موضوع تعبير عن السياحة
السياحة ركيزة مهمة
السياحة هي ركيزة مهمة وعماد أساس في اقتصاد أيّة دولة، وهي الشاهد على حضارة وقيمة البلاد، فتعكس الثقافة والحضارة والتاريخ، فهي بمثابة كتاب مفتوح أمام الزائرين، وكلما زاد عدد السياح، دل ذلك على عمق الحضارة وأصالة الماضي، ففيها متعة كبيرة لا تنتهي أبدًا.
السياحة كنز حقيقي للبلاد
تعشق العين كل جميل، وترتاح النفس لرؤية ما هو بديع، ومن هُنا جاءت ضرورة السياحة، فالسياحة تعني أن ينتقل الشخص من بلد إلى آخر لأهداف كثيرة، قد تكون ترفيهيةً هدفها الترويح عن النفس والتمتع بمظاهر الطبيعة وبديع صنع الخالق فكما قال تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
كما يُمكن أن تكون الأهداف دينية، مثل: زيارة بعض المعالم الدينية في بلد ما، أو أهداف ثقافية لطلب العلم أو زيارة المعارض مثلًا، أو علاجية أو تجارية الغاية منها عقد الصفقات وزيارة المعارض وغيرها، فيما قد تكون أيضًا سياحةً جماعيةً يُشارك فيها مجموعة من الأفراد سفرهم، أو فرديةً يقوم بها شخص واحد.
للسياحة فوائدة جمة تنعكس على البلد الذي يقصده السياح، حيث ينعكس هذا النشاط على اقتصاده فينعشه عن طريق استيعاب أعداد كبيرة من العاملين في هذا القطاع، بالإضافة إلى تشغيل المطارات، كما أنّ السياحة تُعدّ واحدةً من أسباب النشاط التجاري الذي يتأثّر بما يشتريه السيّاح من تحف فنيّة ومنتوجات وطنية خلال زياراتهم، تقول كارين هيوز: "صناعة السفر والسياحة، إنّها مجرد جزء كبير من اقتصادنا".
كما تزيد السياحة من قيمة الدولة الحضارية بين الدول، فهي ثروة؛ لأنّها تُضاعف فرصة إقامة المشاريع الاستثمارية، بالإضافة إلى ما تتركه من آثار إيجابية على السائح نفسه، ففي السياحة يطلع السائح على ثقافات مختلفة فتتوسع مداركه، ويزداد ما قد يكتسبه من عادات جيدة ومعارف إيجابية يستفيد منها في حياته.
الحفاظ على السياحة واجب الجميع
من واجب الدولة تجاه السيّاح حصر الأماكن السياحية التي يتوجه إليها السياح، والتأكد من توافر طرق النقل والمواصلات منها وإليها، بالإضافة إلى توافر المرافق الصحية والترفيهية فيها، وإجراء عمليات الصيانة والترميم لها باستمرار؛ لأنّ ذلك كله يعمل على جذب السياح إلى تلك الأماكن باستمرار، وعلى تحقيق صورة مشرقة للوطن.
كما أنّ وضع خطط استراتيجية مدروسة هدفها إبراز المعالم الحضارية الموجودة، والقيام بحملات دعائية فعالة تعتبران أمرين مهمين لتنمية السياحة وجذب السيّاح في ظل الموجة التنافسية التي يشهدها قطاع السياحة العالمي هذه الأيام، نظرًا لتعدد الوجهات السياحية وتنوّع البرامج الترفيهية المقدّمة، وتقديم الأسعار الجاذبة لقاء الإقامة والخدمات وتذاكر السفر.
لا ينحصر تطوير القطاع السياحي على الدور الذي تقدّمه الدولة، بل إنّ من واجبنا كأفراد المحافظة على إرث بلادنا الحضاري، فنحفظه نظيفًا، ونحرص على عدم الإضرار بهذه الآثار، كما علينا أن نعكس بحسن أخلاقنا وتعاملنا وجهًا حضاريًا أمام السيّاح، فنُقدّم لهم ما يحتاجونه من عون ومساعدة دون استغلال، فحضارة البلد تكمن في تاريخه ورقيّ شعبه.
السياحة تُجدد الأمل في النفوس
في الختام، السياحة تُجدد الأمل في النفوس، وتملأ الروح بالفرح، وهي نقطة انطلاق وتغيير مهما تنوعت أهدافها وأنواعها، وهي مصدر الإلهام للكثيرين، فما أجملها من سحر يسلب الألباب ويملأ النفس بالأسئلة وحب المعرفة!