من هو أسد الله
حمزة بن عبد المطلب أسد الله
أسد الله وأسد رسوله لقبٌ أُطلق من السَّماء على رجلٍ عظيم من الأرض على لسان أصدق الرِّجال محمد صلى الله عليه وسلم؛ فاستحق هذا الصَّحابيّ الفارس العظيم هذا اللَّقب الرَّباني ألا وهو حمزة بن عبد المُطَّلب -رضي الله عنه-.
وهو عمُّ الرَّسول صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرَّضاعة، كان عمره يزيد على عمر الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- بسنتيّن وأرضعتهما ثُويبة مولاة أبي لهب.
كان حمزة فارسًا راميًا سيدًا من سادات قريشٍ ونبلائها؛ فكان أعزُّ فتىً في قريشٍ في الجاهليّة والإسلام، وأقواهم عزيمةً، وأكثرهم شجاعةً وجرأةً في الحقّ؛ فنال هذا اللَّقب إلى يوم الدِّين.
سبب تلقيب حمزة بأسد الله
لقب حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- بأسد الله وأسد رسوله؛ لشجاعته وبسالته التي أبداها في قتاله وجهاده في غزوة بدر، وكان يُقاتل بسيفين، حتى يذهل الناس بقوته، وقدرته على القتال، ويدعونه بالأسد، وكان حمزة بن عبد المطلب في غزوة أحد، ينادي في الناس وهو يقاتل: أنا أسد الله ورسوله.
إسلام حمزة بن عبد المطّلب
كان إسلام حمزة رضي الله في شهر ذي الحِجّة من السَّنة السادسة للبِعثة في مكّة المكرّمة إسلامًا من باب الأنفة والانتصار لابن أخيه ثُمّ شرح الله صدره للإسلام فنال الشَّهادة ولُقّب بسيّد الشُّهداء وأسد الله وأسد رسوله.
إذ قد مرّ أبو جهلٍ على النّبي -صلى الله عليه وسلم- عند الصَّفا فتوجّه إلى الرَّسول- صلى الله عليه وسلم- بالأذى والسبّ والشَّتم، وفي بعض الرِّوايات حمل حجرًا وضرب به رأسه الشَّريف ثُمّ انصرف عنه إلى قريشٍ في ناديها حول الكعبة وجلس بينهم.
عندما تعرّض الرَّسول الكريم للإهانة والضّرب من قبل أبي جهل كانت مولاة عبد الله بن جدعان شاهدةً على كُلِّ ما حدث؛ فلمّا أقبل حمزة بن عبد المُطّلب متقلدًّا قوسه، أخبرته ما كان من أمر أبي جهل وابن أخيه.
ذهب حمزة غاضبًا حتّى قام على أبي جهلٍ وقال له: "تشتم ابن أخي وأنا على دينه"، ثُمّ ضربه بالقوس؛ فشجَّه شجّةً بالغةً، وقال لها: "أتسب محمدًا وأنا على دينه"، وبهذا القول لأبي جهلٍ دخل حمزة الإسلام ولمْ يتراجع عن كلمةٍ قالها؛ فنال المنزلة العظيمة في الدُّنيا والآخرة رضي الله عنه وأرضاه.
استشهاد حمزة
في غزوة بدرٍ أبلى حمزة بلاءً حسنًا فقتل وحده سبعةً من سادات قريشٍ وفرسانها، وفي غزوة أُحدٍ كان حمزة رضي الله عنه هدفًا لقريشٍ لتنال منه على فَعلته بهم وبساداتهم في بدرٍ.
في غزوة بدرٍ قتل حمزة طُعيمة بن عديّ، فما كان من ابن أخيه جُبير بن مطعم إلا أنّ أرسل في معركة أُحدٍ عبدًا حبشيًّا ماهرًا في رمي الحَربة ووعده بالعتق إنْ قتل حمزة وهو وحشيّ بن حرب، والأشهر أن التي أرسلته هند بنت عتبة؛ لأنه قتل أباها.
فكان وحشيّ طوال المعركة يترصّد لحمزة خلف صخرةٍ كي ينال منه في الوقت المناسب، وجاءته الفُرصة عندما كان حمزة رضي الله يضرب رأس سباع بن عرفطة؛ فسدد وحشيٌّ الحَربة فأصابته في أحشائه وخرجت من بين رجليه؛ فسقط شهيدًا ولم يستطع النُّهوض.
بعد انتهاء المعركة أخذ النّبي صلى الله عليه وسلم يتفقدّ الشُّهداء والجرحى وعلى رأسهم عمه حمزة؛ فوجده مقتولًا قد مُثِّل به، حيث قام أحدهم باستخراج كبده، كما كان مقطوع الأنف والأذنين.
عندها غضب الرَّسول صلى الله عليه وسلم غضبًا شديدًا وتوعدّ بالثأر والتَّمثيل بقتلى قريش أينما ظفر بهم، ثم ورد النهي عن التمثيل بالقتلى.