نبذة عن كتاب في صالون العقاد كانت لنا أيام
نبذة عن كتاب في صالون العقاد كانت لنا أيام
كتاب "في صالون العقاد كانت لنا أيام" هو كتاب من تأليف أنيس منصور ، ويصنف هذا الكتاب ضمن كتب آداب اللغة العربية وعلومها من نقد وبلاغة وشعر ونثر وغير ذلك.
يتحدّث أنيس منصور في هذا الكتاب حول عدة حكايا ومواقف حصلت بين العقاد وضيوفه من أهل اللغة والأدب خلال الجلسات التي كان يعقدها في منزله، وكان أنيس منصور واحدًا من روّاد جلسات العقاد فعمل على توثيق وتأريخ هذه الجلسات في كتابه.
أبرز موضوعات كتاب في صالون العقاد كانت لنا أيام
تحدث أنيس منصور في هذا الكتاب حول عدة موضوعات أدبية تطرق لها العقاد في جلساته بين مُريديه وأقرانه، ومن هذه الموضوعات ما يلي:
الموضوع الأول: كسر رؤوسنا ولم يحطمها
تحدث أنيس منصور في هذا الباب حول بداية معرفته بعباس محمود العقاد حيث أصابته دهشة شديدة وهذه الدهشة لها أسبابها ودوافعها، ويرى أنيس منصور أنه من لم يندهش بالعقاد فهو غائب عن الدنيا؛ لأن العقاد يعمل في كل يوم يلقاه فيه على تجلية عيون وآذان وعقول وقلوب سامعيه.
ويتحدث عن العقاد بأنه كان بارعاً في علوم اللغة العربية والتاريخ هذا فضلاً عن معرفته بالفرنسية، كما تطرّق أنيس منصور لتقديم وصف لصالون العقاد الذي كان فيه عدد من الحيوانات الأليفة فمجلس العقاد كان أشبه بحديقة وفي هذه الحديقة كان العقاد وروّاده يعملون على تنمية أعظم ما وهبه الله سبحانه وتعالى للإنسان في خلقه له وهو العقل.
الموضوع الثاني: جمعية للمفكرين الأحرار
تحدث المؤلف أنيس منصور في هذا الباب حول أفضل الأيام وهو يوم لقاء الأستاذ عباس محمود العقاد حيث يتجلى في ذلك اليوم جمال العبارات وبيان الأفكار، وكان يتبع العقاد مع روّاده أسلوب الاستدراج للوصول للمعرفة من خلال طرح الأسئلة الاستنكارية.
ووصف أنيس منصور نفسه وهو ورفاقه أمام العقاد بأنهم كالنمل لا كالنحل فهم يعملون على تكديس المعلومات ولا يمتصون الرحيق وبسبب ذلك نتج عن هذا حالة عامة شملت أبناء الأمة عموماً حيث احتشدت الجامعات والمكتبات بالأبحاث والمراجع، ولكنها افتقدت الاجتهاد والرأي الخاص.
الموضوع الثالث: الأبطال صناعتهم التاريخ
تحدّث أنيس منصور في هذا الباب حول نظرة العقاد للتاريخ حيث يرى التاريخ عبارة عن عربة والعربة تجرها الخيول والخيول هم أبطال التاريخ، أو هنالك تشبيه آخر أورده وهو أن التاريخ غابة والغابة تتشكل من الأشجار ولكن شجرة واحدة فقط هي الأطول والأضخم والأبرز والأجمل والتاريخ هو كذلك، وكما اعتبر أن التاريخ هو قطيع أغنام فيه غنمة واحدة تتقدم على الجميع وتواجه الذئاب وقد تموت دفاعاً عن القطيع.
وكذلك التاريخ فيه شخص بطل يتقدم بينما الشعوب نائمة ضالة حتى يأتي البطل ويهديها فيكون القدوة، ويرى العقاد أن ذلك يندرج على كل الأبواب من الدين والسياسة والأدب والفن، فالبطل هو المثل الأعلى ويُعتبر تجسيداً لجميع الآمال والأحلام، ووفق هذه التعاريف فإن أنيس منصور اعتبر العقاد هو البطل، بطل زمانه ومكانه.
ويتحدث أنيس منصور أنه حاول استجماع ذاكرته واسترجاع ذكرياته ليستخرج من ذلك قدوة له من بين أساتذته ومعلميه واستعرض في الكتاب أمثلة لجميع معلميه من معلمي اللغة والرياضيات والفلسفة فلم يجد أستاذًا جديراً بأن يكون قدوة إلا عباس محمود العقاد.
الموضوع الرابع: إنها أصداء الطفولة
تحدث منصور فيه حول الكتب التي أثرت به وعملت على تأسيس وتعزيز محتواه الفكري، فأفرد جزءاً من الكتاب للحديث عن كتاب تذكار جيتي من تأليف العقاد ورغم صغر حجم الكتاب إلا أنه يحتوي على مفاتيح كبرى تعمل على الأخذ بعقل القارئ لأعماق الشخصيات التي يتناولها، حيث إن فلسفة العقاد تدور حول الأشخاص لأن التاريخ يصنعه الشخصيات المتميزة والمتنوعة ولذلك هم لزاماً شخصيات معقدة.
ولذلك فالعقاد يعتبر صانع المفاتيح الأولى للفكر العربي وكتابه عن الفيسلوف جيته يعتبر تحفة أدبية تقود القارئ للاطلاع على كتب فلسفية أخرى مثل كتاب آلام لفرتر وكتب فاوست.
العبرة المستفادة من هذا الكتاب
يعتبر كتاب في صالون العقاد كانت لنا أيام هو من كتب التاريخ والتوثيق للسيرة الذاتية والغيرية، حيث تحدث فيه أنيس منصور عن مذكراته وعن شخصية عباس محمود العقاد، ويُستفاد من هذا الكتاب بإيضاح وتبيان أهمية مجالسة أهل العلم والفِكر واستثمار هذه المجالس للنهل من ينابيع المعرفة والأدب لديهم.