موضوع عن الأمان في الحافلة المدرسية
المقدمة: حافلة المدرسة درب وذكريات
لا أدري ماذا أقول عن تلك الذكريات التي لن أنساها ما حييت، عندما كنت أنطلق في حافلة المدرسة من بيتي الأول صوب بيتي الثاني وهي مدرستي الغالية على قلبي، والتي كنت التقي رفاقي فيها، بعدما نسير في دربٍ طويل صوب مدرستنا التي نقضي فيها ساعاتٍ طِوال من التعلم والمرح.
ولا أنسى ذكرياتي الجميلة ما بين ضحك وسرور، ودوار ونُعاس في حافلة المدرسة، كما أنني لا أنسى ابتسامة معلمتنا الحنونة رهام، التي كانت كلما شعر أحد الطلبة الصغار بالقلق أجلسته بجانبها، وهدأت من روعه وحكت له القصص حتى وصولنا للمنزل.
العرض: طريقنا طريق السلامة
لا أنسى العم بسام سائق الحافلة ذلك الرجل الطيب الذي يخشى علينا تمامًا كما يخشى الوالد على أبنائه الصغار كل تلك الذكريات لا تبرح تفارق مخيلتي التي تعجُّ بالذكريات الجميلة، كان العم بسام سائق حافلةٍ ماهر إذ لم نكن نخشى الركوب خلفه أبدًا؛ بسبب قيادته الهادئة والحكيمة.
كما كان يوصينا دائمًا أن نلزم مقاعدنا وأن يجلس كل واحدٍ منا في المكان المخصص له وأن لا نتشاجر أو نقف أثناء مشي الحافلة أو نلقي القمامة من نوافذ الحافلة أو حتى نلوح بأيدينا للمارة، وكان يشرح لنا أن في ذلك خطورة كبيرة على حياتنا وحياة الآخرين.
أذكر في أيام الشتاء والبرد القارص بينما كنت ألبس ملابسي وأجهز نفسي لركوب الحافلة كي أنطلق للمدرسة، كانت أمي تخرج معي لتنتظر الحافلة على ناصية الطريق كي تمسك يدي وتضمن وصول الحافلة وركوبي فيها.
وفي مرة من المرات وقد كان ينهمر المطر وصل العم بسام في حافلته الكبيرة ونزل منها واتجه ناحية أمي وعاتبها على وقوفها بهذا الشكل في الشارع وأنه ينبغي عليها تجنب المطر والبرد في الأيام القادمة، كي لا تمرض أو أمرض أنا فوافقت ولكنها قالت له وكيف سنعلم بقدومك؟ فأخبرها أنه في الأيام الماطرة سيقترب من المنزل أكثر ويطلق زامور الحافلة لمرتين أو ثلاثة حتى تسمع الصوت وتخرج لتوصلني وافقت أمي وشكرت العم بسام وركبت الحافلة.
استقبلتني المعلمة بابتسامةٍ دافئة وساعدتني في خلع المعطف ووضعته جانبًا كي لا أصاب بالبرد، وعندما جلست في مقعدي وجدت الحافلة دافئةً جدًا والشبابيك مغلقة، سألت معلمتي بحماس من أين يأتي كل هذا الدفء فضحكت وأخبرتني أنّ العم بسام قام بتشغيل خيار التدفئة لينطلق من الفتحات هواء ساخن يجعل الحافلة أكثر دفئًا وراحة.
سُعدت بذلك كثيرًا وحمدت الله على تلك النِعم الكثيرة وهذا التطور الذي جعلنا نشعر بالدفء حتى ونحن ذاهبون للمدرسة فنشعر بالسعادة ونحب المدرسة أكثر ونشتاق لها حتى في أيام البرد الشديد.
في يوم من أيام فصل الربيع الدافئة قررت المدرسة إطلاق رحلة نحو إحدى المناطق الطبيعية التي تمتلئ بالمياه الصافية العذبة والحيوانات الأليفة والأشجار، فسجلنا في الرحلة المدرسية وبدأنا تجهيز الأغراض عندما اقترب موعد الرحلة.
وفي صباح يوم الرحلة جاءت الحافلة لتقلنا من باب المنزل أنا وباقي الطلبة المسجلين في الرحلة، وعندما وصلنا المدرسة انتظارًا لبقية الطلاب بدأ العم بسام إعطائنا نصائح السلامة التي حفظناها عن ظهر قلب لشدة تكرارها، وبعد تجمع كل الطلاب ركبنا الحافلة واتجهنا صوب المكان، وانتبهت إلى أن العم بسام كان يقود الحافلة في الشوارع الآمنة ويتجنب الطرق الوعرة التي قد تهدد سلامتنا، وتعرضنا للخطر، ما أجملك يا عم بسام وما أرق قلبك!
الخاتمة: أطفالنا بأمان
قالت أمي لأبي ذات مرة لا تقلق على الأولاد، فأطفالنا بأمان بإذن الله تعالى مع ذلك السائق اللطيف؛ فهو يقود الحافلة بكل هدوء في الطرقات ويتبع كافة تعليمات السلامة والأمان، ويلتزم بإشارات المرور ويتجنب الأزمات، ويسلك الطرق الآمنة المعبدة. بينما كانت أمي تسرد كل ذلك الكلام على أبي قفزت من مكاني هاتفًا أن كل ما قالته أمي صحيح حتى أنني يا أبتي أحفظ كافة تعاليم السلامة عن ظهر قلب، سُرّ أبي كثيرًا وقال لي أخبرني يا بني ماذا علمك العم بسام، فأخبرت أبي بأشياء جعلته يشعر بالانبهار والسعادة الغامرة، ثم التفت إلى أمي وقال لها نعم صحيح أطفالنا بأمان.