نبذة عن مسرحية يا طالع الشجرة
نبذة عن مسرحية يا طالع الشجرة
هي مسرحية من مسرحيات توفيق الحيكم الذي يعد كاتبا وأديبا مصري الجنسية، وهو من الأسماء البارزة في الفن الحديث، ويعرف عن توفيق الحكيم بأنه رائد فن المسرحية العربية وقد اشتهرت مسرحياته على نطاق كبير، ومن ضمنها مسرحية يا طالع الشجرة لما تحمل من معاني قيمة بأسلوب هزلي جميل.
تصنف المسرحية من مسرحيات الفن الحديث، ويعد الحكيم عملاق الأدب الحديث وخاصة في مسرحيات اللامعقول والعبث كما هي قصيدة يا طالع الشجرة، وتحدث في هذه المسرحية عن إحدى أكثر الأزمات وهي أزمة التواصل واللغة في الفكر الغربي والفلسفي، وتحدث أيضًا في مسرحيته عن عدة مواضيع ولم تقتصر هذه المواضيع على الفلسفة فقط.
عدت مسرحية يا طالع الشجرة من أول المسرحيات التي نظمت بأسلوب عبثي في الوطني العربي، فتتحدث عن الكوارث بأسلوب عبثي كما قال الكاتب في المسرحية "يا طالع الشجرة هاتلي معاك بقرة تحلب وتسقيني بالمعلقة الصيني"، إذ نجد أن أبيات المسرحية قيلت بشكل بعيد عن المنطق تمامًا.
مواضيع مسرحية يا طالع الشجرة
لم يقتصر الكاتب توفيق حكيم في مسرحيته على موضوع واحد فقط بل تطرق إلى عدة مواضيع منها الآتي:
- مشكلة اللغة والتواصل في الفكر الغربي.
- الفلسفة المعاصرة.
- الحديث عن جوانب الفكر الإنساني.
- أثر الحروب والأزمات في تاريخ الإنسانية.
- نشوء الحركة الوجودية الجديدة.
أسلوب الكاتب في مسرحية يا طالع الشجرة
تعد مسرحية يا طالع الشجرة من المسرحيات الهزلية الذي استخدم الكاتب أسلوب الهزل والضحك بطريقة رائعة في مسرحيته بالإضافة إلى اللغة الفضيحة السليمة، أضاف الكاتب توفيق الحكيم إلى جانب الأسلوب الهزلي الجانب السريالي والجانب العبثي وحدث هذا عند أوقات الكوارث فتحدث عن هذه الكوارث بأسلوب هزلي عبثي.
ويجد القارئ في أسلوب الكاتب توفيق الحكيم بأنه يخفي المعنى الحقيقية لكلمات مسرحيته تحت أسلوب العبث، إذ تتضمن تحت أسلوب العبث كنز ثمين يحاول الكاتب إيصاله إلى القارئ والمشاهد للمسرحية، وهذا الأسلوب ما يشد القارئ إلى إتمام قراءة المسرحية بحب وشغف، فالمعنى الروحي المتواجد في المسرحية يدفع القارئ إلى إيجاد المعنى بنفسه.
استخدم الكاتب في مقدمته لمسرحية يا طالع الشجرة بعرض آرائه عن بعض المسرحيات الأخرى لبعض الكتاب الكبار بطريقة جميلة، وأما عن بناء الشخوص والأزمنة التي تجعل القارئ أو المشاهد للأحداث المسرحية أن يتعمق بها وبالتداخل الزمني فيها، وتشد المسرحية بالتالي المشاهد إلى إنهائها حتما حتى آخرها حتما.
وقد استخدم الكاتب توفيق الحكيم في مسرحيته أسلوب لغة عربية فصحى بسيط وغير معقد بالرغم من أن اللغة العربية ليست باللغة السهلة، ويستطيع القارئ والمشاهد العادي فهمها بسهولة بسبب هذا التبسيط في اللغة الذي استخدمه الكاتب، وهذا الأسلوب قد تميز به الكاتب توفيق الحكيم في معظم مسرحيات الهزلية فهو ليس بالكاتب المعقد.
اقتباسات من مسرحية يا طالع الشجرة
تعج مسرحية يا طالع الشجرة بالعديد من العبارات بعضها هزلي وبعضها عبثي ومن هذه العبارات الآتي:
- "الدرويش: إذا كان هناك عبث ففي حياة الشجرة
الزوج: كيف؟.. الشجرة؟!!
الدرويش: إنها تأتي بزهر هي لا تشمه، وبألوان هي لا تشاهدها، وبثمر لا تأكله، ومع ذلك تكرر هذا العمل العابث كل عام. "
- " الزوج: بالطبع لم يسبق لك أن حبست
المحقق: بالطبع لا
الزوج: فاتك شيء مهم
المحقق: ما هو؟
الزوج: الشعور بأنك جنين عاد إلى بطن أمه.. يتغذى من الداخل.. ويتنفس من الداخل.. وينتظر بداً تجذبه إلى الخارج في وقت من الأوقات"
- " المحقق: تقصد أنك دفنتها ولكنك لم تقتلها
الزوج: لم أقتلها!.
المحقق: ولكنك دفنتها!!.
الزوج: هذه مسألة أخرى بيني وبينها، لكنني لم أقتلها!. المحقق: ومن الذي قتلها؟.
الزوج: أهي قتلت؟.
المحقق: أنت أدرى، ما دامت قد دفنت.
الزوج: أهي حقا دفنت؟!.
والزوج يقول له سؤال متأخر: مهمتك أن تلقى أسئلةً محدودة المعنى، وتريد أن تتلقى عنها أجوبة محدودة المعنى، وأنا منذ زمن طويل لم أوجه أسئلة... إلى أحد.. ولم أنتظر إجابات من أحد. "