نبذة عن رواية الأبله
نبذة عن رواية الأبله
نشرت رواية الأبله أول مرة في عام 1869م، وهي من أشهر روايات الكاتب الروسي الشهير فيودور دوستويفسكي ، وتميَّز دوستويفسكي بأسلوبه القوي على اختراق دواخل النفس البشرية، وقد ظهرت مقدرته على ذلك جليةً في هذه الرواية ، وذلك من خلال النبش عميقًا في نفس الأمير بطل الرواية، والذي تدور حول أحداث الرواية.
ملخص رواية الأبله
تدور أحداث رواية الأبله حول أمير روسي ينتمي إلى إحدى العائلات الروسية العريقة يدعى ميشكين، وفيما يأتي تلخيص رواية الأبله لدوستويفسكي:
عودة ميشكين من سويسرا
تبدأ أحداث رواية الأبله بعد عودة الأمير ميشكين من سويسرا ، فقد غادر إلى هناك قبل أربع سنوات من أجل العلاج وقضاء فترة استجمام، بعد أن أصيب بالصرع، ونصحه الأطباء بقضاء فترة هناك طلبًا للشفاء، كما أنَّ غايته كانت من أجل لقاء إحدى قريباته للاستفسار عن بعض الأعمال، وقد التقى هناك شابًا تاجرًا ورث من والده ثروة طائلة، ويوظِّف تلك الثروة في الوصول للمرأة التي يحبها.
بعد عودة ميشكين من سويسرا يقرر الذهاب إلى مدينة سان بطرسبورغ من أجل زيارة إحدى قريباته هناك في المدينة، وهناك يتعرَّف على بناتها الثلاث واللواتي يعتبرن من أجمل نساء المدينة على الإطلاق، كما يتعرَّف ميشكين على كثير من الناس هناك.
وقوع ميشكين في الحب
بعد أن يتعرف ميشكين على بنات قريبته يقع في حبِّ البنت الأصغر والأجمل بينهن والتي تدعى أغلاريا، ولكنَّها رغم أنها تكنُّ له مشاعر الإعجاب إلا أنَّها تسخر منه بشكل دائم، وتسخر من طيبته وتواضعه الشديد، ولكنَّه يظلُّ محتفظًا بمشاعره القوية وعواطفه الجياشة تجاه أنستاسيا والتي يفوق جمالها الخيال، ويعشقها كل من يراها.
يصور دوستويفسكي في هذه الرواية حياة المجتمع الروسي في مدينة سان بطرسبورغ وطبيعة علاقات الناس مع بعضها من خلال الحديث عن الفترة التي قضاها ميشكين هناك في زيارة أقاربه، كما يتحدث عن الدين والإلحاد، ويتناول عقوبة الإعدام في روسيا، والتي كان دوستويفسكي ضدَّها وقد ظهر ذلك في كثير من أعماله.
حقيقة الأبله
أراد الكاتب الروسي الشهير فيودور دوستويفسكي أن يوصلَ رسالة مفادها أنَّ الشعب هو الأبله وليس ذلك الأمير الصالح، وذلك من خلال الحديث عن العادات السلبية والممارسات الخاطئة والأعمال السيئة التي يقوم بها المجتمع الروسي في القرن التاسع عشر، إضافة إلى إظهار معاناته التي عاشها في تلك الفترة، وتشرده بسبب المرض و الفقر والدائنين وهروبه من كل ذلك.
معلومات عن رواية الأبله
لقد بدأ دوستويفسكي بكتابة هذه الرواية في عام 1867م، وتكشف دفاتر مذكرات دوستويفسكي التي تعود إلى تلك الفترة إلى أنَّه أجرى العديد من التغيرات على منحى الرواية قبل كتابتها ونشرها بشكل نهائي، فقد كان من المقرر أن يكون ميشكين شخصًا شريرًا يرتكب العديد من الجرائم الفظيعة والمريعة، ولكنَّه عدلَ عن ذلك الرأي قبل أن ينشر روايته.
أراد دوستويفسكي لاحقًا أن تكون شخصية ميشكين بخلاف ذلك، فأراده أن يكون المسيح الروسي، بشخصيته الطيبة وأخلاقه الحميدة وتواضعه، وقد واجهت الكاتب مشكلة كبيرة في وصف ردة فعل الشخصيات الأخرى خلال تعاملهم مع مثل هذه الشخصية، ولم يكن يعلم هو نفسه كيف ستكون تلك التصرفات ولذلك لم يكن لديه تصور مسبق للأحداث التي سوف تجري في الرواية.
اقتباسات من رواية الأبله
يعدُّ فيودور دوستويفسكي من أعظم الكتاب الروسيين، واشتهرت كثير من أقواله والتي تسبر أعماق النفوس البشرية، وفيما يأتي بعض هذه الاقتباسات من الرواية:
- إنَّ أكبرَ إهانةٍ يمكنُ أن تُلحقها بإنسانٍ في عصرنا ومِنْ جنسنا هي أنْ تنعتهُ بأنهُ محرومٌ مِنَ الأصالةِ و الإرادةِ والمواهبِ الخاصة، وأن تقولَ عنهُ: إنّهُ رجلٌ عادي.
- إنَّ جوهرَ العاطفة الدينية مستقلٌ عنْ جميعِ البراهين، وجميعِ الأفعالِ السيّئة وجميعِ الجرائمِ وجميعِ مذاهبِ الإلحاد.
- لماذا تخلقُ الطبيعةُ أفضلَ الناسِ لتسخرَ منهم بعدَ ذلك؟ هذا ما تعمدُ إليهِ الطبيعة: حينَ أظهرتِ البشرَ على الإنسانِ الوحيد الذي عُدَّ الإنسانَ الكاملَ في هذا العالَم.
- يُخيَّلُ إليَّ أنَّ الإنسان، حينَ يداهمهُ هلاكٌ لا سبيلَ إلى تحاشيه، كانهيارِ منزلٍ فوقه مثلاً، إنما يشعرُ عندئذٍ برغبةٍ لا تقاومُ في أن يقعدَ مغمضًا عينيه، وليحدث ما يحدث.