موضوع تعبير عن الألوان
المقدمة: الألوان سر الطبيعة الخلابة
الألوان من نعم الله العظيمة التي أنعمها على عباده، لأنّها سرّ الطبيعة الخَلّابة التي تتزين بهذه الألوان وتدرجاتها الجميلة، وتجعل منها منظرًا رائعًا ليس له مثيل، فلو كانت الطبيعة بالأبيض والأسود فقط لكان مظهرها مُملًّا للعين؛ لهذا فإنّ سرّ جمال الطبيعة يكمن في ألوانها الكثيرة، فالأزرق الذي يُلوّن السماء يوحي بالهدوء والجمال، والأخضر الذي يلوّن الأشجار والنباتات والسهول والوديان يُعطي شعورًا بالأمل، إضافةً إلى الألوان الكثيرة التي تبتهج بها الكثير من الزهور والثمار والطيور والحيوانات المختلفة.
العرض: الألوان سحر مبهج ورونق مبهر
الألوان سحرٌ رائع مُبهجٌ وفَرَح دائم؛ إذ نشعر ونحن نتمعن سحر الألوان بأنّنا نرى مهرجًا للفرح والحياة، فالألوان رونق مُبهر يأخذ العقول ويسحر القلوب، ويظهر هذا جيدًا في تدرجات الألوان الكثيرة وهي ترتسم في ملامح الطبيعة مِن حولنا.
البحر الأزرق بتدرجاته التي تظهر مختلفةً مع اختلاف عمق الماء، والأسماك الملونة ذات المنظر المبهر للعين كلّها تأخذنا إلى عالمٍ مُطرز بالفرح، وكأنّ الألوان أيقونة الجمال الدائم للحياة.
يصف الأدباء والشعراء الدنيا التي لا ألوان فيها بأنّها ميتة تخلو من الحياة، وربّما لهذا السبب ارتبط الفرح بالزركشات الملونة، وارتبط الحزن بلونٍ واحد هو الأسود؛ لهذا لا بدّ أن تأخذ الألوان حقها من الوصف والجمال كي نغوص في عالمها الذي يُخفي الكثير من الأسرار.
أثبت علم نفس الألوان تأثير الألوان في روح الإنسان ، فالأحمر مثلًا يبعث على الدفء ويزيد من دقات القلب، وهو لونٌ للتعبير عن الحب؛ لهذا يبعث على الشعور بالرومانسية الدائمة.
لكلّ لونٍ سحرٌ خاص به، فاللون الأبيض مثلًا يرمز للنقاء وصفاء القلوب، وهو رمز الصداقة الحقيقة الخالية من المصالح، أمّا اللون الأزرق فهو رمز الهدوء والأخوّة، وكل مَن يُحب هذا اللون يتميز بشخصية هادئة، أمّا اللون الأسود فعلى الرغم من ارتباطه بالحزن لدى البعض، إلّا أنّه من الألوان الرائعة التي تُضفي سحرًا على مَن يرتديه.
هذا ينطبق على جميع الألوان، فالألوان لها قدرة خاصة في تغيير تفكيرنا ومَنحنا شعورًا مختلفًا، وكأنّها تتكلم بلسانٍ غريب لا يفهمه إلا منْ يُحبّ اللون ويميل له.
المُدهش في عالم الألوان أنّ مصدرها الطبيعة، وانسجامها مع بعضها بعضًا وتناسقها وترتيبها يأتي أيضًا من الطبيعة، ويظهر هذا جليًا في طريقة تناسق ألوان الزهور والثمار وألوان الطيور والحيوانات، وفي تدرج الألوان الذي تظهر بها الثمار.
لهذا؛ فإنّنا عندما نريد أنْ نُنسق ألوانًا مُعينةً معًا، نلجأ للطبيعة الخلابة الغنية بهذه الألوان، ونأخذ نفْس ترتيبها، وليس عبثًا أنّ هناك ألوانًا باردةً تُوحي بالبُرود والهدوء، وألوانًا دافئة تمنحنا إحساسًا بالدفء والحماس، فالألوان لها وظيفتها الخاصة التي تقوم بها.
إنّ وظيفة الألوان لا تتوقف على كونها تُستخدم في إضفاء البهجة على الأماكن، بل هي مُعبّرة عن أشياء كثيرة، ونستخدمها في إيصال العديد من الرسائل للآخرين، فعندما نضع اللون الأحمر في إشارات المرور أو في جرس الإنذار، فهذا يعني أنّنا نريد التصرف السريع المُرتبط بالخطورة العالية.
وعندما ترتدي العروس اللون الأبيض النّاصع فهذا يعني أنّها ستبدأ حياتها الجديدة بالكثير من النقاء والبياض، فمهما كان ذوق الناس مختلفًا في اختيار الألوان وتنسيقها، لا يمكن اعتبار لون أنّه أهم من الآخر.
الألوان على اختلافها تُمثل حالةً خاصةً ونوعيةً لكلّ شخصٍ فينا، فنحن نُحبّ لونًا معينًا لأنّه يجعلنا نشعر بإحساس ما، وهذا بحدّ ذاته من النعم العظيمة التي تُجدد فينا الإلهام والشغف والحماس، فالألوان عالمٌ من التجدد الذي لا يعرف الملل أبدًا، وإنما يُضفي لمسة رائعة إلى الحياة.
الخاتمة: الألوان نعمة الخالق
في الختام، لا بدّ من تقديم عظيم الشكر والحمد لله تعالى على نعمه الكثيرة ومنها نعمة الألوان، فالألوان هي نعمة من نعم الخالق على عباده؛ لأنّها تُضفي على كلّ شيء أناقةً لا تنطفئ، كما تبث في القلب الكثير من الشغف والحياة لأنّها سر الحياة، ودونها تبدو الحياة مُملةً خاليةً من أيّة إضافات جميلة؛ لهذا فإنّ لكلّ لون أثرٌ رائع في النفس لا يمكن أنْ يُعوضه لونٌ آخر؛ لهذا يرتدي الناس الألوان ويجعلونها في مختلف تفاصيل حياتهم كي يكسروا حدّة الملل، ويجعلوا حياتهم مبهجةً وجميلةً ورائعةً ومُزيّنةً.