نبذة عن رواية عائد إلى حيفا
مؤلف رواية عائد إلى حيفا
وُلد غسان فايز كنفاني في 9 نيسان عام 1936م في شمال فلسطين في عكا تحديدًا، عاش مع عائلته في يافا حتى عام 1948م، إذ أُجبر على النزوح مع عائلته، وكان الأكثر هدوءًا بين أخوته، والتحق غسان بمدرسة في يافا اسمها مدرسة الفرير، وعلى الصعيد المادي كانت حياته متواضعة جدًا، بل اضطر في كثير من الأحيان أن يلجأ للاستدانة من أصدقائه.
وعلى الصعيد الأدبي كان غسان كنفاني روائيًا فلسطينيًا فذًا، واستحوذت كتاباته على كل من قرأها، فقد أسقط نضاله على الورق حتى تُرجمت أعماله إلى 17 لغة، بل وانتشرت كالنار في الهشيم في 20 دولة، ورغم قصر حياته إلا أنه أصدر أكثر من 18 كتابًا، وعددًا كبيرًا من المقالات.
كان غسان عاشقًا للفن، فعلى الرغم من تواضع منزله في بيروت إلا أنه حرص على تزيينه بأعمال فنية من إنتاجه، إضافة لتصميمه بعض الملصقات الخاصة بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فعلى الصعيد السياسي، كان كنفاني ناطقًا رسميًا وعضوًا رئيسيًا للمكتب السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وعلى الرغم من عدم تنفيذ كنفاني أي عملية انتحارية، أو حتى رمية بالبندقية، لكن قلمه كان كافيًا ليصبح هدفًا مرصودًا للموساد الإسرائيلي، فاستشهد كنفاني في 8 تموز عام 1972م في بيروت، بانفجار نتج عن سيارة مفخخة على يد عملاء إسرائيلين، وكانت بصحبته "لميس نجم" ابنة أخته التي لم يتجاوز عمرها 17 عامًا.
تعريف حول رواية عائد إلى حيفا
لخص كنفاني في روايته "عائد إلى حيفا" ذاكرة الوطن بكل تفاصيلها وبواقعها المؤلم، وجسدها بقصة عائلة فلسطينية هُجِّرت قسرًا من منزلها ووطنها حيفا على يد العصابات الصهيونية، وعانت كباقي الأسر بعد النكبة من تردي الأحوال المعيشية وضنك العيش، وتدور أحداث الرواية حول هذه الأسرة المكونة من الأب سعيد، والأم صفية، وابنهما خلدون، وما مروا به من ظروف تغريبية وألم محفور في الذاكرة.
شخصيات رواية عائد إلى حيفا
دارت أحداث رواية "عائد إلى حيفا" بين ثلاث شخصيات رئيسية وهي كما يأتي:
- الأب سعيد
هو أحد أبطال الرواية، عاش الظلم والقهر والفقد والحرمان والتشرد بسبب حرب عام 1948م، وكان قد غاب عن منزله وترك طفله خلدون في المنزل وحيدًا، وهذا ما سبب له حالة ندم شديدة، فلم يقو على ترك وطنه وعدّ ذلك جريمة ارتكبها بحق نفسه، فلام نفسه ولام زوجته صفية مرارًا وتكرارًا لكن الأوان قد فات، وضاع خلدون، وضاعت البلاد، وعلى الرغم من ذلك عاش سعيد على أمل العودة إلى حيفا.
- الأم صفية
هي أحد أبطال الرواية وتمثل دور الأم الفلسطينية التي ذهبت للبحث عن زوجها، ففقدت في سبيل ذلك ابنها، وحتى لم تتمكن من العودة لمنزلها، وعاشت مع زوجها هذه المأساة.
- الطفل خلدون
هو ابن سعيد وصفية وهو أحد أبطال الرواية، الطفل ذو الخمسة أشهر الذي تُرك وحيدًا في منزل والديه، فأخذته أسرة يهودية ونشأ عندها، وغيرت اسمه إلى "دوف"، وكبر يهوديًا وعمل ضابطًا في الجيش الإسرائيلي، وعندما التقى مع أسرته الحقيقية رفض الاعتراف بهم، وفضّل بدلته العسكرية الصهيونية.
اقتباسات من رواية عائد إلى حيفا
ومن سطور الرواية اقتبست العديد من الجمل ذات المعنى والمغزى، ومنها ما يأتي:
- "أتعرفين ما هو الوطن يا صفية؟ الوطن هو ألا يحدث ذلك كله".
- "إن أكبر جريمة يمكن لأي إنسان أن يرتكبها... كائنا من كان.. هي أن يعتقد ولو للحظة أن ضعف الأخريين وأخطاءهم هي التي تشكل حقه في الوجود على حسابهم... وهي التي تبرر له أخطاءه وجرائمه".
- "كل دموع الأرض لا تستطيع أن تحمل زورقًا صغيرًا يتسع لأبوين يبحثان عن طفلهما المفقود".
- "قد أكونُ مجنونًا لو قلتُ لك أنّ كل الأبواب يجب ألا تفتح إلا من جهةٍ واحدة، وأنها إذا فتحت من الجهة الأخرى فيجبُ اعتبارها مغلقة لا تزال، ولكن تلك هي الحقيقة".
- "كنت أتسأل فقط، أفتش عن فلسطين الحقيقية.. فلسطين التي هي أكثر من ذاكرة، أكثر من ريشة طاووس، أكثر من ولد، أكثر من خرابيش قلم رصاص على جدار السلم، وكنت أقول لنفسي: ما هي فلسطين بالنسبة لخالد؟ إنه لا يعرف المزهرية، ولا الصورة، ولا السلم ولا الحليصة ولا خلدون، ومع ذلك فهي بالنسبة له جديرة بأن يحمل المرء السلاح ويموت في سبيلها".
- "زوجتي تسأل إن كان جبننا يعطيك الحق في أن تكون هكذا، وهي كما ترى، تعترف ببراءة بأننا كنا جبناء، ومن هنا فأنت على حق، ولكن ذلك لا يبرر لك شيئا".
- "أن يكون الإنسان مع رفيق له حمل السلاح ومات في سبيل الوطن شيء ثمين لا يُمكن الاستغناء عنه".