نبذة عن البشير الإبراهيمي
نبذة عن البشير الإبراهيمي
محمد البشير الإبراهيمي عالم من الجزائر وقد كان مفكرا ومصلحا، وهو صديق ملازم للعلامة عبد الحميد بن باديس ، ولد في حزيران عام 1889، في قرية رأس الوادي في الجزائر في أسرة معروفة وذات تاريخ بالعلم الشرعي والإفتاء.
وبدأ في حفظ القرآن الكريم في سن الثالثة وقد امتلك ذاكرة قوية ومهارة عجيبة بالحفظ، وعند سن التاسعة كان البشير قد أتم ختم القرآن حفظاً، كما أتقن حفظ المتون المهمة في العلوم، إضافة إلى دراسة النحو والفقه والبلاغة.
وقال عنه الشيخ علي الصلابي : " قبل أن يكون الإمام محمد البشير الإبراهيمي مفكرا مصلحا وسياسيّا محنكا، كان أديبا بليغا، وشاعرا وخطيبا مفوها، عالما فقيها في العربية، خبيرا بأسرارها، متضلعا في آدابها وفنونها، إلى جانب علمه بالتفسير والحديث وعلومه وبالفقه وأصوله ".
حياته
عام 1917 خرج والد البشير الإبراهيمي وقد كان برفقته باتجاه دمشق امتثالا لقرار الحكومة العثمانية بترحيل سكان المدينة إلى دمشق، وبعد خروج الأتراك من دمشق وقيام حكومة الاستقلال العربي بدأ التدريس بالمدرسة السلطانية.
وأثناء وجوده في بلاد الحرمين عُرض عليه تولي إدارة المعارف بالمدينة المنورة لكنه فضّل العودة لمدينة سطيف في الجزائر عام 1920 حيث أنشأ فيها مسجداً ومدرسة، ورفض وظيفة عُرضت عليه من طرف السلطات الفرنسية، وفي عام 1931 أسس مع العلامة عبد الحميد بن باديس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
وحضر التأسيس أكثر من 70 عالماً من مختلف مدن ومناطق الجزائر، ومن مختلف الاتجاهات المذهبية، وانتخبوا مجلس إدارة برئاسة الشيخ ابن باديس، ومحمد البشير الإبراهيمي نائباً له.
وفي عام 1940 نفته السلطات الفرنسية للجنوب الغربي للجزائر، وبعد أسبوع من نفيه مات الشيخ بن باديس، وأصبح رئيساً ل جمعية العلماء المسلمين ، وتولى رئاستها عن بعد لمدة ثلاث سنوات وبعد سنوات في عام 1945 زُجّ بالإبراهيمي في السجن العسكري الفرنسي، وأُطلق سراحه عام 1946 حيث أنشأ جريدة حملت اسم البصائر وتولى رئاستها، وأسس "معهد الشيخ عبد الحميد بن باديس".
دوره في الثورة الجزائرية
ساهم البشير الإبراهيمي في التعريف بالقضية الجزائرية كما خرّجت المدارس ومراكز العلم التابعة لجمعية العلماء التي كان يرأسها قادة للثورة المسلحة لاحقاً، حيث أنشأ حوالي 73 مدرسة في عام واحد فقط، ومع اندلاع الثورة الجزائرية في عام 1954 وجه نداء شهير للشعب الجزائري لدعم الثورة المسلحة.
وكان من نشاطاته بعد الاستقلال إلقاء أول خطبة في جامع كتشاوة وسط العاصمة، واضطر بعدها للتقليل من نشاطه بسبب تدهور صحته؛ فلم يعد قادراً على إلقاء الخطابات التشجيعية.
وفي نيسان من عام 1964 أصدر بياناً ينتقد تخلي الحكومة الجزائرية عن المبادئ الإسلامية ، ووضع تحت الإقامة الجبرية إلى أن وافته المنية في منزله يوم الخميس في آذار عام 1965.