من هو أول شهيد في الإسلام
الحارث بن أبي هالة أول شهيد في الإسلام
هو الحارث بن أسيد بن عمرو بن تميم، ربيب النّبي صلى الله عليه وسلم؛ فهو ابن أم المؤمنين خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، من زوجها أبي هالة.
والحارث أول من قُتل في سبيل الله، وكان ذلك في السنة الرابعة للبعثة عندما أمر الله -عز وجل- نبيه محمداً -عليه الصلاة والسلام- أن يجهر بالدعوة بعد أن كانت سِرية، فخرج إلى قومه في المسجد الحرام قائلًا: (قولوا لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ تُفلِحوا)، فاجتمعت عليه قريش لإلحاق الأذى به، فكان الحارث بن أبي هالة أول من جاء مدافعًا عن النّبي -صلى الله عليه وسلم-، فأخذ يضرب القوم ويضربونه، فتكاثروا عليه حتى قُتل، فكان بذلك أول رجل استشهد في سبيل الله.
سمية أم عمّار أول شهيدة في الإسلام
الصحابية الجليلة سمية بنت خياط، أم الصحابي عمار بن ياسر -رضي الله عنهم-، هي أول من استشهد في سبيل الله من النساء، وكانت من أوائل الذين دخلوا في الإسلام واتبعوا النّبي -صلى الله عليه وسلم- في دعوته.
وقد كان المشركون قد عذبوا ضعفاء المسلمين وأنزلوا بهم أشد أنواع الأذى، ومنهم سمية وعائلتها، ليردوهم عن عبادة الله، لكنهم ثبتوا وصبروا واحتسبوا، أما أبو جهل فقد قام بتعذيب الصحابية سمية تعذيبًا شديدًا، على الرغم من ضعفها وكبر سنها، فلما رأى ثباتها وإصرارها على التمسك بدينها وترك عبادة الأصنام، طعنها برمح كان بيده، فاستشهدت أمام زوجها وابنها.
أول شهيد في البحر في الإسلام
الصحابية الجليلة أم حرام بنت ملحان الأنصارية، خالة الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، كانت أول من استشهد بحرًا، وقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: حدثتني أم حرام بنت ملحان: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال في بيتها يومًا، فاستيقظ، وهو يضحك، فقلت: يا رسول الله: ما أضحكك؟ قال: عُرض علي ناس من أمتي يركبون ظهر هذا البحر، كالملوك على الأسرة، قلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، قال: أنت من الأولين).
تزوجت أم حرام الصحابي عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-، وخرجت معه إلى البحر في زمن خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، فلما رجعوا قربت لها دابة لتركبها فدقت عنقها فماتت، ولذلك لُقبت بـشهيدة البحر.
منزلة وفضل الشهادة في سبيل الله
للشهيد مرتبة عظيمة ومنزلة عالية في الدنيا والآخرة، قال تعالى:(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) ، فالشهداء في مقام عالٍ في الجنة برفقة الأنبياء والصديقين والصالحين، وللشهادة في سبيل الله ثمرات عظيمة وكثيرة، نذكر منها الآتي:
- الحياة بعد الاستشهاد مباشرة، قال تعالى: (وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَـكِن لَّا تَشْعُرُونَ).
- الفرح بما آتاهم الله من فضله، والاستبشار بمن لم يلحق بهم من المسلمين، قال تعالى: (فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).
- مغفرة الذنوب وتكفير السيئات، قال تعالى: (فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ).
- دخول الجنّة وحصول الأجر والفضل العظيم، قال تعالى: (وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا).
- تمني الرجوع إلى الدنيا ليُقتل مرة أخرى لعظم فضل الشهادة، قال صلى الله عليه وسلم: (ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة).
- من يُكلَم -يجرح- في سبيل الله، يأتي يوم القيامة دمه يسيل وتنبعث منه رائحة المسك تشريفًا له، قال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله - والله أعلم بمن يكلم في سبيله - إلا جاء يوم القيامة واللون لون الدم، والريح ريح المسك).
ذكر المقال أول شهيد في الإسلام وهو الحارث بن أبي هالة -رضي الله عنه- والذي استشهد أثناء دفاعه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما ذكر أول شهيدة في الإسلام وهي سمية أم عمار، وشهيدة البحر أم حرام بنت ملحان، ثم اختتم المقال بذكر فضائل الشهيد ومنزلته العالية عند الله -تعالى-.