نبذة رواية الغريب
نبذة عن رواية الغريب
نشرت رواية الغريب أول مرة في عام 1942م، وتقع الرواية في 159 صفحة، وهي أوَّل رواية للكاتب والمؤلف الفرنسي الجزائري ألبير كامو ، تندرج هذه الرواية تحت المذهب العبثي في الأدب، وقد ترجمت إلى حوالي 40 لغة، وهي إحدى الأسس التي عبَّر من خلالها ألبير كامو عن فلسفته العبثية .
ملخص رواية الغريب
تدور أحداث رواية الغريب حول شاب فرنسي جزائري يعيش في الجزائر، يتصف باللامبالاة الشديدة، وفيما يأتي تلخيص رواية الغريب:
وفاة والدة ميرسولت
تبدأ أحداث الرواية بوفاة والدة بطل الرواية ميرسولت، وهو موظف في إحدى الشركات، ولكنَّه رغم تلقي الخبر وهو بعيد عن منزل والدته إلا أنَّه لا يظهر مشاعر حزن أو أسى، ثمَّ يتوجه للمشاركة في مراسم الدفن، وعندما يصل يسأله الحاضرون إذا ما كان يريد أن يرى والدته فيرفض ذلك، ويجلس يدخن ويشرب القهوة أمام التابوت الذي يحتوي جثمان والدته، وعوضًا عن أن يبدي مشاعر الحزن والأسى يبدأ بالحديث عن الحاضرين وصفاتهم.
وفي اليوم التالي يعود ميرسولت إلى منزله، ويلتقي بفتاة كانت موظفة في نفس الشركة التي يعمل بها، ويذهبا معًا إلى المسبح العام، ثمَّ يتوجَّهان إلى السينما لمشاهدة فيلم كوميدي، وتنشأ بينهما علاقة عاطفية منذ ذلك اليوم، على الرغم من أنه لم يمر على وفاة والدته إلا يوم واحد.
ورطة ميرسولت مع جاره
يوافق ميرسولت على مساعدة جاره ريموند في الانتقام من عشيقته، إذ تنتابه شكوك في أنها تخونه، فيكتب له ميرسولت رسالة إلى صديقته يدعوها فيها لزيارته، ولكن ريموند يبصق في وجهها عندما تأتي إليه انتقامًا لكرامته، ولم يجد ميرسولت سببًا يمنعه من مساعدة جاره، على حساب مشاعر عشيقته الأمازيغيّة .
وقد نجحت خطة رسالة ميرسولت، ولكن الفتاة صفعت ريموند بعد أن طردها، فردَ عليها الصفعة وانهال ضربًا عليها، فاعتقل من قبل الشرطة، واقتيدَ إلى المحكمة، وشهد معه صديقه ميرسولت وسانده، فخرج من المحكمة بعد التعهد، لكنَّ شقيق الفتاة وأصدقاؤه قاموا بتعقب ريموند من أجل الانتقام منه، لتصل الأمور إلى مرحلة خطيرة في عطلة نهاية الأسبوع.
ارتكاب الجريمة
وجَّه ريموند دعوة إلى ميرسولت وصديقته ماريا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في بيت على الشاطئ لأحد الأصدقاء، ولكن شقيق عشيقته وأصدقاؤه كانوا ينتظرونه في ذلك المكان على الشاطئ، وبدأ الشجار فيما بينهم، وتلقى ريموند طعنة بالسكين، عند ذلك عاد ميرسولت إلى البيت على الشاطئ وأخذ معه مسدس ريموند الذي كان قد أحضره معه ليحمي نفسه من أي خطر.
ولكنه وفي لحظة حرجة يواجه شقيق الفتاة ومن دون حذر يطلق الرصاص عليه، وذلك بعد أن أشار إليه بالسكين، ولكنَّ ميرسولت لم يتوقف بل أطلق عليه عدة طلقات حتى سقط ميتًا، ولم يبرر جريمته تلك، كما أنَّ مشاعره تجاهها كانت مليئة باللامبالاة، ولم يكترث إلا لأشعة الشمس الحارقة.
نهاية رواية الغريب
يدخل ميرسولت إلى السجن، ويقضي أيامًا طويلة في السجن والمحاكمات، ويتحدث عن كل ذلك بلامبالاة واضحة، ويوصف أنَّه وحش لأنه لا يشعر بالندم على أفعاله كما أنه لا يجد معنى لأي شيء، ويحكم على ميرسولت بالإعدام، ورغم ذلك يرفض دعوة القسيس للعودة إلى الرب لأنه يرى أنَّه لا فائدة من ذلك.
اقتباسات من رواية الغريب
تتضمَّن روايات ألبير كامو الكثير من العبارات الفلسفية، ويمكن معرفة أجواء وأسلوب الرواية من خلال بعض الاقتباسات ، وفيما يأتي بعض منها:
- "الجميع يعرفون أنَّ الحياة ليست جديرة بأن تعاش، ولم أكن أجهل في الحقيقة أنَّ الموت في الثلاثين أو في السبعين سيَّان".
- "عشت بهذه الطريقة، وكان بالإمكان أن أعيش بطريقة أخرى، قمت بهذا ولم أقم بذاك، لم أفعل أشياء في حين فعلت أخرى، وماذا بعد؟ كأنِّي انتظرت طيلة عمري كي أبلغ تلك الدقيقة، ذاك الفجر الذي سأنال فيه جزائي، لا شيء كان ذا أهمية وكنت أعلم جيدًا لماذا".
- "ماذا يهم؟ ما فائدة الحب ، الصداقة؟ ماذا لَو مُتّ؟ هل سآتي إلى هذه الدنيا من جديد كأبلهٍ آخر؟ أم أن خبراتي ستظل قائمة لِيستفيد منها جديدي؟".
- "في ذلك الليل الذي يفيض بالنجوم أحسست للمرة الأولى برقة وعذوبة اللامبالاة، وأحسست أنني كنت سعيدًا في يوم من الأيام ولا زلت حتى الآن".