منهج ديكارت وقواعده
تعريف المنهج عند ديكارت
المنهج عند ديكارت هو مجموعة من الخطوات الواضحة، والبينة، التي تهدف إلى الوصول إلى الحقائق اليقينيّة غير المشكوك فيها، وبذلك يبتعد المنهج عنده عن كلّ ما يمكن أن يوقع الإنسان في أيّ خطأ ممكن، وبذلك يتجاوز ديكارت المنهج الأرسطيّ، الذي أسسه أرسطو ، وساد لقرون طويلة في أوروبا.
المنهج الشكي عند ديكارت
يتميز التفكير الفلسفيّ بالمنهجية، مما يجعله بعيدًا عن العفوية، ولذلك يمر هذا المنهج بالعديد من المراحل التي يحددها الفيلسوف لفلسفته، وكان ديكارت من أهمّ فلاسفة الفلسفة الحديثة ، وأطلق عليه لقب أبو الفلسفة الحديثة؛ وذلك تقديرًا لجهوده التي بذلها في الفلسفة، ولما استحدثه من منهج جديد.
يُعرف منهج ديكارت بالشك، فما يميزه أنّه شك في الوجود كلّه، ولكن يُلاحظ أن الشك الديكارتيّ كان شكًا مؤقتًا، ولم يكن شكًا لأجل الشك، مما يعني أنّه يهدف إلى الوصول إلى المعارف الإنسانيّة بصورتها الحقيقيّة، وقد تضمن الشك عند ديكارت عدّة جوانب، وفيما يأتي توضيحها:
الشك في الحواس
شكّ ديكارت في الحواس وقدرتها على تحصيل المعرفة إلى درجة أنّه قال عنها: أنّها خادعة ومن الممكن أن تضلل الباحث عن المعرفة الحقيقية، ولذلك رفض أن تكون الحواس مصدرًا لها، فمثلًا ما يظهر لنا أن حجمه صغير عن بعد، يتضح كبر حجمه في حال اقتربنا منه، ولذلك قال إنّه لا يجب أن نعتبر للحواس مصدرًا للمعرفة.
الشك في المعرفة العقلية
يُعتبر ما قدمه ديكارت من شكوك في المعرفة العقليّة على الرغم من كونه فيلسوفًا عقلانيذًا دليلًا على مدى اتساع دائرة شكوكه، وذلك لأنّ الروابط العقليّة والفكريّة بين الأفكار قد لا تصدق، ومن الممكن أن يخلط البشر بين الأوهام، والأفكار العقليّة المحضة.
شك ديكارت في العلوم والأفكار والمركبة
تُعتبر العلوم الطبيعيّة كالفلك، والطب أكثر عرضة للشك من العلوم الرياضيّة، والهندسة، وذلك لأنّ الأفكار التي تتشكل منها العلوم الطبيعيّة هي أفكار مركبة، ولا تقوم على حسابات دقيقة، ويقينيّة، لذلك أولى ديكارت الرياضيات، والمنطق، والهندسة اهتمامًّا كبيرًا في بحوثه الفلسفيّة.
قواعد المنهج في فلسفة ديكارت
صاغ ديكارت مجموعة من القواعد التي يتوجب على أيّ باحث أن يتبعها للوصول إلى الحقيقة، وفيما يأتي ذكرها:
- قاعدة اليقين أو البداهة
يؤكد ديكارت من خلالها على ضرورة إفراغ العقل البشريّ من المعارف السابقة، وألا يتبنى إلا الأفكار الواضحة، والبسيطة، حيثُ كان الوضوح بالنسبة له هو ما يكون ماثلًا أمام الذهن، ولا يقبل الشك.
- قاعدة التحليل
يُقسم ديكارت بهذه القاعدة المشكلة التي يبحث فيها، حيثُ يكون التحليل بمستويات مختلفة حسب الحاجة، إذ يُعدّ خطوة تدعم الفكر، وتساعده على أن يكون أكثر فعاليّة.
- قاعدة التركيب والتأليف
تُفيد هذه القاعدة في بناء العناصر، وتوليفها في نسق معين، وذلك بالعودة من البسيط إلى المركب، إذ لا يقتصر التركيب على العلوم النظريّة، بل من الممكن أن يكون ماديًّا في العلوم الطبيعيّة، كالتشريح، والطب.
- قاعدة الاستقراء التام أو الإحصاء
تشمل هذه القاعدة إعادة دراسة مشكلة البحث منذ البداية، وتقديم مراجعات، والغرض منها، إكمال عملية تأسيس العلم والمعرفة .