نبذة عن رواية عبد الرحمن الناصر
نبذة عن رواية عبد الرحمن الناصر
رواية عبد الرحمن الناصر هي رواية ضمن سلسلة من الروايات التاريخية التي كتبها جرجي زيدان، والتي تقع تحت عنوان "روايات تاريخ الإسلام"، إذ يحكي فيها زيدان عن مراحل التاريخ الإسلامي من بدايته حتى العصر الحديث، ويُركز فيها على المعلومات التاريخية باستخدام عنصر التشويق والإثارة.
وفي روايته عبد الرحمن الناصر يروي زيدان الوقائع التاريخية التي حدثت في الأندلس في عهد ولاية عبد الرحمن الناصر، ومن خلال سرد الوقائع التي حدثت في هذه الفترة، يصف زيدان الأندلس والحضارة التي استطاعت بناءها، وما كان لأهلها من عادات وتقاليد، ويصف القصور الفخمة، والطريقة التي كان يستقبل بها وفود ملوك أوروبا بالهدايا، وغيرها من المشاهد البانورامية التي تُعطي للقارئ مشهدًا مفصّلًا عن هذه الفترة كأنّها مرئية أمام ناظريه.
أبطال رواية عبد الرحمن الناصر
تضم رواية عبد الرحمن الناصر عدة أبطال، وهم كالآتي:
- عبد الرحمن الناصر(وهو الخليفة الأموي بالأندلس).
- الزهراء (محظية الخليفة).
- الحكم (ولي العهد).
- عبد الله (الابن الثاني للخليفة).
- ابن عبد البر الكسيباني (واحد من كبار فقهاء قرطبة).
- سعيد (جاسوس الخليفة الفاطمي في القيروان).
- ياسر (هو خادم أمير المؤمنين).
- ساهر (هو خادم الأمير عبد الله).
- عابدة (هي جارية من مولَّدات بغداد).
- سالم (هو شقيق الزهراء).
نبذة عن مؤلف رواية عبد الرحمن الناصر
كاتب رواية عبد الرحمن الناصر هو جرجي زيدان، مفكر لبناني، ولد في بيروت عام 1861م، ويُعد واحدًا من رواد تجديد علم التاريخ والرواية التاريخية العربية، وهو الأشهر والأكثر إنتاجًا بين مؤلفي العصر الحديث، وواحد من أعلام الصحافة والأدب والعلم الحديث في الوطن العربي، توفي عام 1914م، ورثاه حينها الكثير من الشعراء، مثل: أحمد شوقي ، خليل مطران، حافظ إبراهيم وغيرهم.
آراء نقدية في رواية عبد الرحمن الناصر
على الرغم من أن الرواية تعرض العديد من الأحداث التاريخية، ويبدو في ظاهرها أنها تدور حول المواقف السياسية في الأندلس في هذا الوقت، وما كان يحاك حينها من مكائد وحيل للوصول إلى الحكم، إلا أنها في حقيقة الأمر رواية عشق وحب، محورها الرئيسي هو لعنة الحب الوحشية الأبدية، وكيف يكون مؤلم الحب من طرف واحد .
ومن جانب آخر تُظهر الرواية مظاهر البذخ والرفاهية التي كانت تُسيطر على أجواء هذا العصر، وتظهر إلى أي حد يُمكن أن تصل رغبات الملك وشهواته، وفي الرواية يستطرد الكاتب في وصف كل شيء بدقة، وهذا ما دفع بعض القراء للشعور بالملل قليلًا في بعض الأحيان، لا سيّما في بداية الرواية، إلا أنّه بعد قليل سيندمج القارئ في جو الرواية وستصل به لأعلى درجات التشويق.
وما نال إعجاب الكثير من القرّاء هو تصوير الكاتب لذكاء سعيد ودهائه وتخطيطه الذي لا يُمكن أن يُفشله إلاّ القدر، وكيف أنّه يستطيع الوصول إلى ما يُريد بذكاء، وإمكاناته وقدراته في اللعب بكل الشخصيات حتى الملك نفسه، حتى أصبح هو محور الرواية لا عبد الرحمن الناصر، كما أنّ القراء سعدوا بالنهاية التي انتهى بها أمره فهو استحقها عقابًا على خبثه.
اقتباسات من رواية عبد الرحمن الناصر
تمتلئ رواية عبد الرحمن الناصر بالكثير من الاقتباسات الملهة والمؤثرة، ومن أبرز هذه الاقتباسات ما يأتي:
- "فلما وقع بصرها على بصره بادرت إلى الإطراق لأنها لا تطيق التفرُّس في عينيه لحظة، فإذا فعلت أحست كأنَّ سهامًا تخترق بصرها إلى أحشائها، أو أن تيارًا كهربائيًّا يسري في جسمها، فتنتفض له جوارحها"."
- "لست أعلم ماذا في عينيك يؤثر على خاطري، إن بصري لا يكاد يتركز على بصرك حتى أشعر كأنك غلبتني على أمري وربطت إرادتي بإرادتك، وأُحس كأنني جزء منك، خضع لإرادتك أنت ويعصاني أنا، فكيف تسألني إذا كنت أطيعك".
- "ماذا أفعل؟ إنها تحبني كثيرًا، ولكنني لا أشعر أني أحبها، بل لا أستطيع أن أحبها؛ مع أنها جميلة وذكية و… لماذا لا أحبها ويستريح قلبي من التفكير في سواها".
- "لا تستغرب شيئًا أيها الفقيه؛ فإن الإنسان إذا جدَّ وجد، ولا أراني أعرض شيئًا لا يستطيعه سواي، وعلى كل حال فليس لي ما للفقيه من العلم الواسع في الفقه وأصوله ، وهو الخطيب المفوَّه".