من هو أبرهة الحبشي؟
من هو أبرهة الحبشي؟
اسمه أبرهة بن الصباح بن وليعة بن مرثد، لقبه بأبو يكسوم، وقد عُرِف بأبرهة الأشرم، واسم أبرهة هو أبراهام باللغة الأثيوبية، وأمه ريحانة بنت إبراهيم الأشرم ملك الحبشة، وقد وُلد في مدينة الحبشة وتربى فيها، وتعرف مدينة الحبشة حالياً بأثيوبيا، أما دينه فهو النصرانية، وقد ارتبط اسم أبرهة بقصة الفيل الذي حاول هدم الكعبة.
هجوم النجاشي على اليمن
هاجم النجاشي اليمن أكثر من مرة وآخر هجوم له كان عام 525م، حيث استطاع السيطرة عليها واحتلالها في عام (530م)، ثم قام ملك الحبشة بتعيين "سميفع أشوع" ملكاً لليمن وعين بجانبه اثنان من الحبشة ليراقبوا أفعاله وتصرفاته، وفي تلك الفترة قامت ثورة في مدينة الحبشة فقرر أبرهة انتهاز هذه فرصة وقام بالسيطرة على اليمن واستلم حكمها، وبقي في الحكم حتى عام 575م.
كيف استولى أبرهة على اليمن
بالنسبة لاستيلاء أبرهة على حكم اليمن فقد تعددت الروايات في ذلك فقيل عندما أرسل النجاشي جيشاً من الحبشة بقيادة "أرياط" للاستيلاء على اليمن كان أبرهة أحد جنود هذا الجيش، وبعد أن أمضى أبرهة سنين في اليمن وحين حدوث الثورة في الحبشة استطاع أن يغدر أبرهة بقائد الجيش ويستولي على منصبه.
وقيل إن الجيش الذي أرسله النجاشي إلى اليمن كان قد نصّب عليه قائدين أحدهما أبرهة، وبينما كان "ذو نواس" راكباً فرسه اعترض طريقه أبرهة وقتله ثم أخذ حكم اليمن لنفسه، فغضب النجاشي وأرسل جيشاً بقيادة أرياط، الذي تحدّاه أبرهة بمبارزة في مكان معيّن، وأثناء المبارزة هجم أرياط بحربته وشرم أنف أبرهة –لذا لُقّب بالأشرم- فخرج عبد من حفرة وهجم على أرياط وأرداه قتيلاً، وهكذا استولى على حكم اليمن.
وقيل إن النجاشي لما أرسل أرياط إلى اليمن، قام أرياط بنشر الظلم والذعر، فقام أبرهة باستقطاب الناس إليه وقتل أرياط ثم حكم اليمن، وقيل أن أرياط أقام حصوناً في اليمن، وكانت مقرّ الاضطهاد والاستبداد فقتل أبرهة أرياط ثم استولى على الحكم.
محاولة هدم الكعبة
بعد أن سيطر أبرهة على اليمن أراد إخضاع جميع العرب تحت سلطته وكان ذلك في عام الفيل، وكانت الكعبة هي التي كانت تجمع روح العرب، لذا قرر أبرهة هدمها، فبدأ أبرهة ببناء كنيسة القليس ليحوّل العرب إليها، إلا أن العرب رفضوا، فجهزّ أبرهة جيشه، وبينما هو في طريقه إلى مكة لم يعترض أحد طريقه إلا بضع مناوشات بسيطة واستسلم العرب.
وصل أبرهة مكة وأرسل بطلب سيد قريش وقد كان عبد المطلب بن عبد مناف، حاول أبرهة بعدّة طرق إدخال الخوف والرهبة في قلب عبد المطلب إلا أنه كان ثابتاً قوياً فقال عبد المطلب لأبرهة: "إني رب الإبل وإن للبيت رباً سيمنعه"، عندها قرر أبرهة الهجوم على الكعبة وهدمها، إلا أن الله تعالى حمى بيته فقال في كتابه الكريم: (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ* تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ* فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ)، وهُزم أبرهة وجنوده وحمى الله بيته.