نبذة عن رواية مذكرات قبو
نبذة عن رواية مذكرات قبو
نشرت رواية مذكرات قبو أول مرة في عام 1864م، وهي من تأليف الكاتب الروسي الشهير فيودور دوستويفسكي ، تقع الرواية في نحو 207 صفحات، يعدُّ دوستويفسكي واحدًا من كتاب الرواية النفسيين، إذ يسير في رواياته إلى دواخل النفس البشرية وينبش في أعماق الإنسان، وفي هذه الرواية يحاول أن يصف أعماق إنسان نبذه المجتمع ولم يجد لنفسه مكانًا بين أفراده.
ملخص رواية مذكرات قبو
تعدُّ هذه الرواية أوَّل أعمال دوستويفسكي الوجودية، وتقسَم إلى فصلين: الأول بعنوان "تحت الأرض"، والثاني بعنوان "مهداة إلى الثلج الندي"، وفيما يأتي تلخيص رواية مذكرات قبو:
بطل الرواية
تتحدث الرواية عن شخص يعمل موظفًا حكوميًا، ويعاني من الروتين الفظيع في عمله، وبعد أن حصلَ على إرث عائلي تقاعد من عمله، وعاشَ وحيدًا في منزله والذي هو عبارة عن قبو في أسفل مبنى في مدينة سانت بطرسبرغ في روسيا، ويقضي هذا الرجل أيام حياته بشكل روتيني وكئيب ومفرط بالتعاسة والوحدة والفراغ.
كما أنَّ هذا البطل يعاني من الضعف الروحي، ويتميز بأنَّه لا يقوم بشيء خلال حياته إلا إزعاج الناس الآخرين من حوله، وتحاول الراوية أن تركِّز على مواضيع مختلفة في طبيعة النفس البشرية وعلم النفس، ويغلب على صفحات الرواية طابع الحديث مع الذات أو ما يسمَّى "المونولوج"، ويمثِّل ذلك سجالًا فلسفيًّا داخليًّا.
تفسير معنى الحياة
يفشل بطل الرواية مرارًا وتكرارًا في إيجاد إجابة شافية وواضحة حول معنى الحياة أو أهمية حياته لنفسه، ولكنَّه يحاول ذلك، وهو يتعرَّض إلى سخرية كبيرة من قبل الناس من حوله، كما ينتقد بشكل صريح وجريء أعمال الحكومة المختلفة والأمور التي يعتريها التقصير من قبلها، مثل عدم توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين وغير ذلك.
كما يتناول من خلال ذلك الحديث المونولوجي المعاناة التي يتكبدها الإنسان عند إدراك الأشياء والشعور بها في الحياة اليومية أكثر من غيره، حيثُ أنَّ الوعي الزائد في تلك الحالة يعدُّ مرضًا من وجهة نظر الراوي في الرواية، ويصف شدَّة الإدراك بأنها لعنة، أمَّا الوعي فإنَّه يصفه بأنَّه مرضٌ حقيقي.
أفكار ومعتقدات
تحدث الراوي بشكِّل مفصل عن أفكاره ومعتقداته ووضحها من خلال صفحات الرواية، واستغرق ذلك معظم القسم الأول من الرواية، كما طرح أيضًا في ذلك القسم الكثير من الأسئلة الوجودية، والتي سوف يحاول الإجابة عنها في الصفحات التالية، كما تحدَّث عن معاناته التي يعشها في حياته وعن الآلام التي تنتابه، ولكنه يتمتع بها.
معاناة الإنسان
يتوصل الراوي من خلال المحادثات التي يجريها مع ذاته إلى أنّ الإنسان لا يعيش في هذه الحياة إلا من أجل المعاناة فقط، حيثُ أنَّه كلما انتهى من تجربة معاناة وعذاب يهرع إلى البحث عن رحلة أخرى ونوع آخر من العذاب والمعاناة، وذلك من أجل نيل قسط آخر منه، وأمَّا إذا لم يعش الإنسان تلك الآلام والمعاناة فإنَّه سيقع في الضجر والكآبة والطمع والذبول.
أحداث غيرت حياة البطل
يشير الراوي أيضًا إلى نظريات عديدة في العقلانية و المنطق ، ثمَّ ينتقل إلى القصة الثانية والتي يشير فيها إلى بعض الأحداث التي غيَّرت مسار حياته كلها، ومن أهم تلك الأحداث: الصراع الذي نشب بينه وبين ضابط يكرهه، التفكير في محاولة الانتقام من الضابط، العلاقة التي ربطته مع فتاة والحوارات التي أجراها معها.