مندوب المسلمين في صلح الحديبية
مندوب المسلمين في صلح الحديبية
كان مندوب المسلمين في صلح الحديبية الصحابي الجليل عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، فهو قرشي أموي يجتمع هو والنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في عبد مناف، وهو ثالث الخلفاء الراشدين، أرسله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى قريش ليُبيّن لهم أن نية النبي وأصحابه دخول مكة معتمرين لا مقاتلين.
قصة إرسال النبي عثمان لإخبار قريش
انطلق عثمان -رضي الله عنه- حتى مر على قريش، فقالوا: أين تريد؟ فقال: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كذا وكذا، قالوا: قد سمعنا ما تقول، فانفذ لحاجتك، وقام إليه أبان بن سعيد بن العاص، فرحب به، وأجاره وأردفه، وبلغ الرسالة، فلما فرغ عرضوا عليه أن يطوف بالبيت، لكنه رفض هذا العرض، وأبى أن يطوف حتى يطوف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واحتبست قريش عثمان بن عفان عندها وطال الاحتباس، فشاع بين المسلمين أن عثمان قتل، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لما بلغته تلك الإشاعة: (لا نبرح حتى نناجز القوم) ثم دعا أصحابه إلى البيعة ، فثاروا إليه يبايعونه على ألا يفروا، وبايعته جماعة على الموت، قال تعالى: (لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا).
مكانة عثمان بن عفان في الإسلام
للصحابي عثمان بن عفان عدا عن كونه مندوب المسلمين في صلح الحديبية مكانة عظيمة في الإسلام ومواقف مهمة، يمكن تلخيص بعضها في النقاط الآتية:
- من أوائل من أسلم من الرجال في مكة.
- يقال لعثمان - رضي الله عنه -: (ذو النورين) لأنه تزوج رقية، و أم كلثوم ، ابنتيَّ النبي صلى اللَّه عليه وسلم، ولا يعرف أحد تزوج بابنتيَّ نبي غيره.
- شديد الحياء، فقد روت السيدة عائشة فقالت: (كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- مُضْطَجِعًا في بَيْتِي، كَاشِفًا عن فَخِذَيْهِ، أَوْ سَاقَيْهِ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فأذِنَ له، وَهو علَى تِلكَ الحَالِ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ، فأذِنَ له، وَهو كَذلكَ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ، فَجَلَسَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَسَوَّى ثِيَابَهُ، قالَ مُحَمَّدٌ: وَلَا أَقُولُ ذلكَ في يَومٍ وَاحِدٍ، فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ، فَلَمَّا خَرَجَ قالَتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ له وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ له وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ فَقالَ: أَلَا أَسْتَحِي مِن رَجُلٍ تَسْتَحِي منه المَلَائِكَةُ).
- تولّى الخلافة بعد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فهو ثالث الخلفاء الراشدين، وقد وصل الخلافة بطريق الشورى من قبل الستة من الصحابة الذين عيّنهم عمر، فتشاوروا وأجمعوا على عثمان بن عفان، وبايعه جميع الصحابة -رضوان الله عليهم-.
- نسخ القرآن الكريم عدة نسخ وإرساله إلى الأمصار.
- تم إنشاء أسطول بحريّ إسلامي في عهد خلافته.
- زاد في مساحة المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوي في المدينة.