نبذة عن رواية اليوم الأخير
نبذة عن رواية اليوم الأخير
تعدُّ رواية اليوم الأخير من أشهر روايات الكاتب اللبناني الشهير ميخائيل نعيمة ، والذي يعدُّ من أشهر الأدباء العرب في القرن العشرين، نشرت الرواية أول مرة في عام 1963م، وتقع في حوالي 263 صفحة، ويصور نعيمة في هذه الرواية شعور الإنسان تجاه آخر أيام حياته، وكيف يمكن أن يتصرَّف إذا علم أنَّ اليوم الذي يعيشه هو اليوم الأخير له على وجه الأرض.
ملخص رواية اليوم الأخير
تدور أحداث رواية اليوم الأخير حول الدكتور موسى العسكري، وهو دكتور في الفلسفة يعمل مدرسًا في الجامعة، وفيما يأتي تلخيص رواية اليوم الأخير:
النداء الأخير
تبدأ أحداث رواية اليوم الأخير من الوقت الذي كان فيه الدكتور موسى العسكري يحاول أن يخلد إلى النوم، وفي ذلك الوقت يسمع صوتَ نداءٍ بعيد يأتيه في منامه، ولكنَّه يشكُّ في أن يكون ذلك منامًا، ويعتقد أنَّه سمعه حقًّا، وقد أمره ذلك الصوت بلهجة جافة أن يقوم ويودع اليوم الأخير، من دون أن يذكر له أية تفاصيل أخرى حول ذلك اليوم.
يصاب الدكتور موسى بالخوف نتيجة ذلك، وينادي على الخادمة أم زيدان ويسألها إذا ما سمعت ذلك الصوت، ولكنها لم تكن قد سمعت شيئًا، ويسألها عند ذلك بعض الأسئلة عن الموت موضحًا بعض الأفكار الشائكة، إذ يسألها هل تحب الموت، فتجيبه ومن يحب الموت، ثمَّ يسألها إذا ما كانت تحب الله تعالى ، فتقول له طبعًا، ثمَّ يسألها سؤالًا شائكًا وفلسفيًا نوعًا ما.
وكان السؤال الفلسفي الذي وجهه الدكتور إلى أم زيدان هو: "الله هو الذي ابتلانا بالموت، فكيف تحبِّينه وتكرهين الموت؟"، فتجيبه أم زيدان إجابةً بسيطةً ومتوقعةً بعض الشيء وتقول له: "مَن أنا يا بني لأفهم إرادة الله سبحانه وتعالى؟ أنا أمّ زيدان لا أكثر ولا أقل"، وهذه الإجابة تجسد صراع الإنسان الوجودي منذ آلاف السنين.
إعادة النظر في الحياة
بعد أن سمع الدكتور موسى العسكري ذلك النداء، وهو أستاذ الفلسفة الذي لا ينقصه الفهم أو العقل لفهم هذه الحياة، يضطر إلى إعادة النظر في الحياة مرة أخرى، وفي جميع المعلومات التي كان يلقنها للطلاب في الجامعة، والتي لم تنفعه هو نفسه، وعند ذلك يحاول أن يعتنق وعيًا جديدًا تجاه الحياة، وأن يخلع ماضيه العتيق ليواجه المستقبل القادم وهو الموت.
يفكر الدكتور في حياته السابقة من جميع وجوهها، وفي هذا اليوم يعيش أحداثًا غريبة وكثيرة، إذ يشفى ابنه المريض من مرض لا شفاء منه إطلاقًا، وكأن هذا اليوم هو الشفاء وأيام الحياة السابقة هي المرض، كما تعود زوجته إليه في هذا اليوم، كما أنَّ هناك الفلاح الذي يعمل في أرضه يجد كنزًا فيرفض الدكتور أخذه ويعطيه للفلاح فيفرح كثيرًا وقد أصبح من الأثرياء وتحسنت أحواله.
نهاية اليوم الأخير
يستخدم الكاتب الأسماء في الرواية رموزًا للإشارة إلى أفكار مستمدة من الثقافة الدينية أو المجتمعية، وفي النهاية يكون اليوم الأخير الذي سمعه الدكتور كان تنبيهًا له وتغييرًا لحياته، وموته كان خلاصه من الأيام الماضية التعيسة، ورغمَ أنَّ الدكتور ظنَّ أنَّ نهايته قد حانت إلا أنَّ ذلك تنبيهًا فقط، وقد أصبح اليوم الأخير يوم البعث بدل من أن يكون يوم الموت.
اقتباسات من رواية اليوم الأخير
توضِّح الاقتباسات أسلوب الكاتب في الرواية، وفيما يأتي بعض الاقتباسات من رواية اليوم الأخير لميخائيل نعيمة:
- لست أبالي الآن بما تسمعه أذني وبما لا تسمعه، فهذه النشوة التي تبعثها في نفسي سكتة الفجر، والتي لم أتذوَّق مثلها في حياتي من قبل، هي حقيقة لا خداع، وهي مشحونة بالأنغام العذبة التي لم تلتقطها أذني والتقطها خيالي.
- الكلّ قد علقوا في شباك لا براح لهم منها، إنّها شباك الإله الساحر الماكر القهّار الذي اسمه الدينار.
- أرى الرحمة والعدل يقرعان أبواب المحاكم قرعاً موصولاً، فلا تُفتح لهما الأبواب، ولا يُسمح لهما بالدخول.
- في الثكنات أرى أقوامًا جعلَت منهم شرائع الناس دمى وألاعيب وذبائح تقدمها لطاغوت يدعى الدولة أو الأمّة، وهذه الدمى لا تملك من أمرها غير واجب الطاعة العمياء والخرساء.