نبذة عن كتاب الفقه الأكبر
التعريف بكتاب الفقه الأكبر
كتاب الفقه الأكبر يُعد من أقدم وأهم المصنفات في أصول الدين عند أهل السنة والجماعة، صنَّفه الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت، وأصبح مع باقي رسائله العقدية "كالعالم والمتعلم"، و"الوصية"، و"الفقه الأبسط" المرجع الرئيسي؛ الذي يعتمد عليه الأحناف الماتريدية في أصولهم، وقد ذكر أبو منصور البغدادي أنه صُنِّف في الأصل للرد على القدرية.
ونسبة الكتاب للإمام أبي حنيفة ثابتة، ذكرها عدد كبير من العلماء، منهم ابن أبي العز في شرحه للطحاوية؛ حيث بيَّن أنّ الإمام أبا حنيفة سمّى ما جمعه في أوراق من أصول الدين: "بالفقه الأكبر"، ونقل عن هذا الكتاب في أكثر من موضع من شرحه، كما أكّد نسبة الكتاب العلّامة اللكنوي في كتابه "الفوائد البهيّة"، وكذا حاجي خليفة في كشف الظنون.
وسَمّى الإمام أبو حنيفة كتابه "بالفقه الأكبر" تمييزاً له عن الفقه "الفقه الأصغر"؛ حيث إنّ الأصغر يعني الفروع المطلوب من المكلف الإتيان بها وتحصيلها؛ امتثالاً للأوامر والنواهي الواردة في القرآن الكريم، والسنة النبوية، وهذه متعلقة بالأفعال والأقوال التي تبنى عليها الأفعال، كصيغ العقود مثلاً.
في حين أنّ الأكبر هو المتعلّق بأصول الدين من العقائد التي لا تصح الفروع إلّا بسلامتها، وهي مباحث الألوهية وما يندرج فيها؛ كالإيمان بوجود الله -تعالى-، ووجوب صفاته، وأنه الخالق المختار، ومباحث النبوات وفيها البحث في حقيقة المعجزة، وجهة دلالتها على صدق النبي، وما يتفرع على مباحث النبوة من السمعيات التي هي أخبار الرسول.
التعريف بالمصنف
هو الإمام النعمان بن ثابت الكوفي التَّيْمي، وُلد في الكوفة سنة (80) هجرية على أصح الأقوال وتوفي رحمه الله عام (150) هـ،وهو صاحب أول المذاهب الفقهية المعتبرة عند أهل السنة والجماعة، وعُدَّ من التابعين؛ حيث لقي عدداً من الصحابة؛ كأنس بن مالك، وعبد الله بن أبي أوفى، وأبي الطفيل عامر بن وائلة -رضي الله عنهم- وروى عنهم.
ولُقِّب النعمان بن ثابت رحمه الله "بأبي حنيفة" للدلالة على غزارة علمه وكثرة تقييده للمسائل العلمية؛ فهذا اللقب أُطلق في الأصل عليه بسبب كثرة ملازمته للدواة أو المحبرة التي منها يُستمد الحبر للكتابة، والمحبرة بلغة أهل العراق قديماً كانت تسمى "بالحنيفة".
الشروح المدونة على كتاب الفقه الأكبر
يُعتبر كتاب الفقه الأكبر للإمام أبي حنيفة من أهم المدونات العقدية وأقدمها عند أهل السنة والجماعة، ويُعد من أهم الأصول التي يبني عليها الأحناف الماتريدية قواعدهم ومسائلهم العقدية عليها؛ ولذلك حصلت عناية كبيرة بهذا الكتاب، من قبل عدد كبير من العلماء قديماً وحديثاً، وكثرة شروحه وتنوّعت ما بين مختصر ومطوّل، ومن أهم الشروح على الفقه الأكبر:
- شرح محيي الدين محمد بن بهاء الدين المتوفى سنة (956هـ) المسمّى بالقول الفصل.
- شرح المولى إلياس بن إبراهيم السينوبي المتوفى ببلدة بروسا سنة (891هـ).
- شرح المولى أحمد بن محمد المغنيساوي.
- شرح الملا علي القاري في مجلد وسمّاه "منح الروض الأزهر".
- شرح أكمل الدين المسمّى بالإرشاد.