من هن بنات الرسول عليه الصلاة والسلام
زينب بنت محمد رضي الله عنها
زينب بنت محمد، هي البنت الكبرى للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- ولأمها خديجة، وُلدت وللنبيّ -عليه الصلاة والسلام- ثلاثين عاماً، وقد تزوّجت قبل البعثة من ابن خالتها أبي العاص بن الربيع، وبعد بعثة النبيّ أسلمت هي وبقي هو على شركه، وحارب في صفوف المشركين في غزوة بدر، كما أُسر فيها.
وقد افتدته زينب بقلادة أمّها، وبعد ذلك بسنين أسلم أبو العاص قبل فتح مكة، وعاد إلى المدينة ورجع إلى زينب -رضي الله عنها-، وقد وَلدت زينب لأبي العاص ولداً اسمه عليّ، وابنة اسمها أمامة، أما عليّ فقد تُوفي وهو صغير، وكبرت أمامة وتزوّجها عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- بعد وفاة فاطمة -رضي الله عنها-.
وقد تُوفّيت زينب -رضي الله عنها- في العام الثامن من الهجرة، وخرج النبيّ في جنازتها وأنزلها القبر، وثبت عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: (توُفِّيَتْ زينبُ بنتُ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فخرجَ بجنازتِها وخرجْنا معَهُ، فرأيناهُ كئيبًا حزينًا، ثمَّ دخلَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قبرَها فخرجَ مُلتَمعُ اللَّونِ، فسألناهُ عن ذلِكَ فقالَ: إنَّها كانت امرأةٌ مِسقامًا فذَكَرتُ شدَّةَ المَوتِ وضغطةَ القبرِ، فدعَوتُ اللَّهَ عزَّ وجلَّ فخفِّفَ عنها).
رقية بنت محمد رضي الله عنها
وُلدت رقيّة -رضي الله عنها- عندما كان عمر النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ثلاثةً وثلاثين عاماً، وقد أسلمت مع إسلام أمها وأخواتها، وكانت قبل البعثة تحت عتبة بن أبي لهب، ولكنّه طلقها قبل أن يدخل بها لإسلامها ولحاقها بأبيها، فتزوّجت من عثمان بن عفان في مكة، ثم خرجوا إلى الحبشة مهاجرين، وولدت له هناك عبد الله، وتُوفّي صغيراً بعمر الستة أعوام.
ثم هاجروا من الحبشة إلى المدينة، ومرضت رقيّة هناك مرض موتها، وبقي عثمان عندها يمرّضها، وتخلّف عن غزوة بدر لذلك، وتُوفّيت -رضي الله عنها-، وكان عمرها اثنين وعشرين سنة، ودُفنت في البقيع، وكانت تكنّى بعدّة أسماءٍ منها: أم عبد الله، وذات الهجرتين.
أم كلثوم بنت محمد رضي الله عنها
أسلمت أمّ كلثوم -رضي الله عنها- مع أمّها وأخواتها، وكانت تحت عتيْبة بن أبي لهب قبل البعثة، وطلّقها قبل الدخول بها، وهاجرت إلى المدينة مع أبيها وأخواتها، وبعد وفاة أختها رقيّة تزوّجها عثمان بن عفان في السنة الثالثة من الهجرة، وتُوفّيت في السنة التاسعة من الهجرة من شهر شعبان، وقد أمر النبيّ -صلى الله عليه وسلم- النساء بتغسيلها.
قالت أم عطية -رضي الله عنها-: (توُفِّيَتْ إحْدَى بَنَاتِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَخَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِن ذلكَ، إنْ رَأَيْتُنَّ بمَاءٍ وسِدْرٍ، واجْعَلْنَ في الآخِرَةِ كَافُورًا -أَوْ شيئًا مِن كَافُورٍ- فَإِذَا فَرَغْتُنَّ، فَآذِنَّنِي قالَتْ: فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ، فألْقَى إلَيْنَا حِقْوَهُ، فَقالَ: أَشْعِرْنَهَا إيَّاهُ)، وأنزلها في قبرها عليّ والفضْل وأسامة، وكان النبيّ جالسٌ على قبرها.
فاطمة بنت محمد رضي الله عنها
فاطمة بنت محمد -صلى الله عليه وسلم- آخر بنات النبي وأصغرهم، كانت تلقّب بالزهراء، وتكنّى بأمّ أبيها، وقد وُلِدت قبل البعثة بوقتٍ قليل، وعندما هاجرت إلى المدينة، تزوّجها ابن عمّ النبيّ عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- في شهر محرّم من السنة الثانية من الهجرة، وقد أعطاها عليّ درعاً كانت عنده كمهرٍ لها.
وقد وَلدت فاطمة لعليٍّ الحسن، والحسين، ومحسن، وزينب، وأم كلثوم، وهي سيدة نساء العالمين كما بشّرّها والدها، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (حسبُكَ مِن نساءِ العالَمينَ مَريمُ بِنتُ عِمرانَ، وخَديجةُ بِنتُ خوَيْلدٍ، وفاطمةُ بِنتُ محمَّدٍ، وآسيةُ امرأةُ فِرعَونَ).
وقد روت عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وروى عنها أبناؤها، وعليّ زوجها، وعائشة، وأم سلمة، وأنس، وسلمى أم رافع -رضي الله عنهم جميعاً-، وقد تُوفّيت في شهر رمضان في السنة الحادية عشرة للهجرة، وغسّلها عليّ -رضي الله عنه-، وصلّى عليها العبّاس، وأنزلها زوجها والفضل والعباس في قبرها، ودُفنت في البقيع.
علاقة النبي ببناته
كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إذا وُلدت له ابنةٌ فرِح واستبشر بها، وأسماها اسماً حسناً، وأحسن تربيتها ونشأتها، وبناته -صلى الله عليه وسلم- قد نَشَأْنَ في بيت النبوّة؛ أبوهنّ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأمّهنّ خديجة -رضي الله عنها- أول من أسلمت على الإطلاق، وحين كَبِرْن؛ حرص على تزويجهنّ الأتقياء الصالحين الأكفاء، وكان ذلك، وهو قبل ذلك كان يستشيرهنّ ويسألهنّ.
ملخّص المقال: وُلِد لنبيّ -صلى الله عليه سلم- أربع بناتٍ هنَّ: زينب وهي البنت الكبرى، ورقيّة التي تزوّجها عثمان -رضي الله عنه-، وأم كلثوم زوجة الصحابيّ عثمان بعد وفاة أختها، وفاطمة الزهراء زوجة علي بن أبي طالب وأصغر بنات النبيّ رضي الله عنهنّ وأرضاهنّ.