مولد ونشأة رمضان عبد التواب
هو رمضان حسن عمر حسن عمر عبد الفتّاح إبراهيم عبد التوّاب، وُلِد في بلد قليوب من مركز قليوب في محافظة القليوبيّة، وكان مولده بتاريخ (21/ 2/ 1930م) الموافق لمنتصف شهر رمضان، وقد سمّي برمضان تيمّنًا به، ورغبةً في النيل من بركته.
نشأة رمضان عبد التواب التعليمية
ظهرت علامات النبوغ على الدكتور رمضان عبد التوّاب صغيرًا، كما رافقه التميّز طوال حياته أينما حلّ، إذ بدأ رمضان عبد التواب مشواره العلميّ في المدرسة الأوّليّة في الفرقة الأولى. وكان النبوغ باديًا عليه، فكان دائم التفوّق على زملائه في المدرسة، ومن مظاهر نبوغه حفظُه للقرآن الكريم وهو في الصف التاسع.
دخل المعهد الدينيّ بعد اجتيازه امتحانًا في القرآن والحساب والإملاء، وحفظ ألفيّة ابن مالك في سنته الأولى في المعهد. وأتمّ رمضان دراسته المدرسيّة، وأنهى امتحان الثانويّة العامّة، وتأهّل لدخول كليّة دار العلوم في جامعة القاهرة.تخرّج من دار العلوم سنة (1956م) حاصلًا على الليسانس الممتاز في اللغة العربية والعلوم الإسلاميّة.
سجّل للماجستير فور تخرُّجه من دار العلوم، وحضر السنة التمهيديّة له.ثم التحقَ رمضان عبد التوّاب بكلية العلوم التربويّة في جامعة عين شمس؛ ليدرس المناهج التربوية وطرق التدريس، وكان ذلك في الوقت نفسه الذي كان يحضر به السنة التمهيدية للماجستير، وقد حصل على الدبلوم سنة (1957م).
ابتعث إلى ألمانيا في بعثة أعلنت عنها كلية عين شمس مدتها خمس سنوات في تخصص فقه اللغة العربية، فتتلمذ لأساتذة كبار مثل: شبيتالر وفيسمان. كما حصَّل وأتقنَ العديد من اللغات الحيّة والميّتة بانتهاء بعثته إلى ألمانيا، وهي: الأكادية والتركية والفارسية ودرس شيئًا من الفرنسية، كما درس العبرية واللاتينية والسريانية والحبشية والسبئية والمعينية، وكانت دراسته لها باللغة الألمانية.
نالَ رمضان عبد التواب شهادة الدكتوراه في اللغات الساميّة من جامعة ميونخ بألمانيا الغربيّة مع مرتبة الشرف الأولى سنة (1963م).تسلّمَ رمضان عمله حين عودته في قسم الآداب في عين شمس بنشاط ومثابرة، وقدّم للجامعة أربعة عشر عملًا بين مقالٍ وكتابٍ وتحقيقٍ لينال درجة الأستاذ المساعد، وكان المطلوب للترفيع ثلاثة أعمال فقط.
عُيّنَ الدكتور رمضان وكيلًا للكلية وعميدًا لها ورئيسًا لقسم اللغة العربية وآدابها حوالي عقد من الزمان (1980 - 1990م)، وقد سمّى تلك الحقبة بالإدارة الملعونة؛ لأنها صرفته عن الإنتاج العلميّ، وما كان يصدر في تلك الفترة كان معدًّا من قبلُ.
أهم إنجازات رمضان عبد التواب
تقلّد الدكتور رمضان عبد التواب مناصب علميّة كثيرة، وكان عضوًا في مجالس علميّة متعددة، كما كان أستاذًا زائرًا ومعارًا للعديد من الجامعات، ومن أهمّها:
- معيد بكليّة الآداب في جامعة عين شمس من (9/1/1963م).
- مدرس بكليّة الآداب في جامعة عين شمس من (29/5/1963م).
- أستاذ مساعد بكلية الآداب في جامعة عين شمس من (1969/2/11م).
- أستاذ مساعد للعلوم اللغويّة بكلية الآداب في جامعة عين شمس من (1974/8/1م).
- أستاذ معار بكلية الآداب في جامعة الرياض من (1973/9/1م).
- أستاذ معار بكلية اللغة العربية في جامعة إمام محمد بن سعود الإسلامية من (1976/9/1م).
- وكيل لكلية الآداب في جامعة عين شمس لشؤون التعليم والطلاب من (1980/9/24م).
- عميد كلية الآداب في جامعة عين شمس من (1982/1/21م).
- عميد كلية الآداب في جامعة عين شمس للمرة الثانية من (1985/2/5م).
- رئيس قسم اللغة العربية في جامعة عين شمس من (1986/9/1م).
- عضو الجمعية الدولية للأبحاث الشرقية (IGOF) منذ عام (1964م).
- عضو جمعية المستشرقين الألمانيّة (DMG) منذ عام (1986م).
- أستاذ زائر بجامعة فرانكفورت للدراسات اللغوية المقارنة في عام (1968م).
- عضو مؤتمر المستشرقين الألمان في فورتسبورج في عام (1968م).
- عضو مركز تحقيق التراث بدار الكتب المصرية منذ عام (1971م).
- أمين سر الجمعية اللغوية المصرية منذ عام (1969م).
- خبير اللهجات الغربية بمجمع اللغة العربية بالقاهرة منذ عام (1978م).
- مقرر لجنة إحياء التراث في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية منذ عام (1979م).
- أمين اللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة المساعدين في اللغة العربية منذ عام (1980م).
- رئيس شعبة الدراسات الإنسانية بمركز بحوث الشرق الأوسط منذ عام (1981م).
- رئيس شعبة البرديات العربية بجامعة عين شمس منذ عام (1981م).
- مقرر اللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة المساعدين في اللغات الشرقية منذ عام (1983م).
- عضو المجمع العلمي العراقي في بغداد منذ (1989/2/28م).
أهم كتب ألّفها رمضان عبد التواب
ترك الدكتور رمضان عبد التواب إنتاجًا علميًّا كبيرًا، ومن أهمّ الكتب التي خلَّفها:
- لحن العامّة والتطور اللغوي: طُبع أوّل مرّة سنة (1967م)، ويعدّ أوّل مؤلف يؤرّخ لظاهرة اللحن في العربية، ويبرز مظاهرها، ويُوضّح العلل في وجودها.
- في قواعد الساميّات: العبرية والسريانية والحبشية: طُبع أول مرة سنة (1981م)، وقد طبع مصوّرًا بخطّ المؤلّف، وأودعه قواعد اللغات الثلاثة الأساسية.
- فصول في فقه اللغة: طُبع أوّل مرة سنة (1973م)، يبحث الكتاب في ظاهرة الازدواج اللغوي في اللغة العربية نفسها أو في العائلة الساميّة دراسة مقارنة.
- مشكلة الهمزة العربية: طُبع أوّل مرة سنة (1996م)، كشفَ فيه سرّ كتابة بعض الكلمات العربية بالهمز وهي في أصلها غير مهموزة، وعرض فيه شيئًا لدعوته إلى تسهيل دراسة الهمزة.
- المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي: طبع أوّل مرّة سنة (1982م)، عرض فيه مناهج دراسة علم اللغة، وَأَوْلى المنهج التطبيقي المقارن أهميّة في ذلك.
- التطور النحويّ للغة العربيّة: طُبِعت طبعته الثانية سنة (1994م)، وهو محاضرات جمعها المؤلف كان المستشرق الألماني برجشتراسر قد ألقاها في الجامعة المصرية القديمة سنة (1929م)، فأعدّها ورتّبها وهذّبها.
- التذكير والتأنيث في اللغة: دراسة مقارنة في اللغات الساميّة، طُبِع أوّل مرة سنة (1976م).
- العبرية: قواعد ونصوص مقارنات باللغة الساميّة، طُبِع أوّل مرة سنة (1977م).
- نصوص من اللغات الساميّة مع الشرح والتحليل والمقارنات: طُبِع أوّل مرة سنة (1979م).
- التطوّر اللغوي، مظاهره وعلله وقوانينه: طُبِع أول مرة سنة (1989م)، ويبحث الكتاب في ظواهر التطور اللغوي والقوانين التي تتبعها بصفتها حرّة الحركة.
- حقّق الدكتور رمضان عبد التوّاب الكثير من الكتب التراثيّة أهمّها:
- لحن العوام لأبي بكر الزبيدي سنة (1964م).
- البلاغة لأبي العباس المبرد سنة (1965م).
- شرح كتاب سيبويه لأبي سعيد السيرافيّ الجزء الأوّل سنة (1986م).
- شرح كتاب سيبويه لأبي سعيد السيرافيّ الجزء الثاني سنة (1990م).
- الغريب المصنّف لأبي عبيد القاسم بن سلّام الجزء الأوّل سنة (1989م).
- ما تحلن فيه العامة للكسائي سنة (1982م).
أهم كتب ترجمها رمضان عبد التواب
ترجم رمضان عبد التواب العديد من الكتب خاصّة من عدّة لغات الألمانية منها خاصّة، وأهمّها:
- اللغات السامية: لمؤلفه ثيودور نولدكه في القاهرة سنة (1963م).
- الأمثال العربية القديمة: لمؤلفه رودلف نولدكه في القاهرة سنة (1971 - 1984م).
- تاريخ الأدب العربي: لمؤلفه كارل بروكلمان الجزءان: الرابع والخامس في القاهرة سنة (1975م).
- فقه اللغات الساميّة: لمؤلفه كارل بروكلمان في القاهرة سنة (1977م).
- العربية: دراسات في اللغة واللهجات والأساليب لمؤلفه يوهان فك في الرياض سنة (1980م).
جوائز حاز عليها رمضان عبد التواب
حاز الدكتور رمضان عبد التواب على احتفاء كبير في المجامع العلميّة، ومن أهمّ الجوائز التي نالها جائزة آل البصير العالميّة في الدراسات الأدبيّة واللغويّة لعام (1982 - 1983م).
تلاميذ رمضان عبد التواب
ترك الدكتور رمضان عبد التواب مئات الطلاب، فقد كان مُشرفًا على الكثير منهم في مرحلة الماجستير والدكتوراه، أو محاضرًا عليهم في مقاعد الدراسة، أو مدرّسًا لهم عبر كتبه ومقالاته، وقد برّوا بأستاذهم بأنهم كتبوا عدة مؤلفات علميّة تظهر تراثه كما في الكتاب التذكاري "هؤلاء علّمونا" ، وكتاب "نصوص ودراسات لغوية مهداة لشيخ المدرسة الرمضانية" ، ومن أهمّ طلابه:
- الدكتور حازم علي كمال الدين: أستاذ علم اللغة في جامعة سوهاج، وقد أكمل الدكتور حازم ما بدأه أستاذه في الدرس اللغوي الساميّ المقارن فأخرج معجمًا للمفردات السامية المشتركة، وقدّم له الدكتور رمضان عبد التواب.
- الدكتور محمد صالح توفيق: أستاذ بقسم اللغة والدراسات الساميّة، وقد كتب بحثًا أبرزَ فيه جهود الدكتور رمضان عبد التواب فيما يتعلق بالدراسات اللغوية السامية صرفًا ونحوًا وصوتًا وغيرها.
- الدكتور حسام البهنساوي: أستاذ العلوم اللغوية في جامعة القاهرة فرع الفيّوم، وأبرز في كتاب "هؤلاء علماؤنا" جهود الدكتور رمضان عبد التواب في التراث وعلم اللغة.
- الدكتور خالد فهمي إبراهيم: أستاذ بعلم اللغة في جامعة المنوفية، وقد أظهر في بحث نشر في كتاب "نصوص ودراسات لغوية مهداة لشيخ المدرسة الرمضانية" جهود الدكتور رمضان عبد التواب في تحقيق التراث.
- الدكتورة آمنة الزعبي: أستاذة فقه اللغويات السامية في الجامعة الهاشمية، وقد سارت على خطى أستاذها بأن خطّت معجمًا للمفردات العربية الساميّة.
- الدكتور أحمد الشيمي: أستاذ اللغويات في جامعة تورنتو.
- خليل الجيزاوي: كاتب وناقد أدبيّ
وفاة رمضان عبد التواب
توفّي الدكتور رمضان عبد التوّاب بتاريخ (2001/8/27م) عن عمر ناهز السبعين عامًا قضاها في أروقة البحث العلميّ والتدريس، وكان قد خرج من المشفى على مسؤوليته الشخصيّة ليناقش رسالتي ماجستير كما أخبر بذلك ابنه كمال، وما زالت مؤلفاته وأبحاثه حيّةً حتى اليوم، بل عليها المعوّل إذا ما تعلّق الأمر في الدراسات اللغوية الساميّة المقارنة؛ نظرًا لإتقان الدكتور رمضان أكثر من عشر لغات منها ما هو حيّ ومنها ما هو ميّت، إضافةً إلى بحثه اللغويّ المُقارن في تلك اللغات.
