نبذة عن أزواج الرسول
نبذةٌ عن أزواجِ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم
ورد اختلافٌ في عددِ أزواجِ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، فمنهم من قال: هنّ اثنتي عشرةَ امرأةً، ومنهم من قال: ثلاثةَ أو أربعة أو خمسةَ عشرَ، لكِن الرّاجح في ذلِك أنّ عددَهنّ إحدى عشرة امرأةً، بحيث لم يجتمع في عصمتِه عليه الصّلاة والسّلام أكثرَ من تسعِ نساءِ، والمشهورُ أنّ كنيةَ أمّهات المؤمنين كُنّت بها ثلاث عشر امرأةً ممّن تزوّج بهنّ، وأيضاً كان للرسول صلّى الله عليه وسلّم السّراري أو الجواري اللاتي تسرّى بهنّ أيْ: دخل بهنّ، وهنّ اثنتانِ معروفتانِ؛ ماريّة القبطيّة، وريحانة بنتُ زيدٍ النّضريّة، وسنعرِضُ نُبذةً عن إحدى عشرة امرأةً كانت له زوجةً، والجاريتان اللتان دخلَ بهنّ عليه الصلاة والسّلام، وقد ذُكرتا آنفاً:
خديجةُ بنتُ خويلد
- هي السيّدة خديجةُ بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى من كِبار قريشٍ، وهي أمّ المؤمنين وزوجةُ الرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم، تزوّج بها أوّل واحدةٍ، وقد كانت أكبر منه بخمس عشرة سنةً، وهي من أشرافِ مكّة العُظماء ، عاشت وترعرت في بيئةٍ شريفةٍ ميسورةٍ ذاتَ مال، وقد كانت ثريّة من بطون العرب، لم تدركها الفاقة أبداً، حيثُ تألقّت في التجارة والعروض الواسعة، تزوّجت من اثنين قبلَ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، حيثُ كان لها من الأوّل بنتاً، ومن الثّاني غلاماً، وبقيت بعد وفاةِ زوجَيها ترعى أولادها من مال تجارتِها، فقد كانت تستأجر الرّجال الصّادقين المخلصين في تجارتِها للشّام، في حين كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في ريعان شبابِه.
- فخرج في تجارتِها مع قافلة الشّام، وبعدما عرفت من نبل أخلاقِه وجميل أمانتِه وصفاتِه، طلبته لنفسِها، فجاءَ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم مع أعمامِه في طلبِ خديجةَ لمحمّد، وهكذا تزوّجا، وقد أنجبت له الولد؛ القاسم، وعبد الله، ورقية، وزينب، وفاطمة، وأم كلثوم، وكانت معه في كلّ عسرٍ ويسرٍ؛ فآمنت به وصدّقته حينما بُعِث، وآزرته بمالِها ونفسِها وحنانِها، فكانت حاضِنة الإسلام الأولى، وكان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يحبّها كثيراً، ويذكرها في سائِر حياتِه، وقد توفّيت رضي الله عنها في مكّة قبل الهجرة بثلاثِ سنوات.
سودّة بنتُ زمعة
سودة بنتُ زُمعة القُرشيّة ، هي أمّ المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، تزوّجها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعد خديجة، وذلِك قبل عقدِها على عائشةَ رضي الله عنهنّ جمعيهنّ، وقد قد كانت تُؤثِر رضى الله تعالى ورضى رسولِه عليه الصّلاة والسلام على كلّ شيءٍ؛ فقد آثرت أن تهب ليلتَها لعائِشة، في حين تبقى على ذمّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حباً له وقرباً من مقامِه الشريف، وهي التي أسلمت مع زوجها السكران بن عمرو في الهجرة للحبشةِ؛ فلمّا توفّي عنها، تزوّجها النبيّ عليه الصّلاة والسّلام تكرمةً لها وصيانةً لدينها ونفسِها، توفيت في المدينة في آخر زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين.
عائشة بنت أبي بكرٍ
عائشةُ بنت أبي بكر الصّديق ، وهي أمّ المؤمنين الصّديقة بنت الصّديق رضي الله عنها وعن أبيها، تزوّجها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعد سودة، وهي الزوجة الوحيدة التي تزوّجها بكراً، وهي أعلمُ نساءه وأفقههنّ، وأميزهنّ أدباً وخُلقاً، وقد كانت من أحبّ زوجاتِه إليه عليه الصّلاة والسلام؛ روت عن النبيّ الكريم الأحاديث الكثيرة الصحيحة؛ فهي روايةُ زمانِها، ومن الرّواةِ الخمسِة المكثرين، نزلت في عفّتها وبراءتِها آياتٌ تتلى ليوم القيامةِ، وقد خيّرها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بين الله ورسولِه وبين زخرف الحياة الدّنيا؛ فاختارت الله ورسوله والدار الآخرة، ومرّض النبي مرض موتِه في حجرتِها، ومات ودفن في بيتها، توفّيت في عامّ السّابع والخمسين للهجرة ودفنت في بقيعِ المدينة.
حفصة بنتُ عمر
هي حفصةُ بنت عمر بن الخطاب ، أمّ المؤمنين، صحابيّة جليلة وصالحة، عُرفت بصيامِها وقيامِها عند الله تعالى، تميّزت بالقوّة والصّلابة في شخصيّتها، وذلِك من أبيها رضي الله عنهما، كانت قد تزوّجت قبل الإسلام برجل يدعى خنيس بن حذافة؛ ثمّ أسلما وهاجرا معاً؛ فلمّا ترمّلت ومات عنها؛ تزوّجها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وخطبها لنفسه، كانت قد حفظِت المصحف الشريف في بيتِها في زمن عثمان رضي الله عنه، وفي زواجها كان قد طلّقها النبيّ عليه الصّلاة والسلام لحادثةٍ وقعت، ولكن لفضلِها ومكانتِها عند الله أمره بأن يرُاجِعها، توفيت في المدينة.
زينب بنتُ خزيمة
زينب بنتُ خزيمة الهلاليّة، كانت تُلقّب بأمّ المساكين رضي الله عنها وأرضاها، وذلِك لما عُرف عنها من رحمتِها وحبّها ورعايتِها للمساكين والمحتاجين؛ تزوّجت قبل النبيّ عليه الصلاة والسلام بالصحابيّ الجليل عبد الله بن جحشٍ، ولكنّه توفي عنها في استشهادِه في أُحد، فتزوّجت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعده، ولم تلبث عنده طويلاً إلى أن جاء أجلُها فقد توفّيت بعد زواجِها من النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بشهرين أو أكثر بقليل.
أمّ سلَمة هند بنتُ أبي أميّة
أم سلمة هند بنتُ أبي أميّة هي الصّحابية الجليلة، أمّ المؤمنين الحكيمة، أسلمت وزوجها أبو سلمةَ باكراً وهاجرا، وقد أبدلها الله تعالى خيرٌ منه لما استشهد عنها، أبدلها بالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وكانت امرأةً ذات عقلٍ ورأي، ومشورتُها للنبيّ عليه الصلاة والسلام مشهورةٌ يوم الحديبية والتي لا تخفى على أحدٍ فطنتُها، لها مرويّات عن النبيّ الكريم، وقد توفيت في المدينة ودفنت في بقيعها، وهي آخرُ أزواجِ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وفاةً، رضي الله عنها وأرضاها.
زينبُ بنتُ جحشٍ
هي أمّ المؤمنين زينب بنت جحشٍ ، قد زوّجها الله تعالى لرسولِه عليه الصّلاة والسّلام من فوقِ سبع سمواتٍِ بعد زيد بن حارثة، وبنى بها النبي عليه الصلاة والسلام في ذي القعدة، وبزواجها من النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أبطل الله تعالى عادة التبنّي التي كانت سائدة في الجاهليّة قبل الإسلام، وكانت أطول نساءِ النبي يداً، أي: أنّها كانت كثيرةُ التّصدق والإنفاق، توفيت في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنهم.
جويريةُ بنت الحارث
هي أمّ المؤمنين جويريَة بنت الحارث ، أبوها سيّد قومِه في الجاهليّة، سُبيت من غزوةِ بني المصطلق، وكانت من نصيب الأنصاريّ ثابت بن قيس، فوفّى النبيّ عنها المكاتبةَ ثمّ عرض عليها الزواج وتزوّجها، وكانت تسمّى برّة قبل إسلامِها؛ فسمّاها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم جويرية، وكانت ذات أدبٍ وخُلقٍ حسنٍ، وخَلق جميل، روت عن النبيّ الأحاديث الصّحيحة، توفيت في المدينة، ودفنت في بقيعها.
أمّ حبيبةَ بنتً أبي سفيان
هي أمّ المؤمنين رملة بنت أبي سفيان، أسلمت وهاجرت مع زوجها عبيد الله بن جحشٍ إلى الحبشة، فتركها وأصبح نصرانياً، وبقيت على الإسلام ثابتةً راسخةً، فأرسل النبيّ عليه الصلاة والسّلام في زواجِها من النجاشيّ بتوكيل منه، فتزوّجها وعادت إلى المدينة في السنة السابعة للهجرةِ، وقد توفيت في خلافة أخيها معاوية في سنة أربع وأربعين للهجرةِ.
صفية بنتُ حُيَىّ بن أخطب
هي أمّ المؤمنين صفيّة بنت حييّ بن الأخطب، وكانت سريّة أيْ جاريةً؛ فأعتقها النبيّ عليه الصلاة والسلام، فأسلمت وأدّى صداقها ثمّ تزوّجها، كان أبوها من بني النّضير، بنى بها النبي في السنة السابعة للهجرة، كانت امرأة حليمة عاقلةً، توفيت في المدينة ودفنت في البقيع في عهد معاوية، سنة اثنين وخمسين للهجرةِ، وهي ممّا أفاء الله تعالى على نبيّه؛ فكان عتقها سنةً للأمّة، أنّه يجوز عتقُ الجارية بمهرها أو صداقِها ثمّ تصبحُ زوجةً.
ميمونة بنتُ الحارث
هي أمّ المؤمنين ميمونة رضي الله عنها وأرضاها، كانت آخر زوجاتِ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، تزوّجها في ذي القعدة سنة السّابعة للهجرة، وهي من وهبت نفسها للنبيّ الكريم في الآيةِ الشريفة؛ فقال تعالى: (وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ)، عرِفت بالخصال الحميدة؛ كالتقوى و الزهد والورع، وكانت كثيرةَ القربِ من ربّها تعالى، فقد توفيت في الموضع الذي تزوجت فيه من النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، سنةَ إحدى وخمسين للهجرةِ.
ريحانةُ بنت زيد
وهي إحدى الجاريتَين اللّتين دخل بهما النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قد خيّرها عليه الصّلاة والسلام بين أن تسلِم وتعتَقَ ويتزوجَ بها، وبين أن تبقى على يهوديّتها؛ فأسلمت في أواخر العامّ الخامِس للهجرةِ، وعاشت بضعَ سنين ثمّ وافتها المنية في العامّ العاشِر للهجرةِ، رضي الله عنها وأرضاها.
ماريّة القبطيّة
مارية القبطية هي الجارية الثانية، كان قد قدّمها للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم هديةً عظيم الأقباط بمصرَ؛ فبقيت في بيت النبيّ عليه الصلاة والسلام ملكاً لليمين؛ حتى حملت بإبراهيم فغدت أماً لولدٍ محرّرة، توفيت في العامّ السادس عشر للهجرةِ، رضي الله عنها وأرضاها.