موضوع تعبير عن النجاة من حادث سير
معاينة الحادث الأليم
كان ذلك اليوم أليمًا للغاية حينما كنتُ خارجًا من المنزل وأنا عازم على الذهاب إلى المنتزه الموجود في الحي، ركبت دراجتي النارية ، وبدأت أتمايل مع الرياح وأعاركها فقد كانت تضرب وجهي مثل أمواج غاضبة في عرض البحر. كنت أسير بسرعة عالية لأنّي لا أحب عادةً التأخر عن مواعيدي، وأصدقائي ينتظروني في المنتزه منذ سبعة دقائق وعشرين ثانية، وهذا ما لا أحبه أن يحدث أبدًا، لكن الذي حصل كان أسوأ من الانتظار فلم أرَ نفسي إلا وأنا أطير في السماء وكل شيء تحتي الآن يبدو صغيرًا جدًّا.
نجوت من الموت بمعجزة!
كان ذلك الموقف أليمًا جدًّا، أنا الآن أبعد عن الأرض فوق العشرة أمتار، للحظة ما تراءت أمي أمام عيني، ترى كيف ستتلقى خبر موت ابنها، أجزم أنّها ستكون مأساةً حقيقيةً فأنا ما زلت في الخامسة عشر من عمري، وهي متعلقة بي إلى حدٍّ كبير. كل تلك الأفكار صارت تدور في ذهني مثل عاصفة تُريد أن تفتك بكل شيء بي، لم أشأ أن أُحزن أمي يومًا لكن ذلك ما حدث، ربما حدث رغمًا عني وربما كنت سببًا فيه، لكني لم أشأ يومًا إحزان قلب أمي وعائلتي وإخوتي. لم أسمع سوى صوت عويل وصراخ ورجال يتراكضون ليقولوا أحضروا القماش الكبير أحضروه لا يجب أن يتركه يصل إلى الأرض في لحظة ما وُضع ذلك القماش تحتي، كان قماشًا مطاطيًا منعني من الارتطام بالأرض إلا من بعض الآلام الخفيفة التي واجهتها جرّاء اصطدامي العنيف به، لكني أجزم أنّ ذلك أفضل من الموت الذي كنت أمامه وجهًا لوجه. أخذوني إلى المستشفى وتعرّضت لفحص دقيق لكنّي أحمد الله تعالى أنّي لم أُصب بأيّ أذى، لقد فرحتُ جدًّا لأنّ هناك فرصةً جديدةً لأن أعيش مع أهلي وعائلتي وأمنحهم الحب ويمنحوني الدفء الذي لا أتمنى أن أحرمه وأنا ما زلت في هذه السن الصغيرة. كانت الحياة قد عزمت على إهدائي فرصةً جديدةً لأصحّح أخطائي التي مررت بها، لأنّ ذلك الولد المطيع الذي لن يُسرع على دراجته، ولن يهدي قلب أمه أحزانًا ولن يكون لها سوى ابنًا بارًا طائعًا سعيدًا بحبها.نصيحتي للسائقين
أخيرًا وقفت أمام باب المستشفى وأنا خارج منها، حمدت الله كثيرًا أني لم أخرج منها بالثوب الأبيض ليُصلى علي، إنّ أمي لا تحتمل ذلك وأنا لا أريد فراقها، ولكني الآن أوجه نصيحتي لكل السائقين المتهورين؛ تقيدوا ب قواعد المرور ، إنّكم تعرضون حياتكم وحياة غيركم لأخطار جسيمة.
أحمد الله أنّ صاحب السيارة التي ارتطمت بها لم يُصب بأذى، وأنا لن أُعاود فعلتي تلك أبدًا، نعم لقد عاينت حقيقة أنّ في العجلة الندامة، وفي التروي السلامة، كانت سلامةً حقيقيةً من موت محتم لا أريد أن أراه الآن، فالحمد لله على نعمة الحياة.