نبذة عن رواية أريد رجلًا
نبذة عن رواية أريد رجلاً
تُعدّ الرواية العربية أحد أكثر أنواع النصوص العربية تأثيراً في القارئ وانجذاباً للمتلقّي، فتدور أحداثها وشخوصها لحلّ أزمة أو قضايا تشغل الواقع العربي، ومن هذه الروايات التي ركّزت على العديد من القضايا التي تهمّ مجتمعاتنا العربية رواية أريد رجلاً للكاتبة نور عبد المجيد، ومثالنا هذا للحديث تفصيلاً عن هذه الرواية ومؤلفتها.
كما أنها من أكثر الروايات مبيعاً وقراءةً، حيث تناولت الرواية العديد من القضايا الشائكة والمثيرة في مجتمعاتنا العربية والتي تخصّ المرأة بالتحديد، مثل: قضية الزواج، والحمل المنتظر للذكر عوضاً عن الأنثى، و العادات والتقاليد والعلم والتطور، والمجتمعات الذكورية التي تفضّل الذكر وتهمّش الأنثى، والحب وتأثير.
تتحدث أيضاً عن المشاكل النفسية التي تمرّ بها المرأة التي يتأخر زواجها، وتعليق المجتمع وسخريته بها، والكثير من القضايا المجتمعية التي تكشفها لنا الكاتبة بشكل واقعي وتضعه بين أيدينا في رواية متناسقة.
نبذة عن المؤلف
كتبت هذه الرواية المؤلفة نور عبد المجيد، المصرية الروائية السعودية المولودة في مصر لأبوين سعوديين، وهي صحفية وروائية وشاعرة، وحاصلة على ليسانس الآداب من جامعة أم القرى، وأيضاً أكملت دبلوم في التربية و علم النفس من جامعة عين شمس الكائنة في القاهرة.
عملت في المجال الصحفي، فقد تقلدت منصب مسؤول تحرير في مجلة (مدى) السعودية لمدة لم تتجاوز السنتين، ومن ثمّ عملت كمساعد رئيس تحرير في مجلة (روتانا) لمدة بسيطة وهي عام واحد، وكاتبة ثابتة في مجلة (كل الناس).
قدّمت الكاتبة الكثير من الأعمال الأدبية والروائية التي حقّقت نجاحاً كبيراً ولاقت شهرةً واسعة على إثرها في الوطن العربي، ومن هذه المؤلفات: أنا شهيرة الحكاية الأولى، وأنا الخائن، وذكريات محرّمة، وعادت سندريلا حافية القدمين، والحرمان الكبير، وأنت منّي، وغيرها من المؤلفات التي حصدت نجاحاً هائلاً، وأهمّها رواية مقالنا هذا (أريد رجلاً).
أحداث رواية أريد رجلاً
أحداث رواية أريد رجلاً فيما يأتي:
زواج أمينة وسليم
تبدأ قصة الرواية بفتاة اسمها أمينة تعمل في مصر في أحد البنوك، يخطبها شاب يُدعى سليم، وتتوفى أمّها في فترة خطوبتها لسليم، ويواجه سليم صراعاً بسبب أمّه التي أقرّت أن تزوجه من فتاة من قريته، ولكنّها تراجعت عن قرارها أمام إصرار ولدها على غير ذلك.
تتزوج أمينة من سليم، وتنجب منه الإناث لا الذكور، ومن ثمّ يقوم والد أمينة بالبحث عن امرأة تُدعى (هالة) كان قد وقع في غرامها أثناء زواجه من والدتها، ولكن منعه ارتباطه بحياته الأسرية من ذلك الحب والغرام، فذهب ليبحث عنها بعد وفاة زوجته.
إصرار والدة سليم على زواجه الثاني
تكمل الكاتبة أحداث الرواية لتشاء الصدفة أن تكون (هالة) على معرفة وعلاقة قديمة تربطها بوالدة سليم، وتدفع أمينة ضريبة هذه العلاقة القديمة، لتصرّ والدة سليم على أن يتزوج ابنها سليم من ابنة هالة (لبنى) التي تهيم به عشقاً وتقع في غرامه، فأمينة لا تُنجبُ سوى الإناث، ووالدته تريد له ذكراً ووليّاً للعهد يحمل اسم جدّه، وبكل بساطة يقبل سليم فكرة والدته، ويتزوج من لبنى على أمل أن تنجب له ذكراً.
صراعات سليم النفسية
تكمل الكاتبة أحداث الرواية والصراعات النفسية التي يمرّ به سليم، وتمرّ بها كل أنثى موجودة في الرواية، وتحدث ضجّة إعلامية بعد معرفة أمينة بزواج سليم، وتطلب منه الانفصال طلباً لحقّها في إنجاب ذكر، متحدّيةً المجتمع الذكوري، ونصب إلى نهاية هذا الصراع، فيطلّق سليم زوجتيه، فهو لم يستطِع الوقوع في حب زوجته الجديدة (لبنى)، وكذلك لم يستطع إنجاب وليّ العهد من حبيبته (أمينة).
من الجدير بالذكر أن كاتبة الرواية (نور عبد المجيد) تناولت أحداث الرواية كمسلسل درامي تقوم أحداثه على وضع الأنثى وحالتها في المجتمع، وكيف تمرّ في صراعات نفسية ذاتية بسبب المجتمع الذكوري الذي يقوم غالباً على فكرة تهميشها ويحمّلها اللوم في معظم الأحيان.
عملت الكاتبة في هذا النص على تعرية المشاكل والفكر المجتمعي السائد في وضع المرأة في مأزق دائم إن هي وقعت في الحب ومشاكل ما قبل الزواج وبعده، والمشكلة الحتميّة التي تواجهها إن تأخر زواجه ، وقامت بالمقارنة بين الرجل والمرأة، حتى تصل إلى تحديد الضحية بينهما.
لتجعل القارئ يفكر ويهتم في قضية العدالة الاجتماعية وإمكانية تطبيقها في مجتمعنا العربي، فهي وإن كانت مثّلت أبطال الرواية من صعيد مصر، ولكنّها في المجمل تركّز على المرأة في كافة أنحاء المجتمع العربي.