عبد الباسط عبد الصمد
التعريف بالشيخ عبد الباسط عبد الصمد
الشيخ عبد الباسط هو قارئ القرآن الكريم عبد الباسط عبد الصمد، وهو من أكثر قُرّاء القرآن الكريم شُهرةً في البلاد الإسلامية، وقد حظِيَ بشهرةٍ واسعةٍ في كافةِ أنحاءِ العالم الإسلامي؛ نظراً لصوته بالغ الجمال، واتباعه لِأسلوبٍ فريدٍ في قراءة القرآن الكريم.
وقد سجّل جميع سور القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم، وله قراءات أخرى متفرِّقة أيضاً، وتسجيلاته متوفِّرةٌ في كلّ مكان، وقد حفظ الشيخ عبد الباسط القرآن الكريم على يد الشيخ محمد الأمير، وتعلّم القراءات السبعة على يد الشيخ محمد سليم حمادة، ودخل للإذاعة المصرية وترك فيها ثروةً كبيرةً من التسجيلات.
مولد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ونشأته
وُلد الشيخ عبد الباسط سنة 1346هـ - 1927م في قريةِ المراعزة التابعةِ لِمحافظة قنا المصرية، وقد نشأ وسطَ بيئةٍ مُلتزمةٍ دينياً ومُهتمةٍ بالقرآن الكريم من حيث الحفظ و التجويد ؛ فكان جدّه الشيخ عبد الصمد مُتمكّناً من حفظِ وتجويدِ القرآن الكريم مع الأحكام، ووالده الشيخ محمد عبد الصمد من أكثر قُرّاء القرآن الكريم إجادةً من حيث الحفظ والتجويد.
وقد كان الشيخ عبد الباسط مُنذُ طُفولته موهوباً، واتّصف بسرعةِ الاستيعاب، والنّباهة، والاهتمام بمتابعة أمور القراءةِ والتجويد، وقد تَتَلمذَ في صغره على يد الشيخ محمد الأمير، فتمكّنَ من حفظ القرآن الكريم على يده، وكان عمره حينئذٍ عشر سنوات.
دخول الشيخ عبد الباسط للإذاعة المصرية
في عام 1951م تمكّن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد من دخول الإذاعة المصرية، وتشكّلت حينها لجنة من كبار العلماء، فقد ضمّت الشيخ حسن البنا ، والشيخ الضياع، والشيخ محمود شلتوت، وقدّم الشيخ عبد الباسط حينها تلاواتٍ عذبة، والتحق بالإذاعة بعد أن أبدتْ لجنةُ الإذاعة انبهارها بأدائِهِ القوي العالي، وتمّ اتخاذُهُ كقارئٍ رسميٍ للإذاعة.
وقد تَرك الشيخ عبد الباسط إرثاً كبيراً من التسجيلات الصوتية بترتيل وتجويد القرآن الكريم فيه بأفضل صوت، وحقّق شُهرةً واسعةً خلالَ أشهر، وأصبح صوتُهُ ينتشر في كلّ بيوت مصر، وبفضل انضمامه إلى الإذاعة المصرية توافد المواطنون في مصر إلى اقتِناء أجهزةِ الراديو للاستماع لتلاوات الشيخ عبد الباسط.
شهرة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
انتشر اسم الشيخ عبد الباسط عبد الصمد شرقاً وغرباً، وتبوّأ مكانةً رفيعةً بين النّاس، وقد تعلّم القراءات السبع على يد الشيخ محمد سليم، وكان الشيخ يُحبّه كثيراً، وحرص على تنمية مهاراته والقدوم به إلى المناسبات التي يُدعى إليها حتى يدعوه للتلاوة على مسامع النّاس.
وبدأت شهرته في صعيد مصر في شهر رمضان المبارك، فقد كان يتلو القرآن الكريم في إحياء ليالي هذا الشهر الكريم، وتأثّر الناس كثيراً بتلاواته العذبة، وقد تأثّر الشيخ عبد الباسط بمشاهير القرّاء في القاهرة، ومنهم الشيخ محمد رفعت، والشيخ مصطفى إسماعيل، كما استفاد من طريقة الشيخ محمود و محمد المنشاوي وغيرهم.
زيارات الشيخ عبد الباسط عبد الصمد العلمية
رحل الشيخ عبد الباسط إلى طنطا حتى يلتحق بالمعهد الديني فيها، وتعلّم فيه التجويد والترتيل والقراءات، ثمّ تمّ اختياره في الإذاعة المصرية حتى يقرأ القرآن على الهواء مباشرة صباح كل يوم، وقد سافر إلى مكة لأداء مناسك الحج، فسجّل في الإذاعة هناك أيضاً، وقرأ القرآن في الحرم المكي والحرم النبوي.
وقد قرأ القرآن الكريم أيضاً في المسجد الأقصى، وفي الحرم الإبراهيمي في الخليل، وقرأه في الكثير من الدول العربية والأوروبية، وقد حظي بالتعيين في مسجد الإمام الشافعي كقارئ عام 1952هـ، ثم انتقل إلى مسجد الإمام الحُسين لِيتولى الإمامة والتلاوة فيه كخلفٍ للشيخِ محمود علي البنا، وفي عام 1984م اعتبر نقيبَ القرّاء المصريين الأول، وتَمكن من طَوافِ العالم كسفيرٍ للقرآن الكريم.
تكريم الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
حاز الشيخ عبد الباسط على تكريماتٍ وأوسمةٍ كثيرةٍ من الرؤساء والملوك في حياته، وكان من بينها:
- وسام الإذاعة المصرية في عيدها الخمسين عام 1984.
- وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في الاحتفال بليلة القدر عام 1990.
- الوسام الذهبي من باكستان عام 1958.
- وسام الكفاءة الفكرية المغربي.
- وسام الاستحقاق من إندونيسيا.
- وسام الاستحقاق السنغالي.
- نياشين من تونس ولبنان والعراق.
مرض الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ووفاته
انتقل الشيخ عبد الباسط إلى جوار ربه في الثلاثين من شهر نوفمبر عام 1988م بعد صراعٍ مع المرض، وتمّ تشييع جُثمانِه ضِمن جنازةٍ رسميةٍ ووطنية، ويُذكر أنّه كان مصاباً بمرضِ السكري والكسل الكبدي؛ وهما اللذان تمكّنا من جسده، فتوجّه إلى لندن برحلةٍ علاجيةٍ قصيرة رَقَد فيها على سريرِ الشفاءِ بأحد مستشفياتها، وعاد إلى مصر وتوفي فيها.