موضوع تعبير عن يوم اليتيم
يوم اليتيم
في أوّل جمعةٍ من شهر نيسان من كلّ عام يحتفل العالم بيوم اليتيم؛ حيث خُصص هذا اليوم في عددٍ من الدول للفت نظر المجتمعات للاهتمام بالأيتام ورعايتهم، فاليتيم هو أولى الناس بالرعاية والحماية، وقد أوصى الله سبحانه وتعالى عباده بالعطف على الأيتام ورعايتهم، وعدم ظلمهم وتجنّب التعدّي على حقوقهم أو نهرهم، حيث يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ) {الضحى:9}، وفي هذه الآية الكريمة إشارةٌ واضحةٌ إلى ضرورة عدم قهر اليتيم أو إيقاع الظّلم عليه.
جاءت فكرة الاحتفال بيوم اليتيم، كفكرةٍ إنسانيةٍ عظيمةٍ، فتخصيص يومٍ لليتيم وإشعاره بالاهتمام يعدّ من أرقى الأعمال التي تستوجب الرعاية والاستمرار، وقد نُفّذت هذه الفكرة ودُعمت من قبل جمعية الأورمان الخيريّة، التي مقرّها العاصمة المصرية القاهرة، حيث أُعلن لأول مرةٍ عن يوم اليتيم في عام ألفين وأربعة؛ حيث خُصّص هذا اليوم للترفيه عن الأيتام، وإشعارهم بأنّهم محطّ رعاية المجتمع والناس، لتخفيف جزءٍ صغيرٍ من شعورهم بالفقد والوحدة على وفاة الأب أو الأم، وفي أوّل احتفالٍ أُقيم بهذه المناسبة تمّ الاحتفال بحوالي خمسة آلاف يتيم؛ حيث حضر هذا الاحتفال عددٌ من كبار الشخصيات.
على الرغم من تخصيص يومٍ للاحتفال باليتيم، إلا أنّ واجب رعاية الأيتام وحمايتهم وتحسين ظروف معيشتهم لا يقتصر على يومٍ واحدٍ فقط، بل يجب أن تظلّ هذه الجهود متواصلةً حتّى يبلغ اليتيم سنّ الرشد، ويعتمد على نفسه، كي لا يشعر بالنقص أبداً، خصوصاً النقص العاطفيّ، ونقص المشاعر والحنان الناتج عن اليتم.
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام :(أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشارة للسبابة والوسطى وفرج بينهما)، فقد وعد الله ورسوله كافل اليتيم بالجنة، بجوار سيد الخلق محمد -عليه الصلاة والسلام-، حتى أنّ المسحة على رأس اليتيمِ تعدّ سبباً لكسب الحسنات الكثيرة، وبابٌ من أبواب الأجر، وسببٌ لدخول الجنة، والفوز برضى الله سبحانه وتعالى.
تتعدّد صور الإحسان إلى اليتيم، منها: التربية، والتعليم، والتعزيز في المجتمع، وتقديم النصح والإرشاد له، والإمساك بيده لتخطّي مصاعب الحياة وقساوتها، فاليتيم الذي يفقد أحد أبويه أو كليهما يشعر بكسرٍ في قلبه، ويحتاج إلى من يجبر هذا الكسر، ويفتقد للحنان والحب، وتقع المسؤولية على كلّ من حوله؛ لتعويض هذا النقص الكبير، ومحاولة سدّ ولو جزءٍ صغيرٍ من هذا الفراغ.
على الرغم من أنّ مرارة اليتم لا يمكن أن تزول، إلا أنّ الاحتفال بيوم اليتيم يُعتبر خطوةً رائعةً تفتح الآفاق لتقديم الرعاية للأيتام وكفالتهم بشكلٍ منظم، ودون جرح مشاعرهم أو استفزازها.