موضوعات علوم القرآن
التفسير
هو العلم الذي يتم فيه بيان معاني الآيات ومقاصدها، وما أُشكل فهمه منها، وهو أساس علوم القرآن كلها، وأول ما ظهر من علوم القرآن هو علم التفسير ، أما المفسر الأول للقرآن الكريم هو النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ الذي كان يتنزل عليه فيبينه للناس، قال -تعالى-: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم).
وكان تفسير النبي -صلى الله عليه وسلم-، فيما يحتاجه الناس في زمانهم، فلم يرد أنه -صلى الله عليه وسلم-، فسر القرآن كاملًا؛ آية بآية؛ لأن الصحابة والمسلمين في ذلك الزمان كانوا يُعرفون بالفصاحة والبلاغة، فكثير من الآيات كانوا يفهمون معناها دون تفسير.
ولتفسير القرآن الكريم أنواع بينها العلماء ومنها:
- التفسير بالمأثور .
- التفسير بالرأي.
- التفسير الإشاري.
- التفسير الموضوعي.
ولهذه الأنواع مناهج مختلفة بالتفسير، وهذا يساعد الناس في فهم الآيات القرآنية وتدبرها، وفهم الخطاب الشرعي الإلهي، ومعرفة الأحكام الشرعية، ومن أشهر الكتب التي اختصت بعلم التفسير: تفسير الطبري، وتفسير الكشاف للزمخشري، وتفسير القرآن الكريم لابن كثير، وتفسير الجلالين للإمامين جلال الدين المحلي، وجلال الدين السيوطي، وغير ذلك من الكتب.
أسباب النزول لآيات القرآن الكريم
هو العلم الذي يختص ببيان كل ما يتعلق بنزول الآيات القرآنية، وما اتصل بها من القضايا والحوادث؛ سواء أكانت قضايا لها علاقة بالمكان أو بالزمان، أو لبيان حكم أثناء وقوعه، والعلم ب أسباب النزول له فوائد:
- يعين على فهم الآيات وإزالة الإشكال عنها.
- معرفة الحكمة من الآيات والتشريعات التي أنزلها الله في كتابه، فيزداد المؤمن بذلك إيمانًا وبصيرة.
- معرفة الأشخاص الذين نزلت فيهم بعض الآيات القرآنية، وإزالة الإبهام عنهم؛ فينسب بذلك الفضل لأهله، وتنفى التهمة عن البريء، ويزال الخلاف بين الناس.
أما عن أشهر الكتب التي اختصت بأسباب النزول، فمنها: كتاب العجاب في بيان الأسباب لشهاب الدين أحمد بن علي، وكتاب لباب النقول في أسباب النزول للسيوطي، وأسرار ترتيب القرآن له أيضًا.
الرسم القرآني
هو العلم الذي يختص ببيان قواعد الرسم القرآني في كتابة الآيات، وطرقه وأصوله؛ فقد حرص الصحابة على كتابة المصحف بطريقة تمنع من يتلو النص القرآني من الوقوع بالخطأ في القراءة، وطريقة الرسم المعتمدة هي على الرسم العثماني ؛ نسبة إلى الصحابي عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وهي طريقة ارتضاها عثمان بن عفان -رضي الله عنه- في كتابة كلمات القرآن وحروفه.
وعلى مر العصور اعتنى العلماء برسم المصحف، ووضعوا مؤلفات خاصة بهذا العلم، من أهمها:
- المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار؛ لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني الذي توفي سنة (444هـ)، وحققه الأستاذ محمد أحمد دهمان.
- الجامع لما يحتاج إليه من رسم المصحف؛ لابن وثيق الأندلسي الذي توفي سنة (654هـ)، ومن تحقيق د. غانم قدوري الحمد.
- البديع في معرفة ما رسم من مصحف عثمان بن عفان -رضي الله عنه؛ لأبي عبد الله محمد بن يوسف بن معاذ الجهني الذي توفي سنة (442هـ) تقريبًا، ومن تحقيق د. غانم قدوري الحمد.
- عنوان الدليل في مرسوم خط التنزيل؛ لأبي العباس أحمد بن البناء المراكشي الذي توفي سنة (721هـ)، وحققته د. هند شلبي.
- مورد الظمآن في رسم وضبط القرآن؛ لأبي عبد الله محمد بن محمد الشريسي الشهير بالخراز الذي توفي سنة 718هـ.
علم المناسبات
هو العلم الذي يختص بمعرفة المعاني والروابط بين الآيات بعضها ببعض، وبين السور بعضها ببعض، ومن فوائد هذه العلم: بيان الحكمة من ترتيب السور والآيات على الوجه التي هي عليه؛ فقد قال الإمام الرازي في علم المناسبات: "علم عظيم، أودعت فيه أكثر لطائف علل وحكم ترتيب الآيات والسور".
ومن أبرز المؤلفات في هذا العلم ما يأتي:
- كتاب نظم الدرر في تناسب الآيات والسور؛ لبرهان الدين البقاعي.
- كتاب تناسق الدرر في الآيات والسور؛ للسيوطي .
- كتاب قطف الأزهار في كشف الأسرار؛ أيضًا للسيوطي.
وعلم المناسبات يبحث في أوجه مختلفة، منها:
- أوجه التناسب بين أول السورة وآخرها.
- المناسبة بين ترتيب الآيات وتعلقها ببعضها.
- مناسبة أسماء السور لها.
- المناسبة بين نهاية السور ومطلع السورة التي تليها، وغير ذلك من الأوجه المختلفة التي بحث بها العلماء.