نبذة عن كتاب معجم الفلاسفة
نبذة عن كتاب معجم الفلاسفة
وهو كتاب موسوعي من تأليف الدكتور والمفكر جورج طرابيشي، جمع من خلاله كل أسماء الفلاسفة ورجال اللاهوت والمتصوفين وعلماء الكلام، ومنظرين الفرق الإسلامية، وعلماء المنطق، أو ما عرف بالمناطقة، بالإضافة إلى المشتغلين في حقول العلوم الإنسانية ، وذلك لاعتبار الفلسفة أم العلوم، التي بدأت كل العلوم منها منذ أيام الحضارة اليونانية وانشقت عنها في العصور الحديثة.
صدر الكتاب عن دار الطليعة، في بيروت، لبنان، ويقع في حدود 800 صفحة، في مجلد واحد يتميز بضخامته، وتميز هذا العمل الموسوعي بمراعاة كافة العصور، بما فيها القرن العشرون، أي الفلاسفة المعاصرين، وهذا يدل على مدى حرص المفكر طرابيشي على ضم أكبر عدد ممكن من الفلاسفة، بما فيهم المتزامنين مع وقت كتابته للموسوعة، وتوسع في آرائهم ونظرياتهم الفلسفية والمنطقية.
رتب طرابيشي أسماء الفلاسفة بحسب التسلسل العربي الأبجدي دون ال التعريف، لذلك إذا أراد الباحث أن يبحث عن اسم فيلسوف ما عليه أن يجرد اسمه من ال التعريف إن سبقته، وليزيد طرابشي المعجم ثراءً قارب كل اسم باللفظ المقابل له باللغتين الفرنسية والإنجليزية، وفي بعض الأحيان كان يضع المقابل اللاتيني، خاصة عند ذكر أسماء فلاسفة مسلمين؛ وذلك لأن جزءاً كبيراً من الفلسفة الإسلامية ، نقلت إلى اللاتينية في مرحلة مبكرة.
والتزم طرابيشي بكتابة الأسماء في اللغة اللاتينية على طريقة هنري كوربان، أما عند ذكر الأسماء باللغة الإنجليزية فقد كتبها بالطريقة المتبعة في الموسوعة البريطانية، في كتابة اسم العلم، وأما فيما يتعلق بالفلاسفة المعاصرين، فقد التزم بكتابة الأسماء بالطريقة التي تكتب في لغاتهم الأم.
نبذة عن الفيلسوف جورج طرابيشي
وهو فيلسوف ومفكر ومترجم سوري عاش بين (1939-2016م)، دافع عن الإسلام الحضاري، وله آراء تتعلق بعلمانية الدين الإسلامي، وله مشروع فكري كان سببًا رئيسيًا في ذياع صيطه، يحمل عنوان نقد العقل العربي، ولد طرابيشي في مدينة حلب ، ودرس اللغة العربية، وحصل على الليسانس فيها، وبعدها حصل على الماجستير في التربية من جامعة دمشق، وكان رئيس تحرير لمجلة دراسات عربية ومجلة الوحدة.
الإنتاج الفكري لجورج طرابيشي
تميز الإنتاج الفكري لجورج طرابيشي بالغزارة، ففي البداية اهتم بشدة بالمدرسة الفرويدية في التحليل النفسي، وبعدها اهتم بفلسفة هيغل وسارتر وروجيه غارودي، كما اهتم بالنقد الأدبي، وعرف بآرائه النقدية للروايات العربية، واستخدم المناهج النقدية وأدواتها لدراسة الرواية العربية، ومن حيث الأيديولوجيا تبنى هيغل في بدايات نشأته كمفكر الأيديولوجيا الماركسية ودافع عن القومية العربية.
عمل على ترجمة جزء كبير من الإرث الماركسي، واهتم بأبحاث الماركسية اللينينة، الصادرة ع مراكز الدراسات السوفيتية، مثل دار التقدم، ودعا في البداية إلى القطيعة التامة مع التراث، والانطلاق من بداية جديدة، إلا أنه أعاد النظر في مفاهيمه لاحقًا ورأى تراجع التيارات القومية العربية، لذلك بدأ مدافعًا عن الأيديولوجيا الماركسية وأنهى حياته ناقدًًا ومصححًا لمفاهيمها.