من هم الروم
من هم الروم قديمًا؟
تُرجِع بعض كتب التّاريخ كلمة الرّوم إلى سلالة بشريّة يطلق عليها بنو الأصفر، وهم من نسل آرم بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم -عليهما السّلام-، وسمّوا بالرّوم نسبة إليه، وهم أقوام يتّصفون بشدّة البياض، لكنّ نسبهم اختلط بأهل الحبشة فكان أولادهم بين السّواد والبياض، فسمّوا لذلك ببني الأصفر، وهم قوم متفرّقون في بلاد الرّوم، خرجوا مع هرقل وتوزّعوا في أنحاء بلاد الشّام، وكان لهم امبراطوريّة ضخمة، وهم قوم يدينون بالنّصرانية.
من هم الروم حديثًا؟
استمرّ نسل الرّوم حتّى عصرنا الحالي، وهم حالياً يشملون كلّ بلاد الغرب كبلاد أمريكا وغيرها.
من هم الروم الذين ذكروا في القرآن؟
ذُكرت كلمة الرّوم في القرآن الكريم وسمّيت سورةٌ كاملة باسمها، وقد كانت الرّوم في بداية بعثة النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أحد القوى العظمى في المنطقة، ونزلت آيات على النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- تُنبّؤه بانتصار الرّوم على الفرس من بعد هزيمة.
وقد كان المسلمون في بداية الأمر يحبّون أن يروا الرّوم منتصرين على الفرس بسبب أنّ الرّوم هم أهل كتاب وهم أقرب للمسلمين، بينما كان الفرس مشركين يعبدون الأوثان، كما أنّ انتصار الفرس يُفرح المشركين في مكّة بسبب اشتراكهم في نفس المنهج الضّال، ولذلك فرح المسلمون بغلبة الرّوم عليهم.
معارك الروم مع المسلمين
خاض المسلمون معارك عدّة مع الرّوم، كانت كلّها نصر وعزّة للمسلمين، ومن هذه المعارك ما حدث في زمن النّبي ومنها بعد وفاته، وهي كما يأتي:
معركة مؤتة
وقعت غزوة مؤتة في السّنة الثّامنة للهجرة، وذلك بعد أن أرسل نبيّ الله رسولاً إلى هرقل ملك الرّوم، فقتلوا حامل رسالة النّبي، وهذا أمر غير معهود، فأراد رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- تأديبهم، وحشد لذلك ثلاثة آلاف مقاتل، وجهّزهم لملاقاة الرّوم، وأمّر عليهم زيد بن حارثة، ثمّ جعفر بن أبي طالب.
ثمّ أمّر عبد الله بن رواحة -رضيَ الله عنهم-، ثمّ ساروا حتّى وصلوا الرّوم في جنوب الأردن، وكانوا قد جمعوا عشرة آلاف مقاتل بقيادة حاكمهم هرقل، كانت المعركة في بدايتها غير متكافئة، فاستشهد القادة الثلاثة الذّين عيّنهم رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- واحداً تلو الآخر.
فأمّر المسلمون خالد بن الوليد -رضيَ الله عنه- الذي قلب موازين المعركة بدهائه، فانسحب بالجيش وغيّر تنظيمه، وعاد إلى الرّوم ليلاً ليهزمهم هزيمة ساحقة، فكانت الغلبة للمسلمين على الرّوم في هذه المعركة.
معركة اليرموك
جرت معركة اليرموك في خلافة عمر بن الخطّاب -رضيَ الله عنه- في السّنة الرابعة عشرة للهجرة بقيادة خالد بن الوليد -رضيَ الله عنه-، وكانت أعداد الرّوم تفوق أعداد المسلمين أضعافاً كثيرة، لكنّ المعركة انتهت بهزيمة الرّوم ونصر المسلمين نصراً مؤزّراً، وغنموا منهم الخير الكثير.
معركة أجنادين
دارت معركة أجنادين بين الرّوم والمسلمين بقيادة عمرو بن العاص -رضي الله عنه- في منطقة أجنادين الواقعة في فلسطين على قرابة من بيت المقدس، وانتهت بنصر المسلمين وفتح أجنادين ودخولهم بيت المقدس فاتحين.
نهاية الروم
كانت بلاد الرّوم تشكّل عائقاً أمام انتشار الإسلام، وكان لا بدّ من خوض المعارك معهم فمنذ زمن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- بدأ بقتالهم في مؤتة وتبوك، وفي زمن الخلفاء الرّاشدين خاضوا معهم معارك عدّة حتّى انتهت بطردهم تماماً من بلاد الحجاز، ومن بلاد الشّام ومن مصر كلّها، وانتشروا في دول أوروبا وسكنوها.