نبذة عن تفسير الهداية إلى بلوغ النهاية
التعريف بتفسير الهداية إلى بلوغ النهاية
كتاب في تفسير القرآن الكريم ، جمعه وألفه الشيخ مكي بن أبي طالب، ما بين سنة (387هـ) الموافق (997م)، وسنة (392هـ) الموافق (1001م)، ويعدّ تفسير الهداية إلى بلوغ النهاية ذا قيمة علميّة عالية؛ فقد كان مرجعاً لأئمة التفسير كالقرطبي، وابن عطية، و أبي حيّان الأندلسي ، وغيرهم، وقد طُبع محققاً على يد مجموعة من الباحثين المغاربة في ثلاثة عشر مجلداً.
ويعلّل مكي تسمية تفسيره بالهداية قائلاً: "وسميت هذا الكتاب (الهداية في بلوغ النهاية في علم معاني القرآن وتفسيره وأحكامه وجمل من فنون علومه) أعني بقولي: بلوغ الهداية؛ أي إلى ما وصل إليَّ من ذلك؛ لأن علم كتاب الله لا يقدر أحد أن يبلغ إلى نهايته إذ (فَوقَ كُلِّ ذي عِلمٍ عَليمٌ)".
التعريف بمؤلف تفسير الهداية إلى بلوغ النهاية
هو أبو محمد مكي بن أبي طالب حَمّوش بن محمد بن مختار القيسي القيرواني المالكي، إمام علامة، ومحقق عارف، وهو أستاذ القراء والمجودين، ولد سنة (355 هـ- 966م) في القيروان، وعاش معظم حياته في قرطبة.
درس على العديد من الشيوخ في القيروان ومصر، ومكة وقرطبة، كان واسع المعرفة كثير التأليف في العلوم المختلفة؛ لكنه كان متميزاً في التفسير والقراءات في المقام الأول.
من أبرز مؤلفاته ما يأتي:
- الإبانة عن معاني القراءات.
- مشكل إعراب القرآن الكريم.
- الإيجاز في ناسخ القرآن الكريم.
- اختصار أحكام القرآن الكريم.
- تحميد القرآن الكريم وتهليله وتسبيحه.
- الترغيب في الصيام، والترغيب في النوافل.
- تنزيه الملائكة من الذنوب وفضلهم على بني آدم.
منهج المؤلف في تفسير الهداية إلى بلوغ النهاية
يقول مكي في مقدمة تفسيره: "جمعت أكثر هذا الكتاب من كتب شيخنا أبي بكر الأدفوي -رحمه الله-؛ وهو الكتاب المسمى بكتاب الاستغناء المشتمل على نحو ثلاثمائة جزء في علوم القرآن."
"واقتضيت في هذا الكتاب نوادره وغرائبه، ومكنون علوم مع ما أضفت إلى ذلك من الكتاب الجامع في تفسير القرآن، تأليف الطبري، وما تخيرته من كتب النحاس والزجاج وابن عباس وابن السلام."
ويقوم منهج مكي في تفسير كتاب الله -تعالى- على النقاط الآتية:
- الاعتماد على المأثور من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، وأقوال الصحابة، وهو الأساس المعتمد عند أكثر المفسرين.
- يجمع إلى المأثور من القرآن التفسير بالرأي ؛ في ذكر الأحكام الفقهية، والمسائل اللغوية والنحوية.
- يتناول آية أو مجموعة من الآيات مبرزاً الوجوه النحوية، وما يتعلق بها من القراءات.
- يذكر أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، والمكي والمدني.
- يذكر آراء العلماء ويناقشها ويرجح ما يراه مناسباً دون استطراد أو تفصيل.
- يحيل إلى كتبه الأخرى عند الضرورة.
أما أبرز مصادر مكي في تفسيره، فهي:
- القرآن الكريم.
- السنة النبوية الشريفة.
- مشهور تأويل الصحابة والتابعين ومن بعدهم.
- كتب التفسير بالمأثور ، وأهمها: الاستغناء للأدفوي، وتفسير جامع البيان للطبري.
- كتب اللغوين؛ كالنحاس والزجاج والفراء.