مواضع حذف المبتدأ
مواضع حذف المبتدأ
الأصل في المبتدأ ألا يُحذف؛ لأنه مركز الكلام، ولأن الكلام يتمحور حوله، فهو ركن أساسيّ من أركان الجملة الاسمية ، ولكنه قد يُحذف في بعض الحالات إما وجوبًا وإما جوازًا حين يدل عليه دليل في الجملة.
حالات حذف المبتدأ جوازًا
من الحالات التي يُحذف المبتدأ فيها جوازًا ما يأتي:
- يُحذف المبتدأ جوازًا في الإجابة عن السؤال، نحو:
كيف أنت؟ والجواب: بخير، والأصل في الإجابة أن نقول: أنا بخير، ويجوز لنا أن نُجيب بالإجابتين.
2. يُحذف المبتدأ جوازًا إذا كان في الجملة ما يدل عليه نحو قوله تعالى:
{منْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ}.
فالتقدير يكون: من عمل صالحًا فعمله لنفسه ومن أساء فإساءته عليها.
فكلمة (عمله) وكلمة (إساءته) هما المبتدأ المحذوف في الجملة وخبرهما شبه الجملة من الجار والمجرور (لنفسه ) و(عليها).
حالات حذف المبتدأ وجوبًا
من الحالات التي يُحذف المبتدأ فيها وجوبًا ما يأتي:
- في النعت المقطوع إلى الرفع سواء أكان في مدح نحو:
- سلّمت على المرأةِ الكريمةُ.
أو كان في ذم نحو:
- سلّمت على المرأةِ الخبيثةُ.
أو كان في ترحم نحو: سلّمت على المرأةِ المسكينةُ.
فالأصل في (الكريمة) و(الخبيثة) و(المسكينة) أنها صفات لما قبلها مجرورة وهي (المرأة)، ولكنها قُطعت عنها فلم تعد تابعة لها، فتم رفعها بالضم على أنها خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي.
2. أن يكون خبره مخصوصًا ب المدح أو الذم في (نِعم) و(بئس) نحو:
- نِعم المعلمُ رسولُ الله.
- بئس الرجلُ سارقُ الذهب.
فالأصل في الجملة الأولى أن (رسول الله) هو المخصوص بالمدح من بين الرسل، وهو خبر لمبتدأ محذوف جوازًا تقديره هو، أي هو رسول الله.
ويجوز أن نعرب (رسول الله) مبتدأ مؤخرًا وجملة (نعم المعلم) خبر مقدم.
والأصل في الجملة الثانية أيضًا أن (سارق الذهب) هو المخصوص بالذم من بين السارقين وهو خبر لمبتدأ محذوف جوازًا تقديره هو، أي هو سارق الذهب، ويجوز أن نعرب (سارق الذهب) مبتدأ مؤخر وجملة (بئس السارق) خبر مقدم.
3. في صيغة القسم، نحو:
- في ذمتي لأقتلنّ العدوّ.
- في ذمتي لأتصدقنّ بمئة دينار.
- في ذمتي لأجتهدنّ في الاختبار.
فالتقدير في الجملة الأولى والثانية والثالثة: في ذمتي يمينٌ، وكلمة (يمينٌ) هي المبتدأ المحذوف وجوبًا وخبره (في ذمتي).
4. أن يكون المبتدأ والخبر مصدرًا ولفظًا واحدًا من فعل واحد، نحو:
- صبرٌ جميلٌ.
- صمتٌ طويلٌ.
أي (صبري صبرٌ جميلٌ) و(صمتي صمتٌ طويلٌ) والكلمتان (صبري) و(صمتي) هما المبتدأ المحذوف وجوبًا وخبرهما (صبر) و(صمت) أما (جميل) و (طويل) فهما نعت.
أمثلة على حذف المبتدأ
من الأمثلة على حذف المبتدأ جوازًا ما يأتي:
- قوله تعالى:
{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ }.
2. قوله تعالى:
{ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ ﴿١٠﴾ نَارٌ حَامِيَةٌ }
3. قوله تعالى:
{ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ ﴿٥﴾ نَارُ اللَّـهِ الْمُوقَدَةُ }
4. قوله تعالى:
{ قُل إِنَّ الَّذينَ يَفتَرونَ عَلَى اللَّـهِ الكَذِبَ لا يُفلِحونَ ﴿٦٩﴾ مَتاعٌ فِي الدُّنيا ثُمَّ إِلَينا مَرجِعُهُم }
ومن الأمثلة على حذف المبتدأ وجوبًا ما يأتي:
1. قوله تعالى:
{ فَصَبرٌ جَميلٌ وَاللَّـهُ المُستَعانُ عَلى ما تَصِفونَ }
2. قوله تعالى:
{ لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ متاعٌ قليلٌ }
3. قول الشاعر:
عجبٌ لتلك قضيةٌ وإقامتي
- فيكم على تلك القضية أعجب
4. قول الشاعر:
شكا إليّ جملي طول السرى
- صبرٌ جميل فكلانا مبتلى
5. قول الشاعر:
فنعم صديق المرء من كان عونه
- وبئس امرءًا من لا يعين على الدهر
6. قول الشاعر:
تزود صديق المرء من كان عونه
- فنعم الزاد زاد أبيك زادًا