من هم حور العين
حور العين
تُطلقُ لفظة الحوراء كوصف للمرأة إذا اشتدَّ بياض عينيها في البياض وسواده في حدقة العين بطريقة تظهر مدى تباين الألوان في العين؛ ليظهر منه بريق جميل تميل النفوس إليه، وتزداد العين جمالاً على جمالها إذا ما كانت متسعة؛ لتجتمع بذلك أجمل صفات العيون، وهذا هو حال الحور العين.
والحور العين هنَّ نساءُ خالدات أنشأهنَّ الله -عز وجل- لعباده في الجنة على وصف لم تراه أعينهم، ولم تسمع به آذانهم، ولم يخطر على قلوبهم من قبل ومن بعد حتى الساعة، وتعد الحور العين من أعظم نعم الجنة التي خلقها الله تعالى؛ فقد بلغن في الكمال والجمال والحسن الغاية والمنتهى، ووُصفوا بالأوصاف التي تحيّر العقول، وتدفع المسلم للظفر بهن في جنان الخلد.
جمال حور العين
قد جاء ذكر أوصاف الحور العين في الكتاب والسنة من باب المقاربة للوصف، أمّا حقيقة وصفها فلا يدركه العقل البشري، فهو فوق تصوره وإدراكه، وقد وصِفت الحور العين بوصائف عدَّة؛ نذكر منها ما جاء عليه الدليل الصحيح من غير استطراد على النحو الآتي:
- مُطَهَّرةٌ:
وهو طهر ونقاء عام شامل من كل ما يسوء الجوهر والمظهر والظاهر والباطن؛ فهي طاهرة السريرة والعلانية، ولا يشوبها شائبة، ولا يعتريها شي ممّا يسوء نساء الدنيا؛ فلسانها طاهر عن قول ما لا يليق، فلا يجلب الهم والغم، بل هو سعادة وراحة ومتعة، وأيضاً هي طاهر من كل أذى الدنيا؛ فهي لا يصيبها ما يصيب نساء الدنيا من حيض ونفاس وغيره.
- مَقْصُوَرةٌ:
أي أنها طاهرة الطرف مقصورة على زوجها لا تنظر إلا له، ولا ترنو لغيره أو تتمناه؛ فهي مُخْلَصَةٌ له، ولا تتمنى لها زوجاً غير زوجها الأول.
- أبكار:
وهي التي لم تتزوج سابقاً من أحد، ليكون بذلك زوجها هو الزوج الأول لها، إلى جانب المعنى الحسي لهذه الكلمة؛ وهي إشارة لعدم تعلقها من قبل بأحد غير زوجها.
- أتراب:
ويقصد به تقارب عُمُرِ الحور العين؛ ليضفي بذلك زيادة على الجمال جمالاً؛ إذ إن عمرهن يكون في عز تألقه وشبابه وثباته، فلا تأكل السنون منه، ولا تدق له شيئاً.
- كواعب:
هو وصف للمرأة أول بلوغها، وبداية زهرة جمالها؛ إذ تبلغ غاية الكمال في محاسن الجمال.
- لؤلؤ وياقوت ومرجان:
وصف عام للصفاء والبياض والنقاء لجلد حور العين؛ فبياض الجلد لؤلؤ، واللحم ياقوت تحته، والساق مرجان يُرى من خلف الياقوت، كما وصفوا باللؤلؤ المكنون المُصان الذي لم يُغير ضوء الشمس صفاء لونه، في إشارة إلى شدة جمالهن، وفي ذلك حكمة لبيان سحر الجمال.
من أجمل الحور العين أم نساء الدنيا؟
قد تتساءل نساء المسلمات هذا السؤال؛ فهل تكون الحور العين في الجنة أجمل من المرأة المؤمنة التي دخلت الجنة؟ وقد جاء في إجابة هذا السؤال قولان نوردهما على النحو الآتي:
- القول الأول: إن نساء الدنيا المؤمنات الصالحات اللاتي دخلن الجنة يكن أجمل من الحور العين، بل إنهن يفُقن جمال الحور العين بسبعين ضعفاً.
- القول الثاني: إن الحور العين يتفوقن في الجمال على نساء الدنيا؛ وذلك لدعاء الرسول -صلى الله عليه وسلم- للميت: (أَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ).
وبغض النظر من تكون أجمل المرأة الصالحة أم الحور العين؛ لابد من التذكير بأن قوانين الحياة الدنيا لا تنطبق على الحياة الآخرة؛ أي لن يكون في الجنة أي حقد أو حسد أو غل؛ فحتى إن كانت الحور العين أجمل من المرأة الصالحة فلن تجد المرأة الصالحة في ذلك غضاضة ولن يزعجها ذلك؛ قال تعالى: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ).