من هم الراسخون في العلم
من هم الراسخون في العلم؟
ورد ذكر الراسخون في العلم في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا﴾، وفي قوله تعالى: ﴿لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ﴾، وفي الآتي بيان صفات الراسخين في العلم وفضلهم
معنى الراسخون في العلم
يرجع معنى الرسوخ في اللغة إلى الجذر اللغوي (رسخ)، وهو بمعنى الثبات في الشيء، ومنه رسخ الماء أي غار في الأرض، ويكون معنى الراسخون في العلم الذين دخلوا فيه دخولاً ثابتاً متمكناً، وهم يدرسون العلم ويدرّسونه، وهم من اختصوا بفهم دقائق العلم.
وللراسخين في العلم أسماءٌ أخرى في القرآن الكريم مثل العلماء من قوله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء﴾، ومن أسمائهم (أوتوا العلم) أي أهل العلم من قوله تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾، ومن أسمائهم أهل الاستنباط وهذا من قوله تعالى: (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾.
صفات الراسخون في العلم
ذكر الله تعالى في سورة آل عمران أنّ المرء لا يكون من الراسخين في العلم إلّا بالصفات الآتية:
- العلم: فبالعلم يكون الطريق إلى الله تعالى بمعرفة أحكامه من الكتاب والسنة.
- التمكن من العلم، وهذا أمر أكثر من مجرد العلم، بل هو راسخٌ في العلم بأن يكون عالماً محققاً ومدققاً في علمه وحاله من تقوى وورع.
- إنّ الراسخ في العلم يؤمن بجميع ما في كتاب الله تعالى ويحكم على المتشابه منه بالمحكم.
- إنّ الراسخ بالعلم يكثر من سؤال الله تعالى العفو والعافية مما ابتلي به أهل الزيغ والضلال.
- الراسخ في العلم يطلب من الله تعالى العافية في إيمانه وتدينه، ويقر لله تعالى بهدايته لله ويدعوه بالثبات عليها.
- الراسخ في العلم يتوسل إلى الله تعالى بأن يهبه علماً يحقق به كل خير ويدفع عنه كل شر.
- من صفات الراسخين في العلم أنهم يوقنون بيوم القيامة ويخافون من ذلك اليوم، فهم يجمعون علماً بالله تعالى، وخوفاً منه جل وعلا.
- المتواضعون والمتذللون لله تعالى، والصالحون في أنفسهم وأعمالهم.
- خشية الله تعالى في السر والعلن.
فضل الراسخون في العلم
ورد فضل الراسخين في العلم في القرآن الكريم والسنة النبوية ومن فضلهم ما يأتي:
- إنّ الله تعالى رفع أهل العلم درجات وجعله في منزلة أهل الإيمان، قال تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾.
- شهد الله تعالى للعلماء بأنهم ممن يخشونه عز وجل وهذا من قوله عز وجل: (إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء﴾.
- إنّ الاهتمام بالعلم الشرعي علامة على أن الله تعالى أراد بالمرء خيراً، لقوله صلى الله عليه وسلم: (مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ).
- من فضل الراسخين في العلم قوله صلى الله عليه وسلم: (فضلُ العالمِ على العابدِ كفضلي على أدناكم ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إنَّ اللَّهَ وملائِكتَهُ وأَهلَ السَّماواتِ والأرضِ حتَّى النَّملةَ في جُحرِها وحتَّى الحوتَ ليصلُّونَ على معلِّمِ النَّاسِ الخيرَ).
- يقول الحسن البصري : "من طلب العلم يريد به ما عند الله، كان خيرًا له مما طلعت عليه الشمس".
- قال سهل بن عبد الله التستري رحمه الله: "من أراد النظر إلى مجالس الأنبياء فلينظر إلى مجالس العلماء".