من هو مخترع المذياع
حقيقة مخترع المذياع
يعتبر اختراع الراديو أحد أهم الاختراعات في القرن المُنصرم، ولكن كان بأحقية ملكيته محلّ نزاع بين العالِمَين غوليلمو ماركوني (Guglielmo Marconi) ونيكولا تيسلا (Nikola Tesla)، على الرغم من حقيقة أن أول من أرسل -بشكل علني وصريح- موجات البث الراديوي لمسافات طويلة جداً هو غوليلمو ماركوني في العام 1901م، وتجدر الإشارة إلى أنه قد وُجد العديد من المحاولات لفعل هذا الأمر قبل قيام ماركوني بذلك، ويعترف غوليلمو ماركوني بأن المستشار التقني الخاص به -وهو البروفيسور فليمنغ (Prof. Fleming)- هو الذي أعدّ جهاز محطة إرسال البث اللاسلكي التي تمكنت من إرسال إشارات لاسلكية عبرت المحيط الأطلسي وذلك في العام 1901م، كما أن العالم جاجاديش تشاندرا بوس (Jagdish Chandra Bose) اخترع جهازاً يُدعى بـِ "mercury autocoherer" الذي يعد شكلاً بدائياً من أجهزة الاستقبال اللاسلكي، وقد حاز على براءة اختراع خاصة به من قِبل الجمعية الملكية البريطانية، كما تم استخدام هذا الجهاز من قِبل غوليلمو ماركوني في استقبال الموجات اللاسلكية.
أبرز مخترع للمذياع
غولييلمو ماركوني
يُعتبر غولييلمو ماركوني (Guglielmo Marconi) مُخترع الاتصال اللاسلكي عبر التاريخ، فقد حاز على أول براءة اختراع في مجال الاتصال عبر التلغراف اللاسلكي في العام 1896م. ولد ماركوني في مقاطعة بولونيا الإيطالية، لأب إيطالي وأم إيرلندية، وهما جوسيبي ماركوني (Giuseppe Marconi) وآني جيمسون (Annie Jameson)، وذلك في الخامس والعشرين من شهر نيسان من العام 1874م، وكان هو الابن الثاني لهما، وقد أبدى غولييلمو منذ صغره ميولاً واهتماماً بالعلوم الفيزيائية والكهربائية وقاده هذا الاهتمام إلى دراسة واستكشاف أعمال أهم علماء الفيزياء السابقين؛ مثل: ماكسويل (Maxwell)، وهيرتز (Hertz)، وريغي (Righi)، ولودج (Lodge) وآخرون، وتنقّل غولييلمو ماركوني أثناء تعليمه بين عدد من المقاطعات الإيطالية؛ كمقاطعات بولونيا، وفلورنسا، وليغورن.
لم يكن اهتمام غولييلمو بالعلوم مجرد اهتمام أكاديمي محض، فقد بدأ بإجراء تجاربه العلمية الخاصة في العام 1895م وذلك في منزل والده الكائن في مقاطعة بونتيشيو، ونتيجة لتلك التجارب استطاع غولييلمو اختراع جهاز قادر على إرسال إشارات لاسلكية تمتد إلى مسافة 2.4 كيلومتر تقريباً، ثم انتقل برفقة جهازه إلى إنجلترا في العام 1896م ليتعرف هناك على رئيس مهندسي البريد الإنجليزي ويليام بريس ليلقى هذا الجهاز نجاحاً كبيراً هناك، وعقِب ذلك بعام واحد أسّس غولييلمو شركته الخاصة التي أسماها (Wireless Telegraph & Signal Company)، ثم قام بتغيير مُسماها إلى (Marconi's Wireless Telegraph Company). تطوّرت قدرات جهاز البث اللاسلكي الذي اخترعه غولييلمو فأصبح بالإمكان إرسال البث إلى مسافات تقارب 19.3كم، وفي نهاية العقد التاسع من القرن التاسع عشر قام غولييلمو بتأسيس اتصال لاسلكي بين كل من فرنسا وإنجلترا وذلك عبر قناة البث الإنجليزية، وأسّس العديد من محطات البث اللاسلكي في مُدن مختلفة؛ كبورنموث، وجزيرة وايت، وغيرها من المناطق.
أهم اختراعات ماركوني
لقد كان لعالم الفيزياء غولييلمو ماركوني فضلٌ كبيرٌ في مجال الموجات والبث اللاسلكي، حيث كشف العديد من حقائقها التي كان يراها بعض العلماء مُستحيلة وغير قابلة للتطبيق، فقد كان بعض علماء الرياضيات يرون بأن الانحناء الكروي للأرض سيعيق إرسال الإشارات اللاسلكية عند مسافات تتراوح ما بين (161-322)كم تقريباً، إلا أن ماركوني دحض صحة هذا الكلام وذلك من خلال قدرته على إرسال موجات لاسلكية استطاعت قطع المحيط الأطلسي لتصل من شبه جزيرة كورنوال (Cornwall) إلى مدينة سانت جون (St. John's)، كما استطاع ماركوني إثبات أن للغلاف الجوي الأرضي تأثيراً على انتقال الموجات اللاسلكية، وأن بعض أمواج الراديو تنتقل بفعل حدوث انعكاس لها في طبقات الجو العليا، فقد تبين أن الموجات اللاسلكية تستطيع الوصول لمسافات أبعد أثناء إرسالها في فترة الليل بدلاً من إرسالها في النهار.
واصل غولييلمو ماركوني إنجازاته العلمية واختراعاته المتعددة، فقد استطاع في العام 1902م اختراع جهاز الكاشف المغناطيسي الذي يقوم بتغيير نسبة المغناطيسية خلال مجال متحرك من الأسلاك الحديدية، ثم اخترع الهوائي أفقي الاتجاه وغيرها من أدوات البث اللاسلكي التي ساعدته على إرسال أول رسالة إذاعية في العام 1918م.
مساهمون آخرون في اختراع المذياع
يوجد العديد من العلماء والمخترعين الذين ساهموا في اختراع المذياع أو ساعدوا مخترعي المذياع بالوصول إلى الاختراع، ومنهم ما يأتي:
- هاينريش هيرتز: (بالإنجليزية: Henirich Hertz)، كان هذا الفيزيائي الألماني أول مَن استطاع إثبات إمكانية نقل واستقبال الموجات الإلكترونية لاسلكياً.
- إرنست ألكسندرسون: (بالإنجليزية: Ernst Alexanderson)، طوّر هذا العالِم سويدي الأصل أول مولد كهربائي لجعل نقل الكلام ممكناً لاسلكياً مقارنةً بالتلغراف الذي يستخدم المقاطع الطويلة والقصيرة.
- ريجنالد فيسيندين: (بالإنجليزية: Reginald Fessenden)، كان ريجنالد فيسيندين أول من يبتكر بث الصوت والموسيقى الصافية دون المقاطع الطويلة والقصيرة الموجودة في التليغراف.
- إدوين هوارد آرمسترونغ: (بالإنجليزية: Edwin Armstrong)، هو مخترع موجة (FM)، وهو أول من اخترع دارة إعادة التوليد، وأول جهاز مذياع مضخم للصوت.
اختراع المذياع
يمكن تعريف المذياع بأنه جهاز إلكتروني يمكن الاستماع إلى المحتوى الذي يصدره، ويعود هذا الاختراع لاكتشاف موجات الراديو؛ أي الموجات الكهرومغناطيسية التي يمكنها نقل الموسيقى، والكلام، وأي بيانات أخرى يمكن نقلها عن طريق الهواء، كما يوجد العديد من الأجهزة التي تعمل على الموجات الكهرومغناطيسية عدا المذياع، منها: أجهزة الميكروويف، والهواتف اللاسلكية، والألعاب ذات نظام التحكم عن بعد، والتلفاز, وغيرها الكثير.
ساهم اختراع التلغراف والهاتف في اختراع جهاز الراديو، حيث بدأت تقنية الراديو باختراع التلغراف اللاسلكي، ففي فترة الثلاثينيات من القرن العشرين اخترع صموئيل مورس (Samuel Morse) جهاز التلغراف الكهربائي الذي ينقل الإشارات من خلال أسلاك توصيل بين طرفي الاستقبال والإرسال، وبعد هذا الاختراع بحث الكثير من العلماء في كيفية اختراع جهاز تلغراف لاسلكي يعمل على نقل الإشارات بدون أسلاك، ولكن هذه الأبحاث بقيت مجرد أفكار غير مُطبقة على أرض الواقع لعدم نجاحها، وبقي الأمر كذلك لأكثر من خمسين عاماً، وفي أوائل التسعينيات من القرن العشرين بدأ الشاب غولييلمو ماركوني بإجراء الأبحاث والتجارب المُستندة إلى ما قام العالم هاينريش هيرتز (Heinrich Hertz) باكتشافه؛ فقد أثبت أن الموجات الراديوية أو الاشعة الكهرومغناطيسية يُمكن إنتاجها والكشف عنها بواسطة المختبرات العلمية، وأثمرت أبحاث غولييلمو عن اختراع جهاز إنذار للتنبؤ بالعواصف يقوم على مبدأ إصدار الجهاز لرنين عندما يتم التقاط أي موجة راديوية ناتجة عن البرق.