نبذة عن كتاب المدونة
نبذة عن كتاب المدونة
هو كتاب في مسائل الفقه التي كُتبت عن الإمام مالك مما سمعه منه بعض تلاميذه، جمع مضامينها أسد بن الفرات القيرواني، وهي أصل في المذهب المالكي ، تتألف من أسئلة وأجوبة بلغت عدد مسائلها نحو 6200 مسألة، مرتبة على أبواب الفقه المعروفة، وتعدُّ المدونة الكتاب المتفق عليه بين المالكية شرقاً وغرباً بعد الموطأ، تسمى بالكتاب الأم، كما وتسمى بالأسدية نسبة إلى أسد بن الفرات.
وأسد بن الفرات القيرواني رجلُ من أفريقيا رحل إلى المشرق، حيثُ لقي الإمام مالك وسمع منه، فلمَّا فرغ من سماعه قال له: زدني، فقال له: حسبك ما للناس، وكان مالك إذا سئل عن مسألة كتبها أصحابه فيصير لكل واحد سماع مثل سماع ابن القاسم، فرأى أسد أمراً وهو أن يُدوُّن ويجمع ما يرويه تلاميذُ مالك .
ورحل إلى العراق إلى محمد بن الحسن، ولازمه وكان يخصه بمجلس وحده ليلاً، ثم رجع إلى مصر ولازم ابن القاسم، وقال: أيها الناس إن كان مالك قد مات فهذا مالك، ولا زال يسأل ابن القاسم وهو يُجيبه حتى دَوّن ستين باباً وسماها الأسدية والتي أطلق عليها فيما بعد اسم المدونة.
طريقة الإمام مالك في كتاب المدونة
ارتكز منهج الإمام مالك الفقهي في المدونة على بناء الفروع على أصولها الاستدلالية، ومن أبرز الأصول الكلية الذي استند عليه الإمام هي كما يأتي:
- القرآن الكريم.
- السنة النبويَّة.
- الإجماع .
- القياس.
- عمل أهل المدينة.
- آثار الصحابة.
- مراعاة الخلاف.
- المقاصد الشرعية.
- سد الذرائع.
شروحات كتاب المدونة
كثرت العناية بالمدونة شرحاً وتهذيباً واختصاراً، وممَّا يُذكر من شروحها ما يأتي:
- شرح المدونة، لمحمد بن إبراهيم بن عبدوس (ت 260هـ)
- النوادر والزيادات، على ما في المدونة من غيرها من الأمهات، لابن أبي زيد القيرواني (ت 386هـ).
- شرح المدونة، للقاضي عبد الوهاب بن نصر البغدادي (ت 422هـ).
- الجامع لمسائل المدونة، لأبي بكر محمد بن عبد الله بن يونس (ت 451هـ).
- النكت والفروق لمسائل المدونة، لعبد الحق بن محمد بن هارون السهمي (ت 466هـ).
- شرح المدونة، لأبي الوليد الباجي (ت 474هـ).
- التبصرة تعليق على المدونة، لأبي الحسن علي بن محمد اللخمي (ت 478هـ).
- التعليقة على المدونة، لأبي عبد الله محمد بن علي المازري (ت 536هـ).
- طراز المجالس شرح المدونة، لأبي علي سند بن عنان (ت 541هـ).
- التنبيهات المستنبطة، لعياض بن موسى اليخضبي (ت 544هـ).
- مناهج التحصيل ونتائج لطائف التأويل في شرح المدونة وحل مشكلاتها، لأبي الحسن علي بن سعيد الرجراجي (ت 633هـ).
مؤلف الكتاب
الإمام مالك بن أنس بن مالك بن عامر الأصبحي المدني، إمام دار الهجرة وفقيه الأمة، وأمير المؤمنين في الحديث، ولد مالك بن أنس بالمدينة المنورة سنة (93هـ) الموافق (712م)، وعاش كل حياته بها في مهبط الوحي، ومقر التشريع، وموطن جمهرة الصحابة، ومحط رحال العلماء والفقهاء، ولم يرحل من المدينة إلا إلى مكة حاجاً، مات في المدينة، ودفن بالبقيع.
ويعتبر مالك إمام أهل الحجاز في عصره وإليه ينتهي فقه المدينة، وقد أجمع العلماء على أمانته ودينه وورعه، قال الشافعي : "مالك حجة الله على خلقه"، وقال عبد الرحمن بن مهدي: "ما رأيت أحداً أتم عقلاً ولا أشد تقوى من مالك، شهد له جميع الأئمة بالفضل حتى قالوا: لا يُفتَى ومالك في المدينة، وقد قصده العلماء وطلاب العلم من كل قطر ليأخذوا عنه؛ لذا انتشر مذهبه في كثير من الأقطار على أيدي تلاميذه الذين أخذوا عنه.