من هي رابعة العدوية؟
من هي رابعة العدوية؟
اشتهرت رابعة العدوية بأشعارها التي نظمتها في حب الإلٰه فقد كانت عابدة ناسكة لربها طيلة حياتها زاهدة لا تطلب سوى رضا الله عنها وسنتحدث في هذا المقال عن رابعة العدوية، ويُمكن توضيح نشأتها وحياتها الشخصية وحياتها الشعرية كما يأتي:
نسبها ونشأتها
هي رابعة بنت إسماعيل العدوي ولدت عام ٧١٧م في مدينة البصرة وسميت "رابعة" نظرًا لترتيبها بين أخواتها فكانت رابعهم، وعدوية نسبة للقبيلة التي تنتمي لها وهم بني عدوة، ولدت رابعة في أسرة فقيرة وفقدت والدها وهي طفلة دون العاشرة والدتها بعده بفترة قصيرة.
عاشت رابعة العدوية بعد وفاة والدها ووالدتها حياة اليتم هي وأخواتها في سن صغيرةـ كما عاشوا حياة الفقر الشديد بعد وفاة والديها، حيث أنّهما لم يركا لهن سوى قارب ينقل الناس مقابل دراهم معدودة، ولتُعيل نفسهاوأخواتها امتهنت رابعة مهنة والدها وعملت بالقارب.
حياتها
عاشت رابعة العدوية حياة شقية وذلك لوفاة والديها في سن صغيرة وتفرقها عن أخواتها زمن حدوث المجاعة التي أصابت الفترة فتشردت رابعة العدوية وأصبحت وحيدة وكان ذلك سببًا في بيعها لأحد التجار ب ٦ دراهم من قبل أحد اللصوص في البصرة.
خطفها هذا اللص وقام ببيعها لتاجر حتى تُصبح عبدة عنده، فعاشت رابعة العدوية حياة قاسية ومليئة بالعبودية تحت ظل ذلك التاجر الذي كان يأمرها بالعزف على الناي في مجالسه إلا أنها كانت تكره ذلك ولا تطيق سوى عبادة ومناجاة ربها.
أحد أبرز القصص التي وردت عنها أن التاجر الذي كان يملكها سمعها تدعو وتناجي ربها بأن يخلصها من التاجر الذي يملكها ومن القسوة التي تعانيها في خدمته فكان ذلك سببًا بتحريرها فورًا من قبل سيدها وكانت تلك نقطة تحول في حياتها حيث نذرت نفسها لعبادة الله ورفضت الزواج والولد لأجل عبادة الله وعاشت عذراء طيلة حياتها وحتى مماتها.
رابعة العدوية ومؤسسة عقيدة العشق الإلهي
لقبت رابعة العدوية بشهيدة العشق الإلهي وسيدة العاشقين وكُنيت بأم الخير، وكانت عابدة ناسكة وقد كُنيت بأم الخير أم إسماعيل وأعربت مؤسسة عقيدة العشق الإلهي الحقيقي الذي قوم على عبادة الله لأجل كسب رضاه وليس لأجل الفوز بالجنة والنجاة من النار.
قد أحبت رابعة العدوية خالقها حبًا شديدًا وهي من معتنقي مذهب التصوف و الصوفية وقد اعتنقت هذا المذهب على يد رياح بن عمرو القيسي، وهي صاحبة المقولة المشهورة "إن الإنسان يجب أن يحب من يحبه أولًا وهو الله".
حفظت رابعة العدوية القرآن في سن صغير وأتقنت صلاتها وعبادتها وقد قالت في حقها خادمتها عبدة بنت أبي شوال أن رابعة كانت تصلي مئات الركعات في اليوم فإذا سألها أحدهم ما تطلبين من كل هذا؟ تقول: "لا أريد ثوابًا بقدر ما أريد إسعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقول لإخوته الأنبياء: انظروا هذه امرأة من أمتي هذا عملها".
رابعة العدوية والشعر
حظيت رابعة بموهبة نظم أبيات الشعر، وكانت كل أشعارها في حب الإله وهنا نذكر بعض أبيات الشعر التي نُسبت لها فيما يأتي:
عرفتُ الهوى مذ عرفتُ هواك
- وأغلقتُ قلبي عمن سواك
وكنتُ أناجيك يا من ترى
- خفايا القلوب ولسنا نراك
أحب حبين حب الهوى
- وحبًا لأنك أهل لذاك
فأما الذي هو حب الهوى
- فشغلي بذكرك عمن سواك
وأما الذي أنت أهل له
- فكشفك للحُجب حتى أراك
وفاتها
اختلفت الروايات حول تاريخ وفاة رابعة العدوية فمنهم من قال عام ١٨٠ هجري وآخرين قالوا ١٨٥ هجري وقد ماتت عن عمر ٨٠ عامًا وقيل أنها دفنت في القدس إلا أنه لم يثبت سفرها وذهابها للشام والقدس ليثبت دفنها هناك، ولكن أغلب الروايات وأرجحها أنها دفنت حيث عاشت في البصرة.