مناقب حمزة بن عبد المطلب
مناقب حمزة بن عبد المطلب
حمزة مع أبي جهل
عندما كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- جالساً عند الصفا في مكة المكرمة أقبل عليه أبو جهلٍ وقام بشتمه وأذيته وعاب دينه، انصرف أبو جهلٍ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وذهب ليجلس في نادي قريش عند الكعبة.
ووصل خبر إهانة أبو جهل لمسامع حمزة بن عبد المطلب بعد رجوعه من الصيد فاجتاح غضباً فحمل قوسَهُ وذهب إلى أبي جهلٍ فأقبل نحوه وضربه بالقوس على رأسه حتى سالت دمائه وقال -رضي الله عنه-: "أتشتمه وأنا على دينه أقول ما أقول؟ فاردد علي إن استطعت".
شجاعة حمزة
كانت أول سرية خرج فيها المسلمون للقاء العدو في غزوة بدر وكان أميرها حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- فأعطاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- أول رايةٍ عقدها وصنعها بنفسه، فعندما التقى الجمعان كان يصنع العجائب بهم، أعزّ الله -تعالى- الإسلام بحمزة -رضي الله عنه- فقد كان يقف شامخًا وقويًا يدافع عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعن المستضعفين من أصحابه -رضوان الله عنهم- جميعاً.
وعندما رآه أبو جهل يقف في صفوف المسلمين أدرك أنَّها النهاية، ولم يستطع حمزة -رضي الله عنه- أن يمنع كل الأذى ولكنَّه كان يقف لهم بالمرصاد وكان وقايةً ودرعًا، إذ نذر -رضي الله عنه- منذ إسلامه كل عافيته ونفسه وحياته لله -تعالى-، ولدين الإسلام حتى لقبّه الرسول -صلى الله عليه وسلم- باللقب العظيم "أسد الله وأسد رسوله".
استشهاد حمزة
استُشهد -رضي الله عنه- في غزوة أُحد ، وحزن الرسول -صلى الله عليه وسلم- عليه حزناً كبيراً، لأنَّه كان يحبه حباً عظيماً فقد كان عمه الحبيب وأخاه بالرضاعة وصديق العمر، وفي هذه اللحظات لم يجد الرسول -عليه السلام- تحية يودعه بها خيراً من الصلاة عليه.
حمل الصحابة -رضوان الله عليهم- جثمان حمزة ووضعوه على أرض المعركة التي استُشهد فيها، فصلَّى عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- سبعين صلاة، بعدد شهداء المعركة.
من هو حمزة بن عبد المطلب
حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي ويكنى بأبو عمارة وأبو يعلى، أبوه عبد المطلب سيد قريش وأمه هالة بنت أهيب بن عبد مناف، كانت لأمه صلة قرابة مع أم الرسول -صلى الله عليه وسلم- فهي ابنة عمها، وكان حمزة شقيق صفية بنت عبد المطلب أم الزبير بن العوام -رضي الله عنهم-.
كان حمزة -رضي الله عنه- عم الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأخوه في الرضاعة حيث أنَّ مولاة أبو لهب وتدعى بثويبة قد قامت بإرضاعهما وكان أكبر منه بسنتين، ولُقب -رضي الله عنه- بأسد الله ورسوله لشجاعته وقوته ولُقب أيضاً بسيد الشهداء يوم القيامة؛ أي أعظمهم عند الله -تعالى- وأعلاهم أجراً وثواباً.