وهم؟ وكيف تتحقق المعرفة؟ نشأت قديماً منذ الحضارة اليونانية على يد الفلاسفة السقراطية وما قبل السقراطية كالفلاسفة الطبيعيين الذين انتهجوا الاتجاه الحسي في المعرفة ثم جاء السفسطائيون (الشكاك) وقالوا أنّ المعرفة وهم.
ثم جاء السقراطيون كسقراط وأفلاطون وأرسطو وكلٌ أثبت المعرفة ولكن بطريقته، وبعدهم توالت الجهود حتى تشكل علم مستقل يعرف بالإبستمولوجيا، وأول من قدّم هذا المصطلح الفيلسوفين الألمانيين يوهان فيشته وبرنارد بولزانو في أواخر القرن الثامن عشر باسم (Wissenschaftslehre) ثم تمت ترجمة المصطلح للإنجليزية فأصبح (Epistemology) على يد الفيلسوف الألماني جان بول في رواية فلسفية، ومنهم من يرى أنّ الفيلسوف الاسكتلندي جيمس فريديريك فيرييه أول من وضع هذا المصطلح.
أما الإبستمولوجيا بوصفها علماً مهمته نقد العلوم والكشف عنها فقد ظهرت مع التقدم المتسارع للعلوم والنزعة السائدة في الفكر الغربي علمنة جميع العلوم (جعلها علوم قائمةً بحد ذاتها على أصول وقواعد) خاصةً بعد انتصار الثورة الفرنسية على الكنيسة والملكية، وبما في ذلك الإنسانيات فتم سلخ الإبستمولوجيا من سياقها الفلسفي لجعله أداةً لتحليل العلوم وتهتم بتصنيف العلوم والتأريخ لها.
فاستخدمت في العلوم الإنسانية والعلوم الحيوية، وأول ظهور لها بهذا الاستخدام كان على يد لالاند في موسوعته الفلسفية حيث قال: "تدرس المعرفة بالتفصيل وبشكل بعدي في مختلف العلوم والأغراض أكثر مما تدرسها على صعيد وحدة الفكر" فقد جعل مهمة الإبستمولوجيا الأساسية دراسة العلوم لا دراسة الأفكار.
نظرية المعرفة عند المسلمين
وقد ساهمت جهود المسلمين في الإرث الإبستمولوجي في السابق وحتى وقتنا الحاضر ففي السابق لمعت أسماء كابن تيمية والرازي وفي الحاضر نجد باحثين أمثال سلطان العميري والعجيري وأحمد الركسوني وإبراهيم السكران أثروا على هذه النظرية وفق الأصول الإسلامية فأثبتوا إمكانية حصول المعرفة وأثبتوا مصادرها جميعاً وهي الحس والعقل والحدس والخبر.