موضوع تعبير عن الإنترنت
الإنترنت نافذة العالم المعرفيّة
أحدثَ الإنترنت ثورةً هائلةً في عالم المعرفة والثقافة وانتشار المعلومات والاتصال؛ إذ سهّل طرق ال اتصالات بشكلٍ لا يُصدق، وأصبح العالم بفضله قريةً صغيرةً، ومن الإمكان إرسال الرسائل واستقبالها خلال ثوانٍ معدودة، ممّا أتاح فتح الكثير من نوافذ العالم المعرفية على بعضها، وأصبح التعارف أسهل بكثير ممّا كان عليه في السابق، وزاد اطلّاع الناس على ثقافات الشعوب الأخرى .
الإنترنت سلاحٌ ذو حدّين
الإنترنت عالمٌ مفتوح يحوي معلوماتٍ لا حصر لها، خاصةً بعد اختراع وسائل التواصل الاجتماعي الكثيرة، فهو من أعظم الاختراعات في تاريخ البشرية، ورغم فوائده الكثيرة والتي لا حصر لها، إلّا أنّه سلاحٌ ذو حدّين، إذ يُمكن أن يكون له فوائد، وفي الوقت نفسه من الممكن أن تتحول هذه الفوائد إلى أضرار إذا أُسيء استخدامه، فمن أهم فوائده أنّه سهّل حياة الناس من جميع النواحي، وخاصةً بمجال البحث عن المعلومات.
كما أنّه زاد في ثقافة الناس وانفتاح الفكر لديهم، وهذا أيضًا سهّلَ نشر المعلومات بمختلف أنواعها ومشاركتها مع جميع الناس حول العالم، وقد أسهم الإنترنت في مختلف مجالات الحياة، وأظهر العديد من المواهب وسهّل اكتشافها، وأسهم في علاج العديد من الأمراض؛ إذ أصبحت العمليات الجراحية تُجرى بتوجيهات يتلقاها الأطباء من بعضهم عن بعد، وأسهم في تنظيم حياة الناس وزيادة الوعي لديهم.
لكن في الوقت نفسه تسبّب في انتشار الإشاعات، خاصةً أنّ نشر هذه الأكاذيب أمر سهل للغاية في ظلّ غياب الرقابة على معظم وسائل التواصل الاجتماعي، ما تسبّب بشكلٍ كبير في تردّي الأخلاق لدى البعض؛ بسبب انجرافهم في علاقات غير صحيحة والتواصل مع أشخاص غرباء وسط غياب رقابة الأهل، وساهم الإنترنت بتقليل الخصوصية؛ لأنّ الناس أصبحوا ينشرون كلّ ما يخصهم أمام بعضهم.
كما أصبح الإنترنت يستهلك الوقت الأكبر في حياة الناس، خاصةً أنّهم يقضون معظم وقتهم في الحديث من خلال وسائل الاتصال المجانية التي وفّرها الإنترنت، وتسبّب ذلك في زيادة الكسل والعزلة الاجتماعية لدى البعض، خاصةً لأولئك الذين يقضون معظم وقتهم وهُم يتحدثون مع أشخاص افتراضيين لا يعرفونهم على الواقع، وهذا قلل من التواصل الفعلي بين الناس.
الإنترنت مسؤوليّة أخلاقيّة
الإنترنت مثله مثل باقي الاختراعات في العالم، له الكثير من الفوائد وبعض الأضرار، لكن بالتأكيد فإنّ فوائده تتفوق على أضراره، ويُمكن تقليل الأضرار إلى أقل ما يُمكن بتشديد الرقابة وتقنين عملية استخدامه، وخاصةً وسائل التواصل الاجتماعي التي تعتمد بشكلٍ كلّي على شبكة الإنترنت، والعمل على استحداث تقنيات تنقح المحتوى المنشور على شبكة الإنترنت.
بالإضافة إلى نشر معلومات صحيحة ومفيدة يُمكن العثور عليها من خلال محركات البحث ، وتشديد الرقابة على الأعمار الصغيرة التي تستخدم الإنترنت، وزيادة الوعي لديهم حتى لا ينجرفوا في أيّ شيء يُمكن أن يُسبّب لهم الضرر أو الاستغلال أو الابتزاز من خلال هذه الشبكة التي غيّرت وجه العالم والاتصالات.
إنّ هذه الشبكة العملاقة أصبحت جزءًا أساسيًّا في الحياة وذات أهمية كبرى لا يُمكن الاستغناء عنها، فالعالم بدون الإنترنت عالمٌ منغلقٌ على نفسه كثيرًا، ولا يتماشى مع متطلبات العصر، وأصبح هناك الكثير من الأشخاص المدمنين عليه، لذلك يجب أن يكون هناك وعي عند استخدامه، بالإضافة إلى تحديد ساعات معينة، ويُمكن التواصل مع أخصائي نفسي لهذا الغرض.
إنّ استخدام شبكة الإنترنت بهذا الشكل الواسع يُحتّم حمل المسؤولية الأخلاقية، حيث يكون كلّ شخصٍ يستخدم هذه الشبكة رقيبًا على نفسه وأهل بيته حتى لا يقع بالأخطاء ولا يتعرّض للابتزاز، وعليه تجنُّب نشر الإشاعات والأكاذيب والمعلومات المضللة، وعدم تعريض الآخرين للابتزاز أو الاستغلال، والحفاظ على خصوصية الآخرين وعدم محاولة اختر اق معلوماتهم ومحاولة استغلال شبكة الإنترنت بالشكل الأمثل.
الإنترنت أكبر مكتبة في العالم
في الختام، اليوم أتاح الإنترنت الكثير من المعلومات مجانيًا، فأصبح التعلم سهلًا، لذلك فإنّ الإنترنت يُمثل ثورةً في عالم تكنولوجيا المعلومات ، فهو الطريقة المثلى لتبادل المعلومات وتسهيل عملية التواصل، وعليه من المهم استخدامه بطريقة تجلب المنفعة وليس الضرر.