نبذة عن فن المجرور
ما هو فن المجرور؟
هو عبارة عن فلكلور شعبي يستند ويعتمد في غنائه على نص شعري حيث يتم على إيقاع الطبل وقرع الطار كما وتدخله بعض الرقصات والجماليات الأخرى بحيث يكوّن ويشكّل قالبا تراثيا فريدا من نوعه ذا بصمة وأثر خاصين حتى أنه يتميز عن غيره من الفنون الشعبية الأخرى.
ومن الجدير بالذكر أنه لا تكاد توجد مناسبة تخلو في الطائف إلا وتتوجت بفن المجرور لإحياء هذه المناسبة سواء في مناسبات الأفراح والأعراس وغيرها بحيث لا يستبدل أهل الطائف ولا يفضلون على فن المجرور غيره من الفنون والألعاب.
فهو يعد من الفنون الغنائية الشعبية الجماعية حيث إنها لا تعتمد على فرد معين وهذا ما يميزها فتسودها روح المشاركة والجماعة، فيقومون بحركات جماعية معينة على إيقاع خاص على أنغام الشعر الجميل كما ويتم فيها رقصات من فرق مدربة وبملابس خاصة تميز هذا الفن الشعبي.
نشأة فن المجرور
يعتبر فن المجرور من الفنون الشعبية التي اشتهرت في منطقة الحجاز خصوصا في مدن الطائف وجدة ومكة، حيث تميز هذا الفن عن غيره من الفنون الشعبية في المملكة والجزيرة العربية، كما وارتبط اسم المجرور بأهل الطائف ارتباطا وثيقا وذلك لبراعتهم في هذا الفن حيث أصبح يطلق على بعض ألحان فن المجرور (المجرور الطائفي).
ويعد فن المجرور من الفنون الشعبية القديمة والعريقة حيث إنه وجد وعرف منذ قديم الزمان في قبيلة ثقيف، حيث تمت ممارسة هذا الفن والقيام به في بعض القبائل القريبة والمجاورة لقبيلة ثقيف، ثم بعد ذلك بدأ هذا الفن بالانتشار والامتداد إلى منطقة مكة وضواحيها والحجاز.
طقوس فن المجرور
تقسم فرقة المجرور التي تتكون بالعادة من 15 شخصاً إلى 20 شخصاً إلى صفين يقابلان بعضهما البعض، حيث يرتدي أعضاء الفريق الزي الموحد والذي يعرف باسم (الحويسي) وهو عبارة عن ثوب أبيض واسع يتوسطه حزام يحتوي على ذخيرة على امتداد هذا الحزام.
تتم البداية مع صاحب الطبلة حيث يبدأ بقرع الطبلة بإيقاع مناسب لقرع آلة الطار بحيث ينسجمان مع بعضهما البعض ويقومون بحركة مناسبة مع الصف كاملا، بعد ذلك يقوم أحد الصفين بالغناء حيث يبدؤون بغناء البيت الشعري الأول ومع القيام بحركات معينة وعندما ينتهون يبدأ الصف الثاني بغناء نفس البيت الشعري ويستمرون على هذا المنوال في كل بيت مرتين حتى ينتهي نص المجرور.
أما بالنسبة للصف الصامت أثناء غناء أحد الصفين يقوم أحد أعضائه بالخروج في منتصف الساحة، ويتميز هذا اللاعب بالخفة والرشاقة فيقوم بتأدية حركات معينة بين الصفين ما بين الجلوس والقيام بكل خفة ورشاقة فيتمايل مع إيقاع الطبل والدف وهي من الأدوات المستخدمة في خلق موسيقى المجرور، وقد يرافق هذا الراقص شخصاً أو شخصين يخلقان إيقاعا بقفزاتهما يقاطعه ما يسمى بالشبشرة.