نبذة عن حياة الرسول للأطفال
نبذة عن حياة الرسول للأطفال
إنّ خير قدوةٍ لنا جميعا؛ كباراً وصغاراً هو نبينا -صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا)، وجميلٌ أن يتحدّث الآباء والأمهات مع أطفالهم عن النبيّ المصطفى وعن سيرته وقصص حياته، فتغدو هذه القصص نبراساً ونوراً لهم في حياتهم، وفيما يأتي ذكر نبذة عن أهمّ القصص في حياة النبي الكريم:
طفولته صلى الله عليه وسلم
كان العرب يتّخذون لصبيانهم مرضعاتٍ يأخذونهم ليعلّموهم حياة أهل البادية، ويرضعونهم من لبن مرضعاتِ البوادي، وكانت السيدة حليمة السعدية هي مرضعة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكانت من بادية بني سعد.
وكانت تلك البادية جدباء جافة، وغنمها قليل اللبن والحليب، ومنذ أنْ أخذت السيدة حليمة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لترضعه أصبح الغنم يسقي اللبن فيُحلب ويُشبِع، وأنبتت الأرض، وذهب جفاف الأرض ببركته -صلى الله عليه وسلم-.
وكانت طفولته -عليه الصلاة والسلام- مليئة بالأحزان، فقد وُلد يتيماً، وبعد ستّ سنواتٍ من ولادته تُوفّيت أمه، فاحتواه جدّه وآواه، فما لبث في كنف جده حتى تُوفّي جده، وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- آنذاك يبلغ من العمر ثمانية أعوام، فرعاه عمه بعد ذلك واعتنى به وكأنه أحد أبنائه.
اعتماد النبي على نفسه
عمِل النبي -صلى الله عليه وسلم- في أعمالٍ عديدة، وكان يحرص على الاعتماد على نفسه، وهذا يدل على رقيّ أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلم يرد أن يكلّف عمه المزيد من الأعباء، فعمل في رعي الغنم، وفي هذا تهيئة من الله -عز وجل- للنبي -صلى الله عليه وسلم- كي يتعلم المسؤولية والقيادة.
وبعد ذلك حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على العمل بالتجارة لكسب الرزق، فكان يُعرف بصدقه وأمانته بين أهل قريش، ومن أجل ذلك أمّنت عليه أمنا خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- وجعلته يُتاجر بمالها.
قصة الإسراء والمعراج
بعد أن تُوفّي عمّ النبي -صلى الله عليه وسلم- وزوجته؛ فَقَدَ النبي -صلى الله عليه وسلم- اثنين من أهم مَن كان يسانده ويحمل همّه، وكان ذلك صعباً عليه، فجاءت رحلة الإسراء والمعراج للتخفيف عن قلبه -صلى الله عليه وسلم-.
وكانت معجزة لكل من كان يشكّك في نبوته -صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى: (سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ). وفي تلك الليلة جاءه جبريل عليه السلام ومعه البراق، ليأخذه البراق إلى رحلةٍ من أعظم الرحلات في تاريخ البشرية؛ ألّا وهي رحلة الإسراء والمعراج.
وبعد أن ركب النبي -صلى الله عليه وسلم- على البراق انطلق به إلى المسجد الأقصى، فالتقى بالأنبياء وصلى بهم، وصعد إلى السماوات، فأمره الله -عز وجل- بخمسين صلاة في اليوم، فحاول النبي -صلى الله عليه وسلم- تخفيفها حتى جعلها الله خمس صلوات، وهذه هي رحمة النبي -صلى الله عليه وسلم- بأمته.