من هم الخلفاء الراشدون
الخلفاء الراشدون
الخلافة الراشدة هيَ العهد الذي نُعبّر بهِ عن حُكم الخلفاء الأكثر ورعًا وتقوى والأكثر حبّاً لله ورسوله وللمسلمين، وهي الحقبة التي ما رأى التاريخ أجمل منها ولا أكثر عدلًا ورخاءً منها بعد حُكم النبيّ -صلّى الله عليهِ وسلّم-.
والخلفاء الراشدون هُم أصحاب الرسول مُحمّد -صلّى الله عليه وسلّم- الذي ماتَ وهوَ عنهُم راضٍ، وقد استمرّت الخلافة الراشدة بعدَ وفاةِ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم مدّة ثلاثين سنة.
وقد كانَ ختامها بخلافة الحسن بن عليّ -رضيَ الله عنه- حين تنازل بها للخليفة معاوية بن أبي سُفيان رضيَ الله عنه الذي كانَ أمير الشام، ولإسكات الفتنة التي ألمّت بالأمّة الإسلاميّة.
حيث كانَ العام الذي انتقلت فيه راية الحُكم إلى بني أميّة وصَلُحَ فيه أمر المؤمنين واجتمعت كلمتهم على خليفة واحد هوَ عام الجماعة، وهو الموافق 41 هجرية.
الخلفاء الراشدون حسب الترتيب الزمنيّ لتولّي الخلافة وحسب الأفضليّة التي تولّوا خلافة المسلمين لأجلها وهُم: أبو بكر الصديق، عُمر بن الخطّاب، عُثمان بن عفّان، علي بن أبي طالب، الحسن بن عليّ -رضيَ الله عنهًم أجمعين.
أبو بكر الصدّيق رضيَ الله عنه
تولّى أبو بكر الصديق الخلافة بعدَ موت النبيّ صلّى الله عليهِ وسلّم، وذلك في سنة 11 للهجرة، وأبو بكر الصدّيق هو صاحب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وهوَ أكمل البشر بعدَ الأنبياء إيمانًا، وهوَ أفضل الصحابة على الإطلاق، وأحبّهم إلى قلب الرسول صلّى الله عليه وسلّم.
واسمهُ الحقيقيّ هوَ عبدالله بن أبي قحافة، وقد كانَ أبرز ما تمَّ في خلافته هو قتاله للمرتدّين وثباتهِ في الناس بعدَ وفاة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد توفّي -رضيَ الله عنه- في سنة 13 للهجرة، ليتولّى بعدهُ الخليفة الفاروق عُمر بن الخطّاب من خلال مجلس الشورى، وهوَ نظام الحُكم الإسلاميّ الأصيل.
عُمر بن الخطّاب رضيَ الله عنه
هو الخليفة العادل الذي اشتهرت فترة خلافته الممتدّة من سنة 13 للهجرة إلى سنة 23 هجريّة بالعدل والرخاء، وهوَ الملقّب بالخليفة العادل، وهوَ الفاروق الذي فرّقَ الله بهِ بين الحقّ والباطل.
وقد انتشرت في عهده الفتوحات الإسلامية، ففتح مصر، والعراق، والشام، والجزيرة، وديار بكر، وأرمينية، وأذربيجان، وأرانيه، وبلاد الجبال، وبلاد فارس، وخوزستان.
وقد استشهد -رضيَ الله عنه- على يد أبو لؤلؤة المجوسيّ في عام 23 للهجرة، حيث تولّى الخلافة من بعده ذو النورين عُثمان بن عفّان رضيَ الله عنه.
عُثمان بن عفّان رضيَ الله عنه
هو الملقّب بذي النورين، حيث تزوّج ابنتي رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد تولّى الخلافة بعد مقتل عُمر بن الخطّاب- رضيَ الله عنه-، انتشرت في عهده الفتوحات الإسلامية، وقد أنشأ في عهده أول أسطول بحري للمسلمين.
وقد شهدت فترة خلافته توترًا في الأوضاع السياسيّة في المدينة المنوّرة عاصمة الخلافة وكانت سببًا في مقتلهِ وهو صائم يقرأ القرآن في سنة 35 للهجرة، وتولّى الخلافة بعده عليّ بن أبي طالب رضيَ الله عنه.
عليّ بن أبي طالب رضيَ الله عنه
تولّى عليّ رضي الله عنه وكرّمَ الله وجههُ الخلافة سنة 35 للهجرة، وكانت الخلافة في عهدهِ لها من الأعباء والأثقال؛ نظراً للفتنة التي أحاطت بالأمّة وخصوصاً بعدَ مقتل عُثمان رضيَ الله عنه الذي كانَ من بني أميّة وثورة بني أميّة طلباً للثأر من قتلة عُثمان.
وبدأت الانشقاقات في صفوف أهل الشام بزعامة معاوية بن أبي سفيان، وبين جيش المدينة والعراق بقيادة الخليفة الراشد عليّ بن أبي طالب، وانتهت خلافة عليّ بن أبي طالب رضيَ الله عنه بمقتله على يد عبد الرحمن بن مُلجم المراديّ، وهو أحد الخوارج الذين خرجوا على عليّ بن أبي طالب.
الحسن بن عليّ رضيَ الله عنه
وهوَ سِبط الرسول صلّى الله عليهِ وسلّم وابن عليّ رضيَ الله عنه، حيث كانَ في عهده توحيد صفوف المُسلمين واستمرّت فترة حُكمه ستة أشهر، لتكون بذلك نهاية حقبة الخلافة الراشدة التي بشّر بها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لتكونَ ثلاثين سنة، وانتهى عصر الخلافة الراشدة في السنة 41 للهجرة.