نبذة عن كتاب قصة الفلسفة
نبذة عن كتاب قصة الفلسفة
هو كتاب من تأليف الفيلسوف ويل ديورانت (1885- 1981م)، تناول من خلاله الفلاسفة على مر التاريخ، ويُعدُّ من أفضل الكتب التي تُمهد للباحث دراسة الفلسفة، وتُرجم إلى العديد من اللغات، ونال شهرةً واسعةً في الأوساط الأكاديمية، كما يتميز الكتاب باللغة السهلة، والسلسة، وتم تقسيم الفصول الرئيسية فيه إلى أسماء الفلاسفة، وتخللها عناوين فرعية تتضمن الأفكار الرئيسية لدى كل فيلسوف.
أمّا الترجمة العربية لقصة الفلسفة، فصدرت بعدة طبعات، أهمها الطبعة الصادرة عن مكتبة المعارف في لبنان- بيروت، وتجدر الإشارة إلى أنّ الكتاب صدر بأكثر من طبعة، فالطبعة السادسة صدرت عام 1988م، وفي هذا إشارة إلى مدى قبول الكتاب في أوساط القراءة العربية، فقد بيع منه أكثر من المليون وربع المليون نسخة، وترجم الدكتور فتح الله محمد المشعشع هذا الكتاب إلى العربية.
فصول كتاب قصة الفلسفة
يتناول الكتاب الفلاسفة الأكاديميين، ومن أهم الفلاسفة الذين تحدّث عنهم ما يأتي:
أفلاطون
وهو أول فيلسوف أكاديمي، ألف كتبًا، وبدأ ديورانت كتابه بأفلاطون، وتناول من خلالها حياته، ومؤلفاته، وأهم نظرياته، وبالنسبة لحياته فأفلاطون فيلسوف أثيني عاش في الفترة (427- 347 ق. م)، ونال تربيةً حسنةً، ووالده من عائلة ثرية، ودرس الفلسفة على يد سقراط ، وغيره من الفلاسفة، إلا أنّه لازم سقراط لفترة طويلة، وكتب المحاورات السقراطية، التي عُرفت لاحقًا في الأوساط الأكاديمية بمحاورات أفلاطون.
من أهم النظريات الأفلاطونية نظرية المُثُـل التي تُعدُّ محورًا أساسيًا في فلسفته ومن خلالها كانت فلسفته مثاليةً بحتةً، حتى أنه بات يُقال المثالية الأفلاطونية، وتُؤكد نظرية المثل على أنّ العالم المادي المحيط بالإنسان ليس إلا انعكاسًا للحقائق الموجودة في عالم المُثُـل، فالنفس قبل أن تتجسد كانت في عالم المُثُـل، وعرفت مُثُـل الأشياء.
يضرب أفلاطون بذلك مثال الحصان، فالحصان الذي نُشاهده في العالم الواقعي لا يُمثل المفهوم الدقيق مئة بالمئة لكلمة حصان، لكن أين يوجد الحصان الحقيقي؟ يُجيب أفلاطون أنّه لا وجود له في العالم المادي، فهو في عالم مفارق، ولا يُمكن لأيّ إنسان معرفة الحقيقة إلاّ إذا تحرّر من سطوة العالم المادي واتصل بعالم المُثُـل، وهذا لا يُحصّله إلا الفلاسفة والحكماء.
أرسطو
هو فيلسوف يوناني، كان تلميذًا لأفلاطون، ودرس في الأكاديمية التي أسّسها لمدة عشرين عامًا أي حتى وفاة أفلاطون، عاش أرسطو في الفترة (384- 322 ق. م)، وكان طبيبًا وفيزيائًا وعالمًا في البيولوجيا، أثّرت دراسته للعلوم الطبيعية على فلسفته، ولا يُمكن تصنيفه على أنّه فيلسوف مثالي رغم تأثره بأفلاطون إلا أنّه لم يكن مثاليًا، ومن مقولاته: أحب أفلاطون، ولكنني أحب الحقيقة أكثر"
تُعد الحركة من أسس فلسفة أرسطو ؛ فالأشياء بالنسبة له تتحرك بسبب محركات، لكن كيف يُمكن الرجوع في سلسلة الحركة، وهل من الممكن التوقف عند أحد المحركين والقول بأنّه سبب الوجود؟ أجاب أرسطو عن هذا السؤال بأنّه من خلال الرجوع إلى سلسلة المحركات سيصل الإنسان إلى ضرورة وجود محرك أول، وهو المحرك الذي لا يتحرك.
كان لأرسطو آراء في الحكم وإدارة الدولة، وتوصّل إلى أنّ الإنسان مدني بطبعه، وهو حيوان ناطق واجتماعي، وتوصّل إلى نتائج تتعلق بهذا الأمر في كتابه السياسة، أمّا كتابه الأخلاق تضمن على نظريته في الوسط الذهبي التي تقول بأنّ السلوك الإنساني يجب أن يكون بالوسط بين الرذيلتين، فالشجاعة وسط بين الجبن والتهور، وتجدر الإشارة إلى أنّ المنطق الأرسطي هو المنطق الصوري الذي أسّسه أرسطو.
جون ديوي
هو فيلسوف عاش في الفترة (1859- 1952م)، يُعدُّ من مؤسسي الفلسفة البراغماتية ، وعمل إلى جانب تشارلز بيريس، ووليم جيمس، وهؤلاء أيضًا من رواد البراغماتية، له العديد من النظريات المتعلقة بالتربية وعلم النفس، وعُرف بقبوله الكبير في الأوساط الأكاديمية، وقيل إنّه من أهم الفلاسفة في النصف الأول في القرن العشرين.
أمّا نظريته في البراغماتية فهي نظرية مختلفة عن الذرائعية؛ وذلك لأنّه وجه نقدًا لها على أنّها هدم للعالم وإعادة تشكيله وفقًا للنظرية الداروينية التي تقول بأنّ البقاء للأقوى، أو الأكثر تكيفًا، وبذلك لا بد أن تكون الفلسفة البراغماتية متصلةً بالظروف الاجتماعية المحيطة بالإنسان، لذلك كان له نظريات في التربية، وربط بين دور الفلسفة في تعليم الإنسان وتثقيفه، كما فصّل في دور التربويين في مساندة الطفل حتى يكبر.