مناهج التذوق الأدبي
مناهج التذوق الأدبي
تندرج مناهج التذوق الأدبي تبعاً للآتي:
المنهج التاريخي
إن للأحداث التاريخية أهمية كبيرة للحاضر والمستقبل، فلا بد أن نستعين بها لنفهم كثيراً من الأمور، وعلى سبيل المثال لا نستطيع فهم الأدب إلا إذا عدنا إلى الأحداث التاريخية للأديب؛ إذن فإن المنهج التاريخي يقوم على العلاقة بين الأدب والتاريخ، ويعتمد على تاريخ أصحاب النصوص والكتَاب في تحليل النص ودراسته، كما أنّه يدرس حياة الأديب وعصره وبيئته فالأدب من وجهة نظر المنهج التاريخي يحكي تاريخ الكاتب وأحداث عصره.
ويصبّ المنهج التاريخي تركيزه على العوامل المحيطة للنص الأدبي كالبيئة والعصر وحياة الأديب وتاريخ عصره، ويهمل ما هو مهم ومفيد كمحتوى النص وأسلوب الكاتب فيه، ولغته والهدف منه، وهذا ما جعل المنهج التاريخي وسيلةً لمعرفة أحداث العصر والتاريخ وليس لتحليل نصٍ ما.
المنهج النفسي
العمل الفني أو الأدبي ما هو إلا مرآة تعكس شخصية الأديب ونفسيته وأسلوب حياته، هذا من وجهة نظر المنهج النفسي؛ حيث جاء هذا المنهج لربط العلاقة بين العمل الأدبي وبين نفسية صاحبه، ويكشف لنا عَّما يعانيه الكاتب أو ما عاناه في الماضي، أو إن كان عنده عقدة من شيء ما أو موقف تعرض له وأثر عليه، وبالتالي أثر على كتاباته وعلى أسلوبه.
والمنهج النفسي لم يقتصر على الحالة النفسية للأديب فقط، بل اهتم أيضاً بالمتلقي أو المتذوق الفني فهو يحكم على النص بحسب حالته النفسية وأيضاً حسب المؤثرات التي تأثرت بها حالته النُفسية خلال فترة حياته؛ إذن المنهج النفسي يهتم بالأديب وبحالته النفسية وحالة المتلقي ويُهمل جمالية النص ويحكم على النص من خلال الأديب وحالته النفسية وعواطفه ومشاعره.
المنهج الاجتماعي
المنهج الذي يهتم بعلاقة الأديب بالمجتمع واتصاله بالحياة والواقع، ويحرص الأديب في المنهج الاجتماعي على الاهتمام بالقضايا الخاصة بمجتمعه من قضايا اجتماعية وسياسية واقتصادية، وينظر هذا المنهج إلى الأديب بدوره الأدبي الذي يُعد وسيلة لارتقاء المجتمع وتوجيه الناس نحو تفكير بمستوى أعلى، وأن وظيفته الأساسية هي وظيفة اجتماعية وإنسانية أكثر مما هي وظيفة فنية.
إذن فإن العمل الأدبي في وجهة نظر المنهج الاجتماعي يتم تقييمه بالحكم على المضامين الاجتماعية ومدى اهتمام الكاتب بمجتمعه وقدرته على مساعدته في حل القضايا المطروحة فيه، فيهتم بالمضمون ويُهمل القيم الجمالة للنص.
المنهج الفني
يعد هذا المنهج من أرقى المناهج وأكثرهم تميزاً وذلك لاهتمامه بالنص نفسه، بجماليته وبلغته والمظاهر الفنية الموجودة فيه، وحسن استخدام الأديب للألفاظ والتعابير في مكانها المناسب، ومدى إبداعه في كتابة النص والأسلوب المتبع فيه.
لكن مقابل تلك الحسنات في هذا المنهج فإنه يحمل بعض السيئات وهي إهماله للمضمون الفكري في النص، وفيه نوع من القصور تجاه الظواهر التاريخية والنفسية والاجتماعية التي تدور حول النص.
المنهج اللغوي
يرى هذا المنهج أن النص الأدبي ما هو إلا عمل لغوي مستقل عن باقي مؤثرات النص؛ حيث يستهدف الأدباء في هذه المنهج النص الأدبي على أساس الوصف البنيوي وليس على أساس التفسير ويهتم بتراكيبه اللغوية؛ الصوتية، والصرفية، والتركيبية، والدلالية، وينظر له على أنه ليس أفكار أو مضمون، بل على أنه ألفاظ ومفردات يقوم بكتابتها الأديب، فهو يهتم بالتراكيب والمفردات للعمل الأدبي فالأديب يجب أن يستخدم تراكيب لغوية كثيرة ليعبر بها عما يرد من أفكار ودلالات.
المنهج الأسطوري
ويعد أهم المناهج التي ظهرت على الساحة الأدبية، حيث يرتبط بالمنهج التاريخي من خلال استدعاء الأسطورة ومحاكاتها على أرض الواقع في العمل الأدبي، بالإضافة إلى المنهج النفسي الذي يقوم الشاعر بتوظيفه في النص الأدبي ليعبر عن مشاعره وأحاسيسه من خلال النص، كما يرتبط بالمنهج الجمالي الذي يقوم الشاعر من خلاله على توظيف الجماليات في العمل.
المنهج المتكامل
المنهج المُلِم بالمناهج السابقة جميعها فهو يلجأ إلى النتائج التي حصل عليها كل منهج مثل النتائج فيجمع النتائج التاريخية والنفسية واللغوية والفينة ومن خلالها يقوم بدراسة العمل الأدبي، ويُقدر هذا المنهج موهبة الأديب وإبداعه في العمل الأدبي، فهو يدرس العمل الأدبي من جميع النواحي والزوايا ولا يُهمل أيَاً منها.
إذن هذا المنهج بالفعل كما سمي بالمتكامل، فهو متكامل من حيث شموله لكل المؤثرات والعوامل إن كانت خارج النص أم في مضمونه.