نبذة عن كتاب النهاية في الفتن والملاحم
التعريف بكتاب النهاية في الفتن والملاحم
كتاب النهاية في الفتن والملاحم يُعتبر من أمهات المراجع في هذا الفن، وهو كتاب يذكر فيه مؤلفه الإمام ابن كثير بعضاً مما أخبر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مما سيقع في آخر الزمان؛ من أشراط الساعة والأمور العظيمة التي تكون قبل يوم القيامة.
وقد رتّب ابن كثير الأخبار الواردة في الكتاب إلى علامات صغرى ليوم القيامة، حدث بعضها بالفعل بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبعضها لم يحدث بعد، ثم ذكر علامات الساعة الكبرى التي تدل على شدة اقتراب الساعة، ثم ذكر في الآخر تفاصيل يوم القيامة الواردة في الكتاب والسنة.
التعريف بمصنف الكتاب
ابن كثير القرشي (700- 774هـ)، عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر البصري ثم الدمشقي، صاحب التفسير المشهور والمعروف "بتفسير ابن كثير"، ولد بالبصرة، ثم رحل إلى دمشق مع أخيه سنة (706هـ) بعد وفاة أبيه.
سمع من علماء دمشق وأخذ عنهم مثل: الآمدي و ابن تيمية ؛ الذي كانت تربطه به علاقة خاصة تعرض ابن كثير للأذى بسببها، وقد خرج ابن كثير من بيت علم وأدب، وتتلمذ على كبار علماء عصره، فنشأ عالمًا محققًا ثقة متقنًا، وكان غزير العلم واسع الاطلاع، إمامًا في التفسير والحديث والتاريخ.
وقد ترك مؤلفات كثيرة قيمة أبرزها البداية والنهاية في التاريخ، و كتاب تفسير القرآن الكريم ؛ وهو من أفضل كتب التفسير لما امتاز به من عناية بالمأثور، وتجنب للأقوال الباطلة والروايات المنكرة، توفي ابن كثير بعد أن كُفَّ بصره، ودفن في دمشق.
وقد أخذ العلم عن عدد من العلماء الكبار، كان منهم الفقيه الشافعي ابن الفركاح، وابن الشحنة، والمحدث القاسم ابن عساكر، وابن الشيرازي، وإسحاق ابن الآمدي، ولازم الشيخ ابن المزكى المزي صاحب تهذيب الكمال، وتزوج بابنته.
كتب الفتن والملاحم
هي الكتب التي تبحث في الروايات النبوية التي يُبيِّن فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- الأحداث المستقبلية؛ التي ستقع للعالم بعد وفاته -صلى الله عليه وسلم- إلى قيام الساعة، والمتعلقة تحديداً بما سيقع من فتن ومعارك كبرى، وأحداث كونية عظيمة تسبق نهاية الحياة الدنيا، وتدل على اقتراب يوم القيامة.
وتُعتبر الكتب التي تتحدث عن الفتن والملاحم وأشراط الساعة مزيجاً بين علمين اثنين، أولهما علم الحديث ؛ حيث إن هذه الأحداث والوقائع هي في الأساس مأخوذة من الأحاديث النبوية، ولذلك اهتم بها المحدثون؛ من حيث إنها روايات نبوية داخلة في صلب تخصصهم.
أما العلم الثاني الذي اهتم بهذه الروايات هو علم العقيدة؛ حيث إن هذه الروايات مصدرها النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي أخبار عن أمور غيبية، لا سبيل إلى العلم بها إلا عن طريق الوحي، فحصولها يكون من دلائل نبوته -صلى الله عليه وسلم-؛ ولذلك أوردها علماء العقائد في قسم النبوات الذي يبحث في الدلائل على صدق نبوته.
وبما أن هذه الروايات تتداخل بين العلمين السابقين تأخر تصنيف كتب مستقلة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة، ثم صُنّفت لاحقاً فيها بعض الكتب التي تعتبر المرجع الأساسي في هذا الموضوع، ومن أهمها:
- كتاب الفتن لنعيم بن حماد.
- كتاب النهاية في الفتن والملاحم لابن كثير.
- كتاب التذكرة للقرطبي .