نتائج الفتح الإسلامي لبلاد المغرب
الفتح الإسلامي لبلاد المغرب
يُطلَقُ اسم الفتحُ العربيِّ كاسمٍ آخر على الفتح الإسلاميّ لبلاد المغرب، قاد فيه المسلمون سلسلة من الحملات، والمعارك العسكرية على قبائل البربر المقيمة في منطقة المغرب العربي؛ في ظلّ عددٍ من الخلافات الإسلاميّة منذ فجر التّاريخ، وكان ذلك يشمل مناطق ليبيا، والمغرب وتونس، والجزائر، واستمرّت مدةُ الفتوحات في هذه المناطق ستّةً وستّين عاماً.
الفتح الإسلامي لبلاد المغرب زمن الخلفاء
الخلفاء الراشدون
تُعتبر السنة الثانية والعشرون للهجرة والتي توافق سنة (643) للميلاد نُقطةَ انطلاقِ الفتوحات الإسلاميّة، وكان ذلك في فترة خلافة عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-؛ فقد فتح الصحابي عمرو بن العاص -رضي الله عنه- منطقة بُرقةَ التّابعة لمصر الرّوميّة، وبدأت الرّقعةُ الإسلاميّةُ بالتّوسُّع شيئاً فشيئاً بعد ذلك.
واصلت الفتوحات الإسلاميَّة طريقَها في عهد الخلافات الإسلاميّة اللاحقة للخلافة الرّاشديّة؛ ففي عهد الخليفة الرّاشد عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- تمكّن المسلمون من الوصولِ إلى نقاطٍ أبعدَ ممّا وصل إليه السّابقون من المسلمين؛ فبلغوا ولاية إفريقية الروميّة.
واستمرّت كذلك حتى قضى الخليفةُ عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- نحبه عند بلوغ المسلمين الجبهة الأفريقيّة الشّمالية، وتوقفّت الفتوحات هناك؛ نظراً لانشغال المسلمين عنها بعد أن اندلعت فِتَنٌ وضغائن بين المسلمين.
خلفاء بني أمية
بدأ الخليفةُ عبدُ الملك بن مروان بالمضيِّ قُدماً بالفتوحات الإسلاميّة في عهد الدّولة الأمويّة؛ فبدأ بأعماله الحربيّة في منطقة المغرب، واستمرّ المسلمون في الزّحفِ إلى الغرب لإكمال فتح الدّول المُستَعمَرة خلال فترة خلافة الوليد بن عبد الملك.
وبقي الأمرُ كذلك حتى أصبحت منطقة المغرب تحت راية الإسلام، وخضعت كافة القبائل البربرية للمسلمين، حتى إنّها بدأت باعتناق الإسلام خلال السّنوات الأولى من الفتح الإسلاميّ للبلاد، وانضمّت للجيوش الإسلامية؛ للمضيِّ قُدُماً بالفتوحات الإسلاميّة.
العوامل المؤثرة في الفتح الإسلامي
أثرت عدد من العوامل على تأخر الفتح الإسلامي لبلاد المغرب؛ ومن هذه العوامل والأسباب ما يأتي:
- طبيعة المكان
استمرت عملية فتح بلاد المغرب نحو (70) عاماً؛ وقد طالت المدة لبعد هذه البلاد عن مقر الخلافة الإسلامية، فضلاً عن طبيعة هذه الجبال، وساحات القتال؛ التي تنوعت ما بين الجبال الوعرة، والسواحل الضيقة.
- البيزنطيون
لقد سكن البيزنطيون هذه المناطق لفترات طويلة من الزمن؛ فعرفوا خيراتها، ومواردها، ومناطقها، وقد قاموا بمحاربة الإسلام والمسلمين محاربة شديدة؛ فضلاً عن إثارة المشاكل والحروب بين المسلمين والبربر.
- سكان البلاد من البربر
نتيجة تعرض سكان البلاد للكثير من الغزو، والقتل، والذل والهوان؛ جعلهم ذلك أكثر صلابة في الدفاع عن بلادهم وحريتهم، فقد قاوموا الفتح الإسلامي بكل قوة وتصدي.
- المسلمون الفاتحون
لقد تعرض المسلمون للفتن والثورات الداخلية؛ مما شتت الأهداف والجهود، وأخر الفتح الإسلامي في المغرب.
نتائج الفتح الإسلامي لبلاد المغرب
وبعد وصول مد الفتح الإسلامي لبلاد المغرب؛ برزت نتائج هذا الفتح جلية في تلك البلاد؛ ومن هذه النتائج ما يأتي:
- توسُّع رقعة الإسلام ودولته
حتى أصبحت الدّولةَ الأكبر بين الممالك والإمبراطوريات في ذلك الزّمن، فتطلّب ذلك ضرورة بقاء المسلمين في يقظة وحيطة وحذر ممّن يُحيطون بهم.
- غِنى الدّولة الإسلاميّة وثرائها
بما اكتسبته من غنائم وخَراج؛ فأصبحت تنفّذ مشاريع كثيرةً؛ لصرف الفائضِ من الأموال في خزينتها بما يفيد المسلمين.
- توافد أهالي المناطق المفتوحة واعتناقهم الإسلام
بكلِّ رضا ودون قتال؛ وذلك بعد أن شاهدوا معالم العدلِ، والمُساواةِ والحريّة فيه.
- اتّساعُ رقعة انتشار اللغة العربيّة.
- تطبيق الثّقافة الإسلاميّة في كافّة البلاد المفتوحة.
- تقسيم البلاد إلى ولايات
بعد أن اتّسعت حدودُ الدّولة الإسلاميّة كثيراً؛ وذلك لتسهيل إدارة أمورِها، مع تنصيب رئيس ولاية أو حاكم على كلٍّ منها.