موضوع تعبير عن أهمية الماء
المقدمة: الماءُ سرّ الكوكب الأزرق
الماء هو سرّ الحياة، وهو الأساس في الحياة على كوكب الأرض، ولولا وجوده لكانت الأرض مجرد كوكب ميّت لا يمكن لأي كائن حيّ البقاء فيه، ومن عظيم لطف الله أن جعل ثلاثة أرباع سطح الكرة الأرضية ماء، لهذا فإنّ كوكب الأرض كوكب أزرق بامتياز، والماء فيه ليس مجرّد ماءٍ عذب مُخصّص للشرب، بل تتنوع فيه أنواعه وأشكال وجوده، فمنه الماء العذب ومنه المالح ومنه المالح شديد الملوحة، والماء في البحار والمحيطات يختزن في أعماقه حياة كاملة، لهذا هو عنصرٌ أساسي في بيئة الأرض.
العرض: الماءُ عصبُ الحياة وروحُ الطبيعة
يقول تعالى في محكم التنزيل: {وَجَعَلْنَاْ مِنَ المَاْءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاْ يُؤْمِنُوْنَ} فالماء هو عصب الحياة ولولا وجوده ما استمرّت الحياة أبدًا، فهو سرّ البقاء لجميع الكائنات الحية بلا استثناء، وغيابه ولو لفترة قصيرة يُسبّب لها الجفاف والموت، خاصة أنّ الماء يكوّن أكثر من 70% من جسم الإنسان، وأيّ نقص في الشرب سيُسبّب له الأمراض.
وفي الوقت نفسه فإنّ الماء يُشكل وسطًا لعيش الكثير من الكائنات الحية البحرية والنهرية مثل: الأسماك والحيتان والقواقع البحرية وغيرها ومن الحيوانات التي تعيش في البحار والمحيطات والأنهار، لهذا فإنّ الماء جزءٌ حيوي من الطبيعة، وغيابه يعني الموت والدمار، فنقصان الماء يُعدّ كارثة حقيقية لا يقوى عليها أحد.
ورد ذكر الماء في العديد من آيات القرآن الكريم، وقد ذكر الله تعالى أنّه جعل من الماء كلّ شيءٍ حيّ، وهذا دليلٌ قاطع على أهمية الماء في الحياة، وأهميته لا تقتصر على الشرب فقط أو أن يكون وسطًا لعيش الكثير من الكائنات الحية، بل وجوده مرتبطٌ بممارسة الكثير من الأنشطة الحيوية مثل: التنظيف والغسل، فالماء أساس الحفاظ على النظافة، كما أنّ الماء من أكثر العناصر الأساسية لدوام صحة الإنسان، فعدم شربه يُسبّب الجفاف الشديد للجسم وقد يُسبّب الوفاة.
كما أنه وسط للكثير من التفاعلات الكيميائية واستخداماته لا تُعد ولا تحصى سواء في مجال التنظيف أم الطهي أم في الوقاية من الأمراض المختلفة، كما أنّ للماء دورًا في الحفاظ على نضارة البشرة وإعطاء مظهر جمالي وحيويّ للإنسان.
للماء أهمية كبيرة في تطوير الصناعات بمختلف أنواعها، بدون الماء لا يمكن إنجاز الصناعات الإنشائية أو المعدنية أو الغذائية وفي محطات توليد الطاقة أو أي نوع آخر، لأنّ وجوده شيءٌ أساسي، وفي الوقت نفسه يلعب دورًا مهمًا في إنتاج الطاقة من خلال الطاقة المائية التي تولد الكهرباء.
إنّ الماء من الطاقة المتجددة النظيفة التي لا تُسبّب أي تلوث للبيئة، ومن فوائده أيضًا أنه يعطي مظهرًا جماليًا للطبيعة، فبفضله تُصبح الطبيعة خضراء يانعة، ويُصبح الشجر مثمرًا والأزهار تنثر عبيرها، وتصبح الأرض الجرداء خضراء، كما يمنع من حدوث التصحر في الأراضي الزراعية، ويُسهم في اتزان المناخ وتلطيف درجة حرارة الجو.
يُمكن استخدام الماء في الترفيه والألعاب أيضًا؛ إذ يوجد العديد من الرياضات المائية مثل التزلج على الماء ورياضة الغوص، كما يُستخدم في النقل باستخدام السفن والبواخر والقوارب سواء في نقل البضائع أم نقل الأشخاص، والماء يُشكل مصدرًا للثروات المعدنية والمجوهرات، إذ يتم استخراج الكثير من الحلي منه مثل اللؤلؤ والمرجان.
وفي الوقت نفسه فإنّ رؤية الماء في البحار والمحيطات يُعطي راحة نفسية للإنسان ويمدّه بالطاقة الإيجابية، لهذا فإنّ المناطق والدول التي يوجد بها مسطحات مائية كثيرة تُعدّ من الدول الجاذبة للسياح، وهذا بحدّ ذاته يُساعد في دعم اقتصاد الدولة، خاصة أنّ الناس يذهبون إلى الشواطئ للاستجمام والترويح عن أنفسهم والسباحة وغير ذلك.
الماء مصدرٌ للحياة والفرح في الوقت نفسه، ويظهر هذا جليًا عندما تسقط الأمطار أو يسقط الثلج فيهلل الناس فرحًا بقدومه؛ لهذا من الواجب الحفاظ على الثروة المائية من أي مصادر تلوث أو نُضوب، ومنع تلويث الماء بالأسمدة العضوية والكيميائية والمواد السائلة من المخلفات البشرية والحيوانية التي تصل إلى الماء من محطات الصرف الصحي.
وفي الوقت نفسه يجب الحفاظ على مصادر المياه الجوفية من التلوث، واستغلال الماء بالشكل الأمثل للحفاظ عليه على أكمل وجه وضمان عدم الإصابة بالجفاف سواء للإنسان أم النبات أم الحيوان، إذ إنّ العديد من الدول في الوقت الحاضر تشهد نوبات من الجفاف الشديد نتيجة الهدر في المياه وشح الأمطار، وهذا بحدّ ذاته مصدر قلق كبير في العالم.
وجود الماء هو السبب الأساسيّ لنشوء الحاضرات؛ إذ إنّ أعظم الحضارات التاريخية نشأت على ضفاف البحار والأنهار مثل: حضارة وادي النيل في مصر القديمة التي قامت على ضفاف نهر النيل واستمرت لآلاف السنين، وحضارة دجلة والفرات في العراق وسوريا، وغيرها الكثير من الحضارات التي لم تكن لتستمر لولا وجود الماء الذي يُعدّ الأساس في الحياة؛ لهذا يجب تفعيل المخالفات الشديدة على كلّ من يتسبب بهدر الماء والعبث به وتلويثه، لأنّ هذا يُعدّ تعدّيًا على حق الأجيال القادمة في الحصول على ماء عذب للشرب خاصة.
الخاتمة: الحفاظ على الماء أولويّةٌ للبقاء
الحفاظ على الماء من أهم القضايا التي تسعى الدول لإيجاد حلولٍ لها في ظلّ انتشار الجفاف والعمل على جميع الأصعدة الخاصة والحكومية كافّة، فوجود الماء مرتبط ارتباطًا مباشرًا بالحياة والبقاء، ولو حدث وانتهى وجود الماء على الأرض ستنتهي الحياة بلا شك، وكما وصفته العرب قديمًا: "الماء أهون موجود وأعزّ مفقود" وتظهر المعاناة الشديدة لدى الكثير من الدول التي تُعاني من شح الأمطار وانعدام وجود المصادر المائية مثل البحار والأنهار والينابيع، وهذا بحدّ ذاته يُشكل التحدي الأكبر بالنسبة للدول والحكومات.